Tuesday 22nd June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 8 ربيع الاول


ابنتي والإعاقة ,, والقرار

انا ام لفتاة في العشرين من عمرها,, معوقة,, ويعلم الله كم تحملت وكم عانيت في البداية عند ولادتها ولكن حمدت الله كثيرا بعد ذلك,, وتفرغت لادربها على الاعتماد على ذاتها والى حد ما نجحت عبر تلك السنوات في ان أهيىء لها فرصة بسيطة للاعتماد على ذاتها وقد ساعدني في هذا الامر,, انني كنت اقيم مع زوجي في امريكا والان ونظرا لظروف عودة زوجي للوطن,, انا مترددة جدا,, جدا في الموافقة على الاقامة معه,, نظرا لان النظرة للمعاق في امريكا,, نظرة اكثر انسانية,, كذلك وان كل الظروف هناك تساعد المعاق,, او المعاقة جدا,, لدرجة اصبح هناك شبه مساواة بين المعاق والانسان العادي واحمد الله كثيرا ان اعاقة ابنتي اعاقة حركية فقط,, فهي تحتاج الى كرسي ذي مواصفات خاصة جدا للحركة,, وكل ما اخشاه ان تصطدم ابنتي في التعامل هنا,, بعد ان نضجت وكبرت بلا مشاكل في الخارج,, كما وانني حائرة ماذا افعل,, خصوصا وان زوجي بعد عودته من الخارج عقب سنوات الاقامة الطويلة هناك حيث عمله,, اصبح في ظروف نفسية صعبة,, ويرفض ان اقيم لوحدي مع ابنائي في الخارج واخشى عليهم من الوحدة واخيرا كل ما اطلبه منكم مساعدتي في ايجاد القرار السليم,, وشكرا.
ه - ه -ل

***
عزيزتي,, كان من الممكن ان اوافقك الرأي في ضرورة الحياة خارج المملكة,, لتوفير جو من الامان النفسي لابنتك المعوقة,, قبل عشرين عاما (عمر ابنتك) وقد كان من الممكن ايضا,, ان اتفهم اسباب مشكلتك اذا لم اكن اعلم وعن كثب ظروف المعاق لدينا في المملكة.
فالوضع اختي الكريمة,, قد تغير بالنسبة للمعاق للافضل ولله الحمد,, فنظرة سريعة,, لاهم المرافق العامة بالرياض,, ونظرة الى مداخل الحدائق والمنتزهات ونظرة اخرى,, الى التصاميم الانشائية والمعمارية لاي سوق تجاري او مجمع سكني,, بالرياض,, تم انشاؤه حديثا,, ستجدين,, ولله الحمد,, ان كل تلك المباني المعمارية,, والتي هي محل فخر واعتزاز كل من ينتمي لهذا الكيان,, تم خلالها مراعاة ظروف المعاق أو المعاقة حركيا,, ولله الحمد,.
حتى بالنسبة لفرص التوظيف ,, هناك الكثيرات من الاخوات المعاقات حركيا الناجحات في اداء اعمالهن الوظيفية بنجاح,, وتميز ملحوظ,.
لذا راجعي نفسك عزيزتي واعيدي النظر في قرار بعدك عن زوجك، وحاولي ان تجمعي شمل الاسرة من جديد خصوصا وان زوجك يحتاج الان لوجودك واهتمامك به,, بنفس الدرجة التي تحتاجها ابنتك,, بل ربما يحتاجك اكثر منها,.
وحاولي اخيرا ان تتخلصي من الانبهار المرفوض والزائف,, بعالم الغرب,, ومعاملته للمعاق,, واعلمي ان مجتمعنا الاسلامي ولله الحمد اكثر انسانية واعمق احساسا بمشكلة المعاق,, ويبقى اخيرا املنا الكبير في ساحة اوسع من الاهتمام باحتياجات المعاقين في كل مراحل حياتهم,, فالطفل المعاق يحتاج للمساندة والدعم وكذلك الحال مع الشاب او الشابة المعاقة,, واعانك الله,, على اتخاذ القرار السليم,, ان شاء الله.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
ملحق الخرج
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved