Monday 28th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 14 ربيع الاول


الرئة الثالثة
رؤية ورأي حول قضية السعودة !
(3/3)

انطلاقاً مما سبق، استأذن اليوم سمو سيدي وزير الداخلية، وهو الراعي الكبير لقضية السعودة، والمدافع الأشم عن حق المواطن المؤهل للعمل، والقادر عليه، استأذنه حفظه الله في انهاء هذا الحديث الموجز بالرؤى التالية، التي لا ازعم ان فيها جديداً، بل هي تأكيد لمواقف ورؤى ازعم انها تلتقي حولها معظم الطروحات المعنية بالموضوع أقول:
أولاً: مطلوب اليوم وليس غداً وضع استراتيجية وطنية لسعودة الوظائف في القطاع الأهلي، تقوم على قاعدة معلوماتية دقيقة، ويتوفر لها وضوح الرؤية، وطموح الغاية، ويُسر التنفيذ والتقويم والمتابعة، ويتأتّى من خلالها التعرف على أولويات الحاضر, وامكانات المستقبل,, وآلية الربط بينهما، ربطاً عقلانياً مبرمجاً، ومتدرّجاً في الانجاز والنتائج.
***
ثانياً: مطلوب الآن، وليس غداً، تقويم ما هو قائم الآن، وسنُّ ما يجب سنّه، من قواعد نظامية تقنن العلاقة الثنائيّة بين طالب العمل وصاحبه يقوم على ما يلي:
أ - رسم مسارٍ وظيفي متدرّج واضح للمواطن طالب العمل، المؤهّل له والقادر عليه، بدءاً بوصف فني للوظيفة، مروراً بتقنين حقوقها وواجباتها والتزامات شاغلها بما يؤدِّي في النهاية الى توفير حدٍّ ادنى من الأمن الوظيفي والاستقرار المهني لشاغل هذه الوظيفة، فلا يفكّر في هجرها الى غيرها بحثاً عن الأفضل او خوفاً من الفصل لسبب قد لا يكون طرفاً مباشراً فيه.
ب - حماية صاحب العمل نفسه من عقدة اسقاط الوزر عليه من لدن شاغل الوظيفة، كلما استنكر او انكر من امره شيئاً، فليس صاحب العمل ابداً ع لى حق، وليس شاغل الوظيفة في كل الأحوال معصوماً من الزلل.
***
ثالثاً: مطلوب الآن، وليس غداً، اعادة النظر في أُطرنا التعليمية والتربوية والتدريبية بما يلائم لوازم النقلة المنشودة في سوق العمل لصالح المواطن والوطن، ويخفف بالتالي ظاهرة الاعتماد على الاستقدام من الخارج بحجّة عدم توفر البديل محلياً.
***
رابعاً: مطلوب الآن، وليس غداً توظيف منابرنا الدينية وقنواتنا التربويّة والاعلامية لتوعية الجيل الشاب بفضيلة العمل من اجل الكسب الحلال، وتكوين مواقف ايجابية ترغّب فيه، وتحض عليه، وتدعو اليه، ويمكن ان يُربط ذلك بمضامين سامية تُستقى من الكتاب والسنة المطهرين، وموروث الآباء والأجداد الذين كانوا يمارسون الاعتماد على الذات بعد الله,, في البيت والمزرعة والسوق والهجرة!.
***
خامساً: وعلى الصعيد الاخلاقي الصرف، اتساءل في عجب: ما الذي يجعل الانسان الياباني، وهو وثني الملّة، علمانيّ الهوية، يتبوأ مكانة التفوق الحضاري بين الأمم، معتمداً في ذلك على معايير اخلاقية وسلوكية تسيرها مثالية صارمة من الاجتهاد وحساب النفس وتحقيق الذات، في حين ان بين ايدينا نحن المسلمين والعربَ كتاب الله الذي لم يدع صغيرة أو كبيرة من مكارم الخلق وقواعد بناء الذات السوية الا احصاها، وحث عليها وأثنى على من اتبعها؟! ورغم ذلك يخفق انساننا المسلم المشبع بالمثاليات السماوية - يتلوها، او تُتلى عليه، خمس مرات في اليوم والليلة - يخفق هذا الانسان في ممارسة مثالية الدين الحنيف التي تحض على الجد والكد والاجتهاد واتقان الاداء طلباً للمعالي؟ ألم يعلّمنا قرآننا الكريم ان نعمل,, ليرى نتائجه الله ورسوله والمؤمنون؟!,, ألم يخبرنا رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ان الله يحب اذا عمل احدنا عملاً ان يتقنه؟ فأين نحن من هذا كله؟ لماذا لا تكون هذه القيم والمثل والعبر مادة قيمة نخصص بها موضوع (التربية الوطنية) التي نحقن بها افئدة اولادنا وبناتنا أملاً في انسان افضل!.
* * *
اخلص من ذلك كله الى القول بأنّ لدينا حصاداً ثميناً من المثاليات الدينية والخلقية التي تحث على الفعل الجميل، وتثيب فاعله، وتعيب تاركه، لو استثمرناها استثمارا نافعاً، واستوعبنا ما فيها استيعاباً واعياً، لما وجد معظم الوافدين في سوق عملنا مكاناً الا من اقتضته الحاجة، وأملته الضرورة، فليس عيباً ان يستعين شعب بخبرات وقدرات من شعب آخر خارج حدوده، لكن العيب ان يكون الاعتماد على العمالة الوافدة قاعدة، و(اللجوء) الى العمالة الوطنية,, استثناء!! وهذا وربي وزر، إن وجد، نتقاسمه جميعاً، دون استثناء!.
عبد الرحمن بن محمد السدحان

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved