 * بيروت - دمشق - الوكالات
اعلن رئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص ان لبنان غير مستعد لتوقيع اي اتفاق حول ترتيبات امنية مع اسرائيل مؤكداً ان بلاده لن تفرط بالقرار 425 الذي يقضي بانسحاب اسرائيل غير المشروط من لبنان مجدداً تمسك بلاده بتفاهم ابريل.
وقال الحص في تصريح له امس ان هدف اسرائيل كان جر لبنان الى ترتيبات امنية منفردة او الى تفكيك المسارين اللبناني والسوري مؤكدا ان هذا الأمر سيقابل بالرفض.
واوضح ان قصف شمال فلسطين المحتلة كان رداً على الاعتداءات الاسرائيلية التي استهدفت المنشآت والمدنيين في لبنان يوم الخميس الماضي مشيرا الى ان الاسرائيليين يقومون الآن بضغط سياسي كبير للتشكيك بين المسارين اللبناني والسوري.
من ناحية اخرى افادت معلومات رسمية جزئية امس السبت على ان حجم الخسائر التي لحقت بلبنان من جراء العدوان الاسرائيلي الأخير الذي استهدف البنى التحتية على ابواب فصل الصيف تبلغ عشرات ملايين الدولارات.
واوضحت الأرقام ان الخسائر في قطاعي الكهرباء والاتصالات الهاتفية تفوق 50 مليون دولار فيما لم تعط ارقام محددة للخسائر الناجمة عن تدمير الجسور لان ذلك يتعدى الكلفة الى الانعكاسات السلبية على المواطنين والحركة العامة كما اكد وزير النقل نجيب ميقاتي.
وقدر مدير عام وزارة الموارد المائية والكهربائية جورج معوض ان كلفة اعادة ترميم المحطتين الكهربائيتين (الجمهور وبصاليم) تفوق 30 مليون دولار.
واعلنت شركة سيليس للهاتف الخليوي التي دمرت غارة اسرائيلية محطتها في الجية (جنوب بيروت) ان اضرارها تبلغ 20 مليون دولار.
واوضح معوض ان فرق العمل باشرت منذ الجمعة ازالة الحطام تمهيدا لبدء العمل بما يمكن من اصلاحات، مشيرا الى ان العمل يتطلب وقتاً طويلاً خاصة في بصاليم، فالمعدات غير موجودة ويتطلب تصنيعها سنة كحد ادنى الا اذا جاءتنا تمويلات بديلة بشكل مساعدات من الخارج .
وأكد معوض اننا لا نستطيع في الوقت الحاضر الكلام عن تقنين للكهرباء وانما عن قطع بسبب التدمير الكلي الذي لحق بمحولات بصاليم والجمهور .
واوضح وزير الموارد المائية والكهربائية سليمان طرابلسي في تصريح صحافي ان بيروت ستعيش اسبوعاً من الظلمة قبل ان تحدد لاحقاً فترات التقنين واضاف: من السابق لأوانه تحديد الفترة الزمنية لاعادة الطاقة كما كانت عليه .
وبالنسبة للجسور الخمسة التي دمرتها اسرائيل في جنوب لبنان ومن بينها ثلاثة جسور حيوية بالنسبة لحركة التنقل في جنوب لبنان فلم ترد اي تقديرات لكلفة الخسائر.
ودعا ميقاتي في تصريح صحافي المواطنين إلى حصر تنقلاتهم بين الجنوب وبيروت في الأمور الطارئة لتتمكن الفرق الفنية والهندسية من القيام بعملها بسرعة واستحداث جسور رديفة في المرحلة الأولية.
من ناحية اخرى,, وبشأن ازمة العدوان الأخير افاد مصدر دبلوماسي غربي ان مسؤولاً كبيراً في وزارة الخارجية الفرنسية بحث امس السبت مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع في التصعيد العسكري الاسرائيلي الأخير في جنوب لبنان.
واوضح المصدر ان مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية ايف اوبن دولاموسوزيير وصل مساء امس الاول الى دمشق ليبحث مع المسؤولين السوريين الاحداث الاخيرة في لبنان وانعكاساتها على عملية السلام في المنطقة.
واضاف المصدر نفسه الذي طلب عدم كشف هويته ان دولاموسوزيير بحث مع المسؤولين السوريين في الغارات الجوية الاسرائيلية على البنى التحتية اللبنانية وقيام حزب الله بإطلاق صواريخ الكاتيوشا على شمال اسرائيل.
وكان اعلن في دمشق عن اتصال اجراه الرئيس الفرنسي جاك شيراك بالرئيس السوري حافظ الاسد.
وتوقع المصدر الدبلوماسي نفسه ان الرئيس الفرنسي الذي يقوم بأول زيارة له الى سوريا سينتقل منها الى لبنان اليوم الاحد للقاء المسؤولين اللبنانيين.
هذا ومن ناحيته اكد امين عام حزب الله حسن نصر الله ان المقاومة الاسلامية ستبقى ملتزمة بواجب حماية المدنيين والدفاع عنهم في جميع المناطق اللبنانية وسوف تلجأ الى استخدام سلاح الكاتيوشا كلما رأت ذلك ضرورياً.
وشدد نصر الله على ان استخدام سلاح الجو الاسرائيلي لضرب المنشآت المدنية ولترهيب اللبنانيين لن يجدي نفعاً لحماية المستوطنين والمستعمرات في شمال فلسطين المحتلة بدليل ان القتلى الاسرائيليين الذين سقطوا في كريات شمونة انما سقطوا بعد القصف العدواني الاسرائيلي على المنشآت اللبنانية وليس قبله.
ورأى الأمين العام لحزب الله في تصريحات له امس ان الهدف من هذا العدوان ليس حماية المدنيين الاسرائيليين وانما لرفع المعنويات في جيش مهزوم.
واضاف نصر الله: ان ارادة الصمود والمقاومة والوحدة في لبنان اقوى مما يتصوره العدو الاسرائيلي واننا واثقون بأن هذه الارادة ستنتصر في نهاية المطاف .
|