ترى ما أكثر المنافقين والحساد واصحاب الأقنعة المزيفة والوجوه الملونة,.
قد لا أبعد عن الحقيقة إذا ما قلت بأن بعض الناس يملكون أكثر من وجه,, وهذه قدرة ربما يحسدون عليها لانهم باتوا ينافسون الحرباء في تغيير لون جلدها,, ولديهم لكل مناسبة وجه، ولكل صديق وجه وفي الليل وجه والنهار وجه آخر، في بيوتهم لهم وجه وفي اعمالهم لهم وجه آخر ايضاً,, لهم القدرة الغريبة على التلون والتجانس والنفاق والكذب وينطبق عليهم المثل العربي (في الوجه لوقي,, وفي القفا مشذاب), وهذا المثل يضرب لمن يظهر الحب والولاء والصداقة والتملق امام الآخرين، وإذا ما ابتعد عنهم وجلس مع قوم آخرين صار كالمنشار يأكل لحم اخيه بالسباب والشتائم والقدح والذم، ونراه لا يتورع عن نشر عيوب أقرب أصدقائه وكثيراً ما يكون كاذباً مشوهاً للحقائق.
وهؤلاء وبما أنهم قلة قليلة الا ان نفوسهم المريضة قد زينت لهم حب النفاق فنراهم يعاشرون الناس بوجود عديدة حسب مصالحهم, فإذا ما قابلوا شخصاً ما,, نراهم يمدحونه ويثنون عليه بما هو اهل له وبما هو ليس اهلاً له، واذا جالسوا غيره من حساده راحوا يقدحونه ذماً وشتماً وسباباً,, ولاشك أنه النفاق بعينه الذي حذر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء الأصناف من (الناس) هم اصحاب شخصية ضعيفة مريضة هزيلة مهزوزه لانهم غير قادرين على ان يعيشوا في ضوء الشمس وفي وضح النهار فهم كطيور الليل لا يظهرون الا مع حلول الظلام، فهم يحسدون وينقمون الناس على ما آتاهم الله من فضله (وياحسرتاه) فلا تكتمل سعادتهم الا بزوال نعمة الآخرين.
نايف صالح البشري
مكتب جدة