Tuesday 22nd June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 8 ربيع الاول


المدير العام لمستشفى الحمادي بالرياض لـ الجزيرة
دعم الأمير سلطان للمركز الصحي بالخرج يحقق مبدأ التكافل الاجتماعي وقدوة تحتذى
محمد الحمادي:العلاقة بين القطاعين العام والخاص علاقة تكامل وتعاون دائم

أثنى سعادة المدير العام لمستشفى الحمادي بالرياض الأستاذ محمد بن صالح الحمادي على الجهود الإنسانية الخيرة والعطاء السخي الذي يبذله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام وذلك بمناسبة رعاية سموه الكريمة حفل وضع حجر الأساس لمشروع مركز الأمير سلطان للخدمات الصحية بمحافظة الخرج.
واعتبر الأستاذ الحمادي هذا الدعم المادي والمعنوي من سموه للمشروع قدوة تحتذى وتحقيقاً لمبدأ التكافل الاجتماعي الذي يضمن العيش السعيد لكافة أفراد المجتمع.
جاء ذلك في لقاء مع الأستاذ محمد الحمادي بهذه المناسبة أجاب خلاله على العديد من الأسئلة حول دور القطاع الخاص ورجال الأعمال في المساهمة في الرعاية الصحية للمجتمع وكذلك دوره الفاعل في الجانب الوقائي المتمثل في التوعية والتثقيف الصحي لأفراد المجتمع وفيما يلي نص اللقاء:
* كان لتبرع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام بمبلغ عشرة ملايين ريال لدعم مشروع مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الصحية بمحافظة الخرج وقيام سموه بوضع حجر الأساس لهذا المشروع الكبير الذي جاءت فكرته من قبل أهالي الخرج بمناسبة زيارة سموه للمحافظة في العام الماضي أثر كبير في إقبال أهل الخير بتبرعاتهم حتى يكون المشروع على المستوى اللائق به في خدمة أبناء الخرج ,, كيف ترون ذلك؟
لاشك أن ما يقدمه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام من عطاء سخي للأعمال الخيرية تارة بالمال خالصاً لوجه الله وتارة بالمساندة والمعاونة المعنوية والتشجيع يعد دليلاً على حرص ولاة الأمر في هذا البلد الكريم على تحقيق وتأكيد واحد من أهم مبادئ الإسلام العظيمة وهو مبدأ التكافل الاجتماعي الذي يضمن العيش الرغد لكافة أفراد المجتمع وهذا يعد من نعم الله -سبحانه وتعالى- على هذه البلاد الطيبة التي تتخذ من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم منهجاً وشريعة.
كما أن هذا العطاء السخي الذي قدمه سمو النائب الثاني يعتبر أنموذجاً طيباً وقدوة تحتذى من كافة فئات وطبقات المجتمع والدليل على ذلك تلك التبرعات التي توالت من قبل أصحاب السمو الملكي ورجال الأعمال لصالح مشروع مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الصحية بمحافظة الخرج بعد أن قام سموه بتقديم تبرعه السخي لهذا المشروع.
* القطاع الصحي الخاص يعد واحداً من العناصر الهامة التي تساهم بدور فاعل في تقديم الخدمات الصحية لأفراد المجتمع ,, إلى أي مدى ساهم القطاع الخاص في هذا المجال؟
الخدمات الصحية في المجتمع جاءت لتخدم أغلى ما في المجتمع ألا وهو الإنسان الذي قد يشكو ويتألم فقد خلق الإنسان في كبد هكذا يقول الله عز وجل، ولابد من تخفيف المعاناة أو دفعها أو منعها، وهذا هو هدف الطب والصحة وهذه الخدمات تتوزع على قطاعات عدة تسهم الدولة بالقسط الأكبر منها ويساعدها ويشد أزرها قطاع آخر أخذ على عاتقه جزءاً من هذه الخدمات بحيث ينتفع بذلك المجتمع والأفراد الذين يقومون بهذا العمل إلى الدولة يحفظها الله تدعم وبشكل غير محدود القطاع الخاص ، والقطاع الخاص بدوره يقدم خدماته التي تخفف الضغط على القطاع الحكومي وتسهم بالحلول الصحية للعديد من المشاكل وفي مختلف الظروف، وتكون النتيجة خدمات متكاملة ترعى كل المجتمع.
* ما العلاقة التي تربط القطاع الخاص بالقطاع العام؟
إن النبع الذي يربط كل تلك القطاعات سواء العامة أو الخاصة هو واحد ألا وهو حكومة خادم الحرمين الشريفين - يحفظها الله- علاقة القطاع الخاص بالعام هي علاقة تكامل، فنحن في حالة تعاون دائم مع المراكز الحكومية ونحن نقدم كل إمكانياتنا لخدمة القطاعات العامة عندما يستدعي الأمر ذلك، أما عن علاقتنا بوزارة الصحة فنحن نشاركها السراء والضراء.
وسأحدثك عن أمور من صلب الواقع، عندما يحدث حادث سيارة - لاسمح الله - على سبيل المثال يتم إسعاف الحالات حسب منطقة الحادث إلى مستشفى معين قد يكون عاماً وقد يكون خاصاً هناك توزيع رسمي لذلك والمستشفيات الخاصة تقوم بواجباتها في ذلك وتتحمل ما يطلب منها أيضاً عندما تكون هناك حملات صحية مثلاً التطعيم ضد شلل الأطفال كنا نرسل في تلك الحملات فرقاًميدانية تساعد الوزارة في عملها، وكذلك يجب ألا ننسى أن طاقة المستشفيات الخاصة والأجهزة التي فيها والكادر الطبي الذي يعمل بها كل ذلك رصيد للمجتمع كله عند الضرورة، أضف إلى ذلك تبني الندوات الطبية وورش العمل والمؤتمرات العلمية.
*يشكو الكثيرون من ارتفاع تكاليف العلاج بمستشفيات القطاع الخاص فهل يقدم القطاع الخاص الخدمات الصحية من أجل الربح فقط؟
في الخدمات الصحية لا يمكنك قول ذلك فالصحة رديف للإنسانية ، نعم القطاع الخاص يحقق أرباحاً وينمو ويزدهر ولكن بنفس الوقت يقدم خدمات إنسانية هائلة، إن أتاك مصاب لايسعك إلا إسعافه ومن ثم تسأل عن الأجر الذي قد لا يتوفر في جيب المريض آنذاك، وهذه قصص يومية ، في معظم أمور الحياة يسأل الذي يقدم خدمته عن أجره، أما في الطب ورغم أن الأجر حلال ولكن تمر الكثير من الحالات التي يطغى عليها الجانب الإنساني ، وهذه نقطة والنقطة الأخرى هي مجال خدمة المجتمع وما أعنيه أن هذا القطاع يقدم خدمات تثقيفية حسب طاقته وكلها تصب في مصلحة الأمة، فالطبيب في عيادته يقدم تثقيفاً يتناسب مع وضعه والمستوصف يخدم كذلك أما المستشفى وبسبب كبر طاقاته وامكانياته المادية والبشرية فإنه يقدم مساهمة لا يستهان بها تدعم الجهد الحكومي وجهود أبناء المجتمع الأخرى وكل ذلك بالمجان صحيح أن ذلك قد يمثل دعاية لهذه المؤسسة أو تلك ولكن المحصلة هي فائدة حقيقية للمجتمع ككل.
* هل لنا من فكرة عما تقدمونه من هذه المساهمات التثقيفية؟
نعم فنحن نقدمها بأشكال متعددة فالمعلومة يمكن وضعها في كتاب أو نشرة طبية وكذلك يمكن جمعها على شكل دوريات أو إلقاؤها بمحاضرات ومستشفى الحمادي له تجربة مع كل ذلك فهناك النشرة التي تمثل مجلة المستشفى وتصدر دورياً وبانتظام منذ ثمانية أعوام وهناك الكتب التي عالجت الكثير من المشاكل الطبية والصحية والتي تصدر باستمرار وهناك المساهمات التي نقدمها لوسائل الإعلام المقروءة والمرئية وغير ذلك.
* ما مدى انتشار نشاطكم الثقافي ؟ وما الفوائد التي حققها حتى الآن؟
إن نشاطنا الحقيقي يتجاوز حدود المملكة والحمد لله أما عن ما تحقق من فائدة من ذلك، فالفائدة كبيرة فكل فرد أو مؤسسة في المجتمع هو سفير لبلده وعندما تصل إصداراتنا التي تعبر عن مدى الرقي الذي وصلنا إليه إلى البلاد الأخرى يكون هذا دليل صحة وعافية ودليل على تقدمنا فالحروف والكلمات المضيئة تشير إلى منابعها الأصلية المعطاءة.
إن لمستشفى الحمادي ارتباطات وصلات وثيقة مع الكلية الملكية للأطباء في المملكة المتحدة ونحن نقيم بالمشاركة معها دورات طبية تخصصية تساعد في اجتياز امتحانات البورد العربي وال M.R.C.P (الزمالة البريطانية) وقد استفاد من تلك الدورات التي نقيمها بشكل دوري أطباء من كافة أنحاء المملكة والخليج.
وهناك الجلسات العلمية المتواصلة ولدينا المحاضرات التي تلقى على الدوام، يلقيها أطباء من داخل المملكة وخارجها، كما أن مستشفى الحمادي مزود بمكتبة يتم تحديث مراجعها باستمرار لمواكبة الحديث والجديد دوماً بالاضافة إلى شبكة الكمبيوتر والتي تقدم المعلومات ليس لأطبائنا وحسب وإنما قدمنا ذلك وبالمجان للأطباء من كافة أرجاء المملكة حتى أننا قدمنا ذلك على خطوط الهاتف ، أيضاً لدينا قاعة محاضرات مجهزة بشكل لائق تلقى بها المحاضرات العلمية التي يشارك بها أطباؤنا وأطباء من داخل وخارج المملكة.
* لمن توجه إصداراتكم؟
بشكل أساسي هي موجهة للمواطن والمقيم فهي تناسب الجميع وكل إنسان يأخذ منها ما يهمه ويفيده إن ما نصدره يفيد حتى في مجالات دقيقة وليس سراً أن العديد من الصحف والمجلات يستشهد بما نصدره كمصدر للمعلومات خذ مثلاً هذا الإصدار الذي يتحدث عن الوراثة وزواج الأقارب ، المعلومات التي يحويها تناسب أي شخص وهي بنفس الوقت دقيقة وعلمية وحديثة واستغرقت وقتاً طويلاً لإعدادها، إنها وبدون مبالغة تناسب الكوادر الصحية على اختلاف مستوياتها.
* معلوم أن الإصدارات المطبوعة تكلف كثيراً,, فإلى أي مدى يتحمل مستشفاكم تكاليف هذه الإصدارات الكثيرة والمتنوعة التي يقدمها خدمة للمجتمع؟
لن أجيبك بلغة الأرقام ، ولكن هذا الكتاب الذي أعد في قسم الأطفال وحديثي الولادة إلى طفلي مع التحية والذي طبع منه أكثر من عشرين ألف نسخة وهو يتألف من 120 صفحة من القطع الكبير وعليك الحساب، وأيضاً خذ هذه المجلة التي نطبع منها 50,000 نسخة وهي من القطع الكبير وبطباعة ملونة وفاخرة، وهكذا باقي الإصدارات ، فالتكلفة ربما ليست قليلة كما ترى ولكن لهذا المجتمع الطيب علينا حق كبير ونحن مهما فعلنا لا نوفيه حقه، لقد طبعنا في العام الماضي نصف مليون وندعو الله عز وجل أن يوفقنا لتقديم المزيد.
* تولي المملكة رعاية خاصة لفئة المعاقين ,, ماذا قدم مستشفى الحمادي من مساهمات في هذا المجال؟
فئة المعاقين غالية جداً على قلوبنا، وهي في القلب دوماً ونحن في المستشفى نقدم كل ما يمكن أن يميز هذه الفئة وبشكل ملموس من معاملة خاصة مادية ومعنوية، وحتى إصداراتنا تهتم بشكل خاص بقضية الإعاقة ومنها على سبيل المثال سلسلة الأمراض الوراثية التي تهتم بالوقاية من الإعاقة قبل حدوثها وقد طبع الجزء الأول منها ثلاث مرات.
* مع التقدم التقني والعلمي الذي تشهده الخدمات الصحية في بلادنا ,, كيف ترون موقع مستشفيات المملكة من مستشفيات العالم؟
لقد أصبحت مستشفيات المملكة - ولله الحمد - من أرقى المستشفيات في المنطقة والعالم وخدماتها استفاد منها المواطن والمقيم إن لدينا من الامكانيات والأجهزة الحديثة ما يضاهي أي مستشفى متطور في البلاد الأوربية والأمريكية، إننا نوفر على أبناء البلاد الكثير من الجهد والأموال بعلاجهم هنا، وهناك مرضى يأتون لتلقي العلاج عندنا من دول أخرى وهذا مكسب للأمة ككل.
* تتردد مقولة بأن الحمادي (خمس نجوم),, فما أصل ومردود هذه الكلمة؟
كل إنسان يسعى للأفضل والأكمل، ونحن لا نخجل من أن يكون مستوى خدماتنا (خمس نجوم) ولو استطعنا أن نصبح (ست نجوم) لفعلنا ذلك ، صحة الإنسان غالية وإذا رافق الخدمة الصحية خدمات أخرى تعنى براحة وصحة الإنسان ككل فهذا أمر رائع، لابل أمر مطلوب ومرغوب.
* تتجه جميع مرافق الدولة إلى العمل على سعودة وظائفها تشجيعاً للكفاءات الوطنية ,, ما مدى مساهمة الحمادي في ذلك؟
السعودة في النهاية أمر حتمي، ونحن من أنصارها ودعاتها فنحن أبناء لهذا البلد ، نحن منه وإليه كل خير يصيبه ننال نصيباً منه والعكس صحيح، مستشفى الحمادي يسير مع الخطط التي تضعها الهيئات المختصة لتحقيق سعودة الوظائف، وذلك حسب المتاح والمتيسر ، لن أقول لك بأنني سأقوم بجعل كل الوظائف سعودية الآن ، فهذا امر مستحيل.
* ما رأيكم بمستقبل الطب في بلادنا؟
إن شاء الله مستقبل باهر وواعد بالكثير، فالإمكانيات كبيرة والطاقات هائلة والطموح عالٍ، إن الصروح الطبية الشامخة التي بنيت في هذه الديار الطيبة وكذلك الجامعات وأماكن البحث العلمي والكليات المنتشرة في كل ربوع بلادنا، كل ذلك يجعلنا متفائلين للغاية، ومعنا حق في هذا التفاؤل لأنه مبني على أمور موضوعية.
* هل من كلمة حول طموح الشباب؟
إن الطموح الحضاري هو عندما يلتفت الإنسان لذاته ويطورها بمعنى أن يعرف ليس فقط كيف يتأقلم مع العصر والحضارة لابل يكون فاعلاً فيها مساهماً في حركتها حينها يبلغ الإنسان درجة العطاء الحقيقي، إن الإنسان عندما يريد أن يفهم ما حوله ينبغي أن ينطلق من فهم نفسه ومن ثم ينطلق بطموح لا يتوقف، وهناك واقع يطيب لي ذكر بيت من شعرنا الأصيل:
ومن يتهيب صعود الجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر
كلمة أخيرة:
كل الشكر والامتنان للأيادي البيضاء التي وضعت الوطن على قمم المجد ولازالت تسمو به للأعلى أكثر وأكثر وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله وأيدهم بنصره -.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
ملحق الخرج
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved