لندن - أ,ف,ب
ذكرت صحيفة ذي اوبزرفر البريطانية في عددها امس الاحد ان مئات من الوثائق اكتشفت بعد انسحاب القوات الصربية من كوسوفو تثبت ان التطهير العرقي الذي جرى في اقليم كوسوفو كان مخططا له بدقة من قبل سلطات بلغراد.
وقالت ان هذه الوثائق تتيح اقامة رابط بين المجازر التي اسفرت عن سقوط عشرة آلاف قتيل والمسؤولين عن الجيش والشرطة الصربيين بمن فيهم الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلسيفيتش.
ونقلت المجلة خصوصا عن ضابط استخبارات من الحلف الاطلسي فضل عدم الكشف عن هويته قوله تحققنا حتى الآن ان الامر لم يكن يتعلق بأعمال فردية معزولة.
وأضاف لقد وضعوا فهرسا للمدن والقرى التي يجب ان تحصل فيها مجازر أولا وقد بدأت المجازر فعلا فيها, كل شيء كان منظما في القمة وقد نفذت الخطة على اكمل وجه.
واوضحت المجلة ان معظم الوثائق التي صودرت هي بحوزة اجهزة الاستخبارات في جيش تحرير كوسوفو وسوف تسمح بملاحقة عشرات من ضباط الجيش ورجال الشرطة امام القضاء.
هذا وعلى صعيد آخر اشعلت النار في منزلين على الاقل في مدينة بريشتينا عاصمة اقليم كوسوفو اول امس في هجوم انتقامي على ما يبدو من جانب السكان المنحدرين من اصل ألباني ضد سكان محليين من الغجر يتهمونهم بالتعاون مع الصرب.
وقال شاب ألباني لرويترز امام منزل فخم مؤلف من اربعة طوابق تصاعدت منه ألسنة اللهب هذه ليست سوى البداية.
ووصل عشرات من الصحفيين إلى مكان الحادث قبل وصول فرقة الاطفاء الوحيدة العاملة في بريشتينا ولم يتسن انقاذ شيء يذكر من الحريق, وفي مكان قريب اشتعلت النار في منزل آخر.
وهرب كثيرون من الغجر من كوسوفو عندما انسحبت القوات اليوغوسلافية وبدأت عودة اللاجئين المنحدرين من اصل الباني الى جانب قوات حلف شمال الاطلسي, ونهب عدد من احياء الغجر المهجورة واشعلت النار فيها.
هذا ومن ناحيته استبعد الرئيس التشيكي فاتسلاف هافيل ان تبقى مونتينغرو وكوسوفو تحت الهيمنة الصربية ضمن يوغوسلافيا.
واعتبر هافيل مع ذلك في محاضرته الشهرية عبر الاذاعة التشيكية امس ان هذا الامر لن يتطلب بالضرورة قيام دولتين مستقلتين ومنفصلتين في بلغراد.
وقال ان هذا الامر سيتوقف على سرعة العمليات التي ستؤدي اما إلى قيام حكم ذاتي واما إلى السيادة.
وقد انتقد رئيس الوزراء ميلوس زيمن اشتراكي ديموقراطي هذا التحليل مشيراً إلى ان جميع وثائق المنظمات الدولية المتعلقة بكوسوفو خصوصا قرار مجلس الامن الدولي واعلان مجموعة الثماني تنص بوضوح على وحدة وسلامة اراضي يوغوسلافيا.
وأكد الرئيس هافيل في محاضرته انه سيتوجه بعد ظهر يوم الاحد أمس إلى كوسوفو في اطار زيارته لالبانيا.
وأوضح الرئيس التشيكي انه يرغب في الاطلاع على وضع حقوق الانسان على الارض في كوسوفو.
وفي واشنطن قال مسؤول امريكي كبير امس ان اثنين من الصينيين الثلاثة الذين قتلوا الشهر الماضي عندما اصابت قنابل امريكية السفارة الصينية في بلجراد كانا يعملان في المخابرات وليس صحفيين مثلما قالت الصين.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه حقا لم يكونوا صحفيين, الاثنان كانا موظفين في المخابرات.
وأكد المسؤول تقريرا نشرته صحيفة نيويورك تايمز يوم الجمعة الماضي بأن اثنين من الصينيين الثلاثة الذين قتلوا كانا جاسوسين وليس صحفيين وقالت الصين ان احد القتلى كان يعمل لحساب وكالة انباء شينخوا الرسمية والآخرين كانا يعملان لدى صحيفة جوانجمينج.
وقال المسؤول الامريكي ان القنابل اصابت جزءا من السفارة كان يتولى جمع معلومات المخابرات.
وفي تطور آخر قال زعيم حزب المعارضة الرئيسي في جمهورية الصرب لصحيفة المانية انه يشك في ان الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسفيتش تلقى عرضا من الصين باللجوء السياسي.
وقال زوران جينديتش زعيم الحزب الديمقراطي في مقابلة مع صحيفة بيلد ام سونتاج نشرت امس الاحد لدي اشارات إلى ان ميلوسيفيتش تلقى عرضا للهروب إلى الصين والحصول على حق اللجوء هناك ومن ثم عدم تسليمه إلى لاهاي.
ووجهت محكمة جرائم الحرب التابعة للامم المتحدة لائحة اتهام لميلوسيفيتش.