لا ادري الى متى اظل سجينة هذا المنزل,, حقاً لا ادري الى متى اظل وحيدة على هذا الحال,, فانا عندما شاءت الارادة الالهية الا اكون اماً بفقدان نعمة الانجاب لم اعترض على قدري ورضيت بنصيبي بتشجيع من زوجي الذي ساعدني جداً في تقبل هذا الامر, خاصة انه ايضاً يعاني من مشكلة عدم الانجاب، فانا الزوجة الثانية في حياته,, بعد تجربة زواج سابقة استمرت خمس سنوات,.
ومشكلتي هي ان زوجي,, دائم السفر,, لوحده فهو اول من يسافر الى الخارج مع اول ايام الاجازة الصيفية,, واول من يعود ايضاً مع بدايات الدراسة, لانه معلم والمشكلة انه يتركني مع اهله,, ولا يسمح لي بالسفر والاقامة مع اهلي,, وهنا تكمن المشكلة,, فكل اخوانه واخواته لديهم اطفالهم,, ولديهم حياتهم الخاصة اما انا فاظل وحيدة مع والدته العجوز طوال شهور الاجازة,, ويعلم الله انني احب والدته جداً واحترمها ولكنها لكبر السن لا تشعر بوجودي,, ولا تشاركني مشاكلي ومعاناتي,, ودائماً ما تدافع عن ابنها وتجد له الف مبرر وعذر في سفره لوحده,, اما انا فلا تجد لي عذراً واحداً في معاناتي تلك مع الوحدة والحرمان,, وشكراً
الوحيدة - البائسة,.
***
عزيزتي,, ليس كل من انجب سعيداً,, كما ان ليس كل من لم ينجب تعيساً,, ومشكلتك مع هذا الرجل المسافر دائماً, كان من الممكن ان تكون مضاعفة,, مع وجود الاطفال,, فكل طفل - كان من الممكن ان يحمل بين اضلعه معاناة مماثلة لمعاناتك تماماً,, لذا حاولي أن تفصلي بين مشكلتك مع الانجاب,, وبين طبيعة الزوج المسافر هذا,, اذ ان مشكلتك هي مشكلة فشلك في تعديل سلوك الزوج.
اذ قد تصادف الزوجة الكثير من السلوكيات المرفوضة من جانب الزوج,, وبالاصرار والحكمة,, والحوار والمناقشة والصبر مع الايام تستطيع ان تعالجها,, وحاولي الان اذا ما كان قد نجح زوجك في بدايات رحلة الهروب من الاتصال به,, وحاولي ان تجبريه على العودة,, او على الاقل تأنيب ضميره على قراره هذا,, وحاولي ان تقترحي عليه,, اذا لم يكن قد نجح في رحلة الهروب تلك برنامجاً للسفر معاً,, وحاولي ان تكوني بلا طلبات مادية صعبة,, اذ بعض الازواج,, يلجأ للسفر بمفرده,, اعتقاداً منه ان المطالب المادية الصعبة,, من قبل زوجته,, لا يمكن التعامل معها الا بحرمانها من السفر.
وحاولي ان تتعاملي اخيراً,, مع هذا العيب في شخصية زوجك بالعقل والحكمة,, خاصة,, اننا كبشر لا بد من وجود عيوب بنا,, عيوب تختلف باختلاف صورنا وان الكمال لله وحده,, وحاولي اخيراً ان تتذكري الجوانب الاخرى المضيئة في شخصية زوجك لتتحملي الحياة واعانك الله,.
