Monday 28th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 14 ربيع الاول


يارا
تقسيط الغبن يا (أبا سعد)
عبدالله بن بخيت

كتب الاستاذ عبدالرحمن السماري شيخ كتاب الزوايا في زاويته العريقة (مستعجل) مرافعة عريضة يفتح فيها للمرة الاولى باب الدفاع عن شركات التقسيط ويلقي باللوم على العملاء الذين يتلاعبون في السداد ويطالب بوضع عقاب صارم لردع المتلاعبين.
لا يمكن لأحد ان يختلف على ان لشركات التقسيط الحق الكامل في المطالبة بحقوقها وفقا للعقود المبرمة فمن وقع اتفاقا مع احد فمن واجبه الاخلاقي والديني الالتزام به, الاتفاقات التي تعقد بين شركات التقسيط وبين الناس ملزمة لكلا الطرفين لأن شركة التقسيط لم تذهب الى بيت العميل وتجبره على توقيع اوراقها الكثيرة التي تجعل الغلبة المطلقة لها.
ولكن النير يا ابا سعد لا تراه بعينك المجردة, ولكن الانسان سيحس به اذا بدأ يشد على الرقبة، فمسألة ان هؤلاء العملاء ذهبوا الى شركات التقسيط بملء ارادتهم فيها نظر, فالسيارة لا يمكن الاستغناء عنها في المملكة وهي جزء من الضروريات وهذه الضرورة هي التي تجبر كثيرا من الناس على الخوض لشروط التقسيط المجحفة.
إن فلسفة الربح - يا ابا سعد - الانسانية تقوم على مبدأ بسيط يكمن في القول الشعبي (لا يموت الذيب ولا تفنى الغنم) يجب ان يكون كلانا رابحا حتى تستمر عملية البيع وتزدهر, اما في عمليات التقسيط القائمة فالامر مختلف عندما تقرأ الاعلان فالعرض مغر ومربح للطرفين ف(8%) سنويا ربح معقول ومنصف، ولكن الامر سيكون خلافا لذلك تماما لأن الشركة ستحسب عليك (8%) على اساس المبلغ الكامل كل سنة بينما المفروض أن يكون في كل سنة على ما تبقى في حوزتك من المبلغ، فليس من العدل أبداً ان تأخذ (8%) على كامل المبلغ في السنوات التالية علما أنني سددت جزءا منه، فالمعروف عند اهل نيويورك واهل امستردام (وأنت تعرف من اقصد) ان الربح يتناقص مع تناقص المبلغ والشيء المدهش في عملية التقسيط هذه انك اذا اردت ان تتخلص من التقسيط وتسدد ما تبقى من المبلغ بالكامل هنا يعاملونك بأسلوب الربح في نيويورك وامستردام اي ان الربح يتناقص مع تناقص المبلغ اي يأخذون من القوانين ما يربحهم مثل المنشار.
عندما يشعر الانسان بالغبن لا يمكن يا ابا سعد ان يكون ملتزما فسوف يغتنم اول فرصة ليتهرب من السداد, لأن الذي امامه ليس شريكه في عملية تجارية تقوم على الانصاف وتبادل المصالح وانما خصم معاد يجب التعامل معه بنفس اسلوبه وهذا واحد من اهم العناصر الذي جعل اقسام الشرطة والمحكمة تمتلىء بالشكاوى والدعاوى فالناس ليسوا لصوصا بالفطرة ولكن الجشعين يجبرونهم على ذلك.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved