ان نظام التغيير الوزاري كل اربع سنوات نظام مدروس بعناية يتيح للوزير المعين فترة مناسبة في السنة الأولى لدراسة امور الوزارة والتعرف على مواقع الضعف والقوة فيها، ومن ثم وضع الأسس الكفيلة لمعالجة المشكلات وتقويم مواضع الضعف ودعم جوانب القوة ووضع الخطط والبرامج الكفيلة للنهوض بالوزارة في القيام بالدور المناط بها، فيقضي السنوات الثلاث المتبقية في تنفيذ الخطط والبرامج التي وضعها فتكون السنوات الأربع كافية لنجاح الوزير في المهام التي اسندت اليه ومن ثم التجديد له اربع سنوات أُخر لاكمال تلك المهام او اسناد الأمر الى ابن آخر من ابناء الوطن لمواصلة المسيرة.
فنظام التغيير الرباعي اذاً يحمل بين طياته الأمل والأمان، فهو يعطي الأمل لشباب الوطن المؤهلين الأكفاء في تسنم مراكز قيادية، فهذه المراكز ليس لها صفة الديمومة لشخص او لاشخاص معينين، وانما هي وظيفة يختار لها ولي الأمر حفظه الله من يراه صالحاً من ابناء الوطن، واعادة التشكيل الوزراء خلال اربع سنوات لا يعني حتمية التغيير بالنسبة للجميع مما يضفي طابع التوازن على هذا التنظيم، فكانت اعادة تشكيل مجلس الوزراء الحالي دليلاً على ايجابيات هذا التنظيم، فالتجديد لنسبة كبيرة من الوزراء مؤشر على بعد النظر في ان التغيير ليس مقصوداً لذاته, وانما يأتي استجابة لتحقيق المصلحة العامة، ونحن ابناء هذا الوطن نشكر ونقدر كل من ساهم باخلاص في خدمة الوطن المعطاء ممن انهيت فترة وزارتهم، ونسأل الله العون والتوفيق لكل من بقي في موقعه ونبارك للوزراء الجدد ليساهم الجميع في دفع عجلة التنمية في وطننا الغالي الى الامام آملين ان يضعوا الله سبحانه وتعالى دائماً نصب اعينهم، وان يعلموا ان الوزارة امانة، وبقدر ما هي تشريف فهي تكليف يقتضي القيام به العدل والانصاف ومراعاة حقوق الناس، فإن عدل ساعة في حكومة خير من عبادة ستين سنة كما قال صلى الله عليه وسلم.
* * *
وقفة
ان لمديري العلاقات العامة في بعض الوزارات اجتهادات اعلامية خاطئة وذلك بابراز (اي عمل) يقوم به معالي الوزير، حتى ولو كان من الأعمال الروتينية التي لا تستدعي النشر، وقد يؤدي ذلك الى رد فعل عكسي يصرف الناس عن متابعة اخبار الوزارة الهامة.
فالأولى ان تُترك الأعمال تتحدث عن نفسها وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .