صدر العدد الجديد من مجلة البحرين الثقافية وقد حفل بالعديد من الدراسات النقدية وكذا بعض المواد الثقافية، الى جانب عدد من النصوص الابداعية, في دراسة بعنوان قراءة النص الأدبي مقتربات وملاحظات لنجيب العوفي، نقرأ: إن انفتاح النص الأدبي يستتلي، بالضرورة انفتاحا وانفساحا في مناهج قراءته وطرائق تلقيه وتمثله, هذه مسلمة أولية وأساسية في مجال الدرس الأدبي، ولاسيما في تجلياته وانتماءاته المعاصرة, ولا نعني بالقراءة هناك Lecture، مجرد دلالتها اللغوية الدانية، كتتبع خطي وخيطي لمتتاليات النص اللغوية والدلالية، بل نعني بها دلالتها الاصطلاحية الأرحب والأخصب، كتأمل في النص وحفر في مناطقه الجوفية وسبر لأغواره وأسراره، ومواجهة له ايضا.
نعني بها اعادة انتاج أو كتابة للنص، ليس بهدف استنساخه وتكراره، بل بهدف فهمه وتفسيره واختباره والقراءة بهذا المعنى، هي فك رموز وشفرات الكتابة، وتأويل نص أدبي ما.
عبدالقادر فيدوح في دراسته: شعرية الانزياح في القصيدة الحديثة في البحرين تتطرق الى مدلول الانزياح: من حيث كونه جوهر الشعر، باختراقه قوانين اللغة، وبوصفه ايضا جسديته وليس مجرد صفة لصيقة به،وبهذا الموقف نكون قد ألغينا مسبقا كون الانزياح هو مجرد الخروج عن قاعدة والدخول في الاستثناء وعلى إثر ذلك يكون الاشراف قد تجلى في حظيرة النص المؤول الذي أشير اليه بمعنى المعنى عبدالقاهر الجرجاني وهو ما أقرته الدراسات الحديثة من حيث كون النص في مخالفته قانون اللغة ينتقل من المدلول الأول الى المدلول الثاني، والوقوف عند مستوى التنافر الذي يتيح للقارىء اعادة بناء النص الذي من شأنه ان يسهم في انتاج واقع جديد, إن الانزياح الذي اعتبره الناس دخولا في الغياب هو ايضا ذلك المستوى الأعلى من اللغة التي تهجس، وتثور، وتطغى, وكونه يحمل كل هذه التشظيات فذلك دليل على المحتمل الدلالي والجمالي المتضمن فيه، ويمكن اعتبار موقف موكاروفسكي في الفصل بين التوجه الجمالي نحو التعبير والتوجه المنطقي نحو التعبير مدخلا موفقا في محاولة لتأكيد الوظيفة الجمالية للشعرية واعتبارها المسافة الاختراقية لكسر النمطية واعادة تنظيم الخطاب الشعري الذي يستقرىء منظور أرسطو في تأمله الصور التنافرية, وقد نشرت المجلة حوارا مع الناقد عبدالله الغذامي تناول عددا من المسائل الثقافية التي تهم الغذامي كواحد من أبرز النقاد العرب.
وفي سؤال عن غازي القصيبي وكيف يراه الناقد عبدالله الغذامي قال: اعتبره من أجود الشعراء لكنه لم يحقق مجدا شعريا، تقرأ له فتجده شاعرا جيدا وتصفق له، لكنه لم يقدم تجربة من نوع مختلف يخترق التجارب السائدة، ويفرض نسقا شعريا وثقافيا جديدا ينسب اليه، لكنه عندما دخل الرواية وكتب العصفورية بالتمديد وليست شقة الحرية لأنه عمل عادي فقد كان عملا مبدعا، وكأنه وجد نفسه أخيرا وقدم نصا ينسب اليه حقيقة.
وعن الجديد الذي اضافه القصيبي من خلال الرواية يقول الغذامي: جديده يجعله يقف في الصف الأول، لكن بعد نجيب محفوظ والجيل الكبير مثل الطيب صالح وابراهيم الكوني وحنا مينا، ويمكن ان نشير الى ذاكرة الى تجربة العصفورية مثلما نشير الى ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي، ونقول: هذه نصوص لها رائحة وطعم خاص لا تحاكي نصا سابقا، في شقة الحرية كان يحاكي نجيب محفوظ وتجربة الروائيين السابقين, ويكتب على غرارها، لكن في العصفورية التجربة لا تقاس على نموذج سابق عليها، أقصد عملية الاختراق، لا يكفي أن يكون النص جيدا، نحن في زمن فيه من الوعي الثقافي ما يجعل الرؤوس ممتلئة بالنماذج التي في أذهاننا، لن يحتل أذهاننا إلا اذا تجاوزها واخترق قدم شيئا مختلفا.
ومن المواد الثقافية التي تضمنتها المجلة: ثورة عام 1521م في الخليج ضد البرتغاليين,, محمد حميد السلمان، عبدالعزيز الدوري,, مؤرخا ومفكرا: قيس النوري, المتاحف العربية والتنمية الثقافية: حسين فهيم.
السحر وفضاء المسلم الأخلاقي: عبدالله علي ابراهيم, النص وأبعاده,, قراءة في رواية كف مريم : حميد اجماع, في مفهوم الشعر عند الشعراء المحدثين: عبدالمجيد زراقط, غسان كنفاني: طاقة لا تضاهى على السرد: محمود الريباوي, ومن النصوص الابداعية: ما لم استطع البوح به: علي الستراوي, حمامة: حسين المحروس, نجمة بعيدة: ناظم مزهر, قبيلة الخنافس: محسن خضر, ضجيج القصيدة: جميل مفرح, بيت في الحقل: مي مظفر,عندما يرسم المجانين: البرتومورافيا, قصائد قصار: كاظم الحجاج, مختارات شعرية من ديوان سيوف كالشفاه: لفيثنطي اليكسندري.
أوراق الذاكرة: اليزبث بينز, في باب وثائق وذكريات,, يوسف الشيراوي,, قارة متعددة المناخات: عبدالحميد المحادين, مستقبل الفن التشكيلي: صخر فرزات, جمالية السمعي البصري الالكتروني: ادريس الغزي, المسرح العربي بين التجريب والتأسيس: عبدالحميد شكير.
برشت الأرسطى: سعيد الناجي, كلود ليفى ستراوس من منظور الوعي العربي المعاصر: خيرة حمد العين.
|