اوراهوفاتش - يوغوسلافيا - أ,ف,ب: - من مارك بولي
تسيطر على غالبية الصرب الذين يبلغ عددهم اربعة آلاف في اوراهوفاتش في جنوب شرق كوسوفا، فكرة واحدة هي مغادرة الاقليم ومحاولة اعادة بناء حياتهم في وسط صربيا.
الا ان هؤلاء الصرب لا يستطيعون ذلك لأن عشرة آلاف الباني يحيطون بهم لن يسمحوا لهم كما يعتقدون بمغادرة الاقليم بسلام، كما ان قوة السلام الدولية ترفض مرافقتهم الى خارج كوسوفا.
وقال متحدث باسم وحدة هولندية صغيرة في القوة تقوم بدوريات في أوراهوفاتش الكومندان مارسيل فان ويرد نريد وكذلك تريد قوة حفظ السلام ابقاءهم هنا أطول مدة ممكنة .
واكد الضابط نفسه من الممكن ان يكون الالبان يحاولون منعهم من الوصول الى وسط صربيا لكننا لن نوفر لهم أي مواكبة,, واذا رغبوا في الرحيل فليرحلوا,, .
ويشعر صرب اوراهوفاتش انهم في مأزق.
فبينما تمتلىء المنطقة حولهم بالالبان العائدين الذين يريدون الانتقام للقتلى الذين سقطوا بأيدي الصرب والممتلكات التي دمرت،يدرك هؤلاء الصرب انهم لا يستطيعون البقاء في الاقليم وليس هناك أي مكان يستطيعون الذهاب اليه.
وقال الرئيس السابق لبلدية المدينة انجيلكو كولازيناتش انه أمر قاس .
واضاف لدينا احتياطي من المواد الغذائية يكفي لأربعة أو خمسة أيام, كل صربي توجه الى وسط المدينة الذي يسيطر عليه الألبان خطف وجيش تحرير كوسوفا لا يحترم تعهداته في ألا يتعرض للمدنيين.
عدد كبير منهم يتوجهون إلى صربيا
واكد كولازيناتش ان عددا كبيرا من الصرب سيتوجهون الى صربيا عندما تصبح الطريق آمنة,, وقوة حفظ السلام تقول لنا أنها لا تملك عددا كافيا من الرجال لمواكبتنا,, ولكن عندما يصبح الأمر ممكنا سنرحل .
ولكن حتى اذا وصلوا الى الحدود الادارية لصربيا، تقوم الشرطة الصربية التي أمرت باعادتهم الى الاقليم، باعتراض طريقهم, وتحاول بلغراد بذلك ان تبقي على وجود صربي في الاقليم.
وتريد قوة حفظ السلام تحقيق الهدف نفسه مع ان الوسائل مختلفة وفي بعض الاحيان متناقضة.
فاذا كان الهولنديون الذين يخضعون لأوامر الألمان المسؤولين عن هذا القطاع يرفضون مساعدة الصرب على الرحيل، فقد قام جنود بريطانيون الاسبوع الماضي بمرافقة مجموعة من الصرب عند مغادرتهم كوسوفا.
وفي هذه الاثناء ينتشر مقاتلو جيش تحرير كوسوفا المسلحون في كل مكان في اوراهوفاتش, وقد تمركز قادتهم في الفندق الكبير وهم ينفجرون بالضحك عندما يجري الحديث عن الجالية الصربية، لكنهم يؤكدون باستمرار ليست هناك مشكلة .
الا ان أحد هؤلاء المقاتلين قال سيكون الأمر افضل بعد ان يرحلوا.
ورأى الكومندان فان ويرد ان مخاوف الصرب مبالغ فيها وخصوصا ادعاءهم بأن عشرة منهم خطفوا منذ اسبوعين, واضاف نحقق في كل هذه الاتهامات ولم يثبت أي منها .
وقال هذا الضابط ان قوة حفظ السلام تعمل لتسير الحياة بشكل طبيعي في اوراهوفاتش وتجبر المحلات التجارية على خدمة الصرب والالبان, كما تقوم بتسجيل الشكاوى.
واشار الى سبب آخر يدفع قوة حفظ السلام الى عدم مساعدة الصرب على مغادرة المدينة, وقال قد يكون بين هؤلاء الصرب متهمون بارتكاب جرائم حرب .
واكد الكومندان فان ويرد ان قوة حفظ السلام مصممة على تقديم حماية تجعل الجانبين يشعران بالأمان .
واضاف سيرون جميعا أنه من الأفضل ان يبقوا في قراهم .
القوات الروسية في كوسوفا:
تنظيم عودة اللاجئين اعتباراً من اليوم
وقد بدأت القوات الروسية التوافد على كوسوفا بطريق الجو يوم السبت ايذانا بانتهاء خلاف مع حلف شمال الأطلسي بشأن قوات حفظ السلام واعادة فتح مطار بريشتينا في تحرك اشاد به القادة العسكريون بوصفه خطوة نحو اعادة بناء الاقليم الذي دمرته الحرب.
وهبطت طائرة روسية تقل مجموعة من 39 مظليا وفنيا متخصصا في بريشتينا العاصمة الاقليمية ليكونوا طليعة قوات روسية قوامها 3600 جندي يتوقع وصولها خلال الأسابيع القليلة القادمة لتنضم الى 22 ألف جندي من قوات حفظ السلام التي يقودها حلف شمال الأطلسي في كوسوفا.
لكن الروس جاءوا لاقليم ما زال يسوده التوتر مع عودة لاجئي كوسوفا الالبان الى ديارهم التي أجبروا على مغادرتها ولدى كثير منهم رغبة في الانتقام.
المفوضية العليا لشؤون
اللاجئين تنظم عودتهم
وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين انها ستنظم عودة كل اللاجئين الى كوسوفا اعتبارا من اليوم الاثنين على الرغم من انها أبدت رغبتها في ان تتاح لها فرصة اكبر لاجراء الترتيبات اللازمة.
وعاد الى كوسوفا اكثر من 330 ألف لاجىء خلال الاسبوعين اللذين اعقبا انتهاء الحملة العسكرية التي شنها حلف الاطلسي ضد يوغوسلافيا متجاهلين بذلك مناشدات المفوضية بالانتظار, ونزح اكثر من 800 ألف من البان كوسوفا الى مقدونيا والبانيا والجبل الاسود فرارا من الرعب الذي احدثه الصرب في كوسوفا.
وكانت الطائرة الروسية وهي من طراز اليوشن وطائرة فرنسية هبطت في الوقت نفسه تقريبا أول طائرتين تصلان الى مطار سلاتينا في بريشتينا منذ نشوب نزاع حول السيطرة على المطار مما هدد عملية احلال السلام.
وجاء وصول الطائرتين بعد انتهاء نزاع نشب حيث انقضت قوات روسية قوامها 200 جندي من البوسنة لتحتل موقع المطار الاستراتيجي.
وظهر الليفتنانت جنرال البريطاني مايك جاكسون في مؤتمر صحفي مع الكولونيل جنرال الروسي فيكتور زافاردين حيث اكد الرجلان انهما يتعاونان في الوقت الراهن.
وقال القائدان في كلمتين مقتضبتين ان اعادة فتح المطار خطوة ضرورية ضمن المساعي الدولية لاعادة بناء كوسوفا التي تضررت كثيرا خلال الحملة الصربية ضد الأغلبية الألبانية في الاقليم والعمليات العسكرية التي شنها حلف الاطلسي.
واضاف جاكسون انني مسرور جدا بكل جندي اضافي في الوقت الراهن .
وقدمت رومانيا تصريحا للطائرة الروسية بعبور مجالها الجوي حاملة قوات ومعدات الى يوغوسلافيا ولكن بلغاريا المجاورة قالت انه لابد من مشاورة البرلمان البلغاري قبل اتخاذ قرار.
طمأنة الصرب الباقين في كوسوفا
ومن الأسباب التي تدفع حلف الأطلسي لطلب الروس الذين جرت مفاوضات مضنية بشأن دورهم في قوات حفظ السلام بين موسكو وواشنطن هو طمأنة الصرب الباقين في كوسوفا الذين يشعرون بالتهديد من الغالبية الالبانية في الاقليم,وتتعاطف روسيا منذ وقت بعيد مع القضية الصربية.
وعلى الرغم من وجود آلاف الجنود ضمن قوات حفظ السلام بكوسوفا فقد وقعت حوادث يوم الجمعة فترددت انباء عن قتل 14 مدنيا في 24 ساعة.
ومن بين النقاط الساخنة بين الصرب والألبان بلدة كوسوفسكا مترفيكا حيث حاول زعيم جيش تحرير كوسوفا نزع فتيل التوتر بين الجانبين.
وقال هاشم تقي للألبان في البلدة حيث صار جسر على نهر ايبار حاجزا بين الطائفتين انه لابد من السماح للصرب بالبقاء هناك.
وخاطب حشدا من المؤيدين قائلا عليكم ان تعلموا ان كل من يرغب العيش في كوسوفا لابد ان يعيش في كوسوفا ,وفي الصرب خفتت حدة الاحتجاجات ضد الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش فيما يبدو بعدما ازال جنود الاحتياط المحتجون منذ اربعة أيام حواجز التفتيش من على الطرق واعادوا سياراتهم المدرعة الى الثكنات.
واغلق مئات الجنود وبعضهم كان مسلحا ومخمورا الجسور والطرق في عدة بلدات بوسط جمهورية الصرب منذ مساء يوم الاربعاء احتجاجا على عدم دفع اجورهم وبدلاتهم.
الاتفاق مع الجيش
وقالت وكالة بيتا للأنباء انه بعد تدخل ضباط الجيش تم التوصل الى اتفاق بأن يبعد الجنود المدرعات التي تسد جسرا في وسط كرالييفو التي تبعد نحو 170 كيلومترا جنوبي بلجراد.
وواصل الساسة المعارضون دعوة ميلوسيفيتش للاستقالة, وقال فوك اوبرادوفيتش زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي ان احزاب المعارضة قد تنظم انتخابات عامة بنفسها اذا رفض ميلوسيفيتش الاستقالة.
ميلوسيفيتش يقف عقبة
وفي واشنطن قال الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ان ميلوسيفيتش يقف عقبة في طريق تقديم معونة لبلاده بعد الحرب, وفي مؤتمر صحفي دعا كلينتون الصرب الى اظهار الندم على ما ارتكبته قواتهم من فظائع في كوسوفا والى اسقاط ميلوسيفيتش.
وقال عليهم ان يحددوا موقفهم مما فعله ميلوسيفيتش في كوسوفا,, اذا كانوا يعتقدون ان ذلك أمر حسن فلن يروا مني سنتا أحمر واحدا لاعادة الاعمار ,واضاف عليهم ان يخرجوا عن صمتهم وعليهم ان يقرروا ما اذا كانوا سيؤيدون قيادته أم لا .
وصارت كوسوفا تعج بالمخدرات وظاهرة سرقة السيارات والدعارة ولكن قوات حفظ السلام مصممة على محاربة هذه الظواهر,فقد اعادت القوات الألمانية خدمة رقم الهاتف الخاصة بالطوارىء فبدأت خدمة الطوارىء تؤتي ثمارها.
وهناك خطط لتخصيص الف جندي من قوات الأمم المتحدة في كوسوفا لهذا الغرض ولكن في الوقت الراهن يقوم الجنود الالمان به,وتعتقل هذه القوات جنود جيش تحرير كوسوفا المارقين على الفور اذا رفضوا نزح سلاحهم أو اذا مارسوا اعمالا انتقامية ضد الصرب,وفي سربيكا قال سجين الباني اطلق الصرب سراحه أنا سعيد بعودتي لبلدي ولكنني قلق على كثير من الأصدقاء الذين تركتهم ورائي في السجون الصربية .
وكان كمال ديبورا واحدا من 166 البانيا محتجزين في السجون الصربية خارج كوسوفا جرى اطلاق سراحهم يوم الجمعة واحضرتهم اللجنة الدولية للصليب الاحمر الى بريشتينا.
آلاف الألبان مفقودون
وتقول مصادر من ألبان كوسوفا ان الآلاف من الألبان ومعظمهم من الرجال مفقودون, وتضيف ان لديها معلومات بأنهم محتجزون في سجون في جمهورية الصرب,وقال مكتب حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في جنيف انه يحقق في تقارير عن ان الجنود الصربيين المنسحبين اخذوا معهم بين 2000 و3000 سجين سياسي الى اجزاء أخرى في الصرب خارج كوسوفا.
ويخشى ألبان كوسوفا ان يكون كثير من السجناء قد اعدموا.