Tuesday 22nd June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 8 ربيع الاول


نداء لأمير الشباب

فقدت الرياضة السعودية وتحديداً نادي الرياض رائداً من رواد الحركة الرياضية التي عاصروها في مراحلها الاولى بحلوها ومرها، وممن خدموا المدرسة على مدى اربعة عقود من الزمن فكانت لهم اسهامات فاعلة في وضع اللبنات التأسيسة لنادي الرياض.
انه ابن الرياض البار يحيى محمد عسيري الذي وافته المنية - يرحمه الله - قبل ايام بعد صراع طويل مع المرض لتفقد مدرسة الوسطى احد اعلامها المميزين ممن كانت لهم بصمات واضحة على الخارطة الحمراء، حيث بدأت علاقته - يرحمه الله - بالرياضة السعودية عبر نادي الرياض ابان مسماه القديم اهلي الرياض مع مطلع حقبة الثمانينيات الهجرية، وانضم للسلك الاداري في عهد رئاسة محمد الصايغ - يرحمه الله - فكان ممن ابلوا بلاءً حسناً في دفع مسيرة مدرسة الوسطى للامام طوال ال 40 عاماً الماضية واستمر ملازماً للنادي ومتابعة شؤونه حتى قبل عامين.
عرفته - يرحمه الله - قبل خمسة اعوام وقتها كنت ازور نادي الرياض بين الفينة والأخرى والتقيت به للوهلة الاولى وكأن تربطني به صداقة قديمة، فكان باسم الثغر والبشاشة على محياه لا تفارقه يحترم الصغير قبل الكبير، الامر الذي اكسبه حب واحترام الجميع داخل وخارج اسوار مدرسة الوسطى.
كانت له مواقف ايجابية مع اللاعبين بالذات السابقين وتتمثل ذلك في دعمه لهم معنوياً ومادياً من خلال تأمين بعض المستلزمات والاحتياجات لهم بحكم ظروف الزمن آنذاك وبالتالي ساهم في حل المشاكل بشتى ظروفها التي كانت تعتريهم في حياتهم الرياضية - والكلام على لسان جيل الامس عبدالعزيز بن حمد وناصر سيف وسعد ابو هاشل - الامر الذي يكشف صدق الانتماء وخالص الوفاء لناديه العريق الذي احبه وضحى بزهرة شبابه لخدمته دون البحث عن الجوانب الذاتية، وامتدت مواقفه - يرحمه الله - حتى جيل اليوم الذي حرص على متابعة احوال النادي وشؤونه رغم ظروفه الصحية التي داهمته طوال الموسمين الأخيرين.
ونال براعم المدرسة أيضا نصيبهم من اهتمامه وحرصه المنقطع النظير على مستقبل الكيان الاحمر من خلال اسداء النصائح والتوجيه الابوي لهؤلاء البراعم ابان تدشين مدرسة الرياض للبراعم قبل عامين حيث حضر خصيصاً لمشاركة الرياضيين هذه المناسبة رغم ظروفه الصحية وقام بحثهم اي - البراعم- بالمواظبة والاهتمام بالجوانب الدراسية والسلوكية والحرص على تأدية الفروض في وقتها ولا ريب في ذلك فهو رجل جُبل على السلوك القويم والادب الجم.
وامام رصيد الخبرة الادارية التي حملها يحيى عسيري في حقيبته وملازمته ومتابعته لشؤون ناديه طوال العقود الاربعة الماضية اصبح - يرحمه الله - موضع استشارة من قبل الادارات التي تعاقبت على المدرسة طوال العقدين للاحمر، للاستفادة من آرائه ومرئياته المتمخضة من تجربته الطويلة في الحقل الرياضي الذي امتد لحقب طويلة.
وفي المقابل قمت بتأدية الواجب وتقديم العزاء لابناء الفقيد بمنزلهم وكان - أي - المنزل مكتظا بالمعزين حتى انني قابلت اناسا لم أرهم منذ عشرة اعوام، هذا العدد الكبير من المعزين يدل دلالة واضحة على المحبة الكبيرة التي كان يحظى بها - يرحمه الله - ومدى تقديرهم له ولا غرو في ذلك فهو رجل زرع على ارض هذه الدنيا الفانية بذور الاحترام والتقدير للآخرين فأتوا لتقديم نتاج هذه البذور في حقل العزاء حيث مكثت مع أبناء الفقيد فتحدثوا معي عن اوضاع والدهم الصحية التي عانى منها طوال العامين الأخيرين وفي الوقت ذاته ناشد ابن الفقيد محمد العسيري صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب صاحب المواقف الانسانية و اللفتات الكريمة والذي جبل على حب الخير والعطاء ووقوفه الدائم مع ابنائه الشباب والرياضيين وهم في احلك ظروفهم ان يشمل والده الراحل عطفه -يحفظه الله- وذلك بتكفل سموه الكريم بباقي اقساط صندوق التنمية العقاري والبالغة 134 ألف ريال,, سائلا المولى عز وجل ان يجعل هذا العمل العظيم في موازين حسناته,, علماً بأن الفقيد ترك وراءه وبين اسوار هذه الحياة ايتاما ليس لهم معين بعد الله الا سموكم الكريم.
رحم الله ابن الرياض البار يحيى عسيري واسكنه فسيح جناته,, وانا لله وانا اليه راجعون .
خالد الدوس

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
ملحق الخرج
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved