في لقاء للفنانة نوال الزغبي مع إذاعة mbc-fm وتحديدا في برنامج (ليلة خميس) قام أحد مديري التحرير في احدى المجلات الاسبوعية بالاتصال بالفنانة نوال الزغبي ليسألها سؤالا ركيكا يقول لماذا اتجهت لغناء اغنيات تحمل طابع (الديسكو)؟! فأجابت الفنانة ان الشريط لم يحمل إلا اغنية او اغنيتين تحملان هذا الطابع فقاطعها ليقول اريد ان اسمع نوال الزغبي بهويتها اللبنانية فقامت بالرد عليه ان فيروز ايضا قدمت ألوانا بهذه الروح وهذا الطابع إذن ذهب مجهود اتصال مدير التحرير هذا هباء فقد وجدها فنانة تجيد الرد على اسئلته الركيكة وقد قامت باحراجه زيادة على ذلك عندما سألته هل استمعت لباقي اغنيات الشريط فأجاب انه لم يسمع إلا اغنية (مالوم) فقط فقالت له كيف تحكم على الشريط بدون ان تقوم بالاستماع إليه كاملا.
وهنا اصابتني غصة مؤلمة بأنه كيف يسمح لامثال هذا الصحفي بأن يمارس الصحافة الفنية التي تتطلب مجهودا وحسا فنيا ولابد لكل صحفي يتعامل مع الفن ان يكون فنانا من داخله وان يكون ملما بكل اشكال الفنون وعندما نتحدث عن فن الغناء الموسيقي لابد ان يصاغ سؤال هذا الصحفي على هذا النحو لماذا اتجه فنانو لبنان إلى الاغنيات ذات الطابع اليوناني والتركي؟ نعم, هذه الاغنيات تحمل طابعا يونانيا وتركيا وهذا لا يعيب ان يتجه إليها فالموسيقى لغة عالمية لابد لكل فنان ان يحمل روح الجرأة لكي يخوض غمار تجربة جميع الالوان وليس عيبا على نوال الزغبي ان تخوض غمار غناء الاغنيات ذات الطابع اليوناني (مالوم) فقد قامت الفنانة أصالة بغناء اغنية (رسمتك) من الحان محمد ضياء الدين وهي ذات طابع تركي جميل فالهوية الغنائية للموسيقى التركية هي مقاربة جدا للاغاني العربية وان اختلف التوزيع الموسيقي واختلفت الآلات الموسيقية ايضا فهم يشتركون معنا في العديد من المقامات الشرقية مثل البياتي والحجاز والصبا ويستخدمونها بشكل متفرد يدل على هويتهم وروحهم.
وان كنت استغرب ان يكون احمد الحامد بهذا الوعي فكيف يسمح بأن يقتحم برنامجه صحفي بهذا اللاوعي .
وقد لا نستغرب ذلك على هذا الصحفي فقد اتصل ذات لقاء بالفنانة أحلام وعم الهرج والمرج في ذلك اللقاء فلابد للقائمين على البرنامج ليلة خميس ان يعوا تماما مسؤولية اشراك او ادخال بعض الضيوف في بعض اللقاءات فبرنامج ليلة خميس متابع ومحبوب والجميع ينتظر يوم الخميس للالتقاء بصوت أحمد الحامد.
فعموما اصبح المشتغلون بالصحافة الفنية أشباها لمراسلي الدوائر الحكومة فهم لا يفقهون في المجال الفني شيئا فالصحفي الذي يذهب لاجراء لقاء مع احد المسرحيين لابد ان يكون على وعي تام وعلى إلمام بكل خبايا المسرح واما الصحفي الذي سوف يجري لقاء مع احد المطربين لابد ان يكون ملما بكل جوانب الموسيقى من مقامات وايقاعات والقدرة على تمييز الصوت النشاز والصوت المؤدى بشكل سليم وقد انتشرت ظاهرة الدخول في الصحافة الفنية لكل من هب ودب فهناك ايضا في احدى المجلات الخليجية الاسبوعية والتي تعنى بأمور الرياضة والشباب مازال هناك ذلك الصحفي الذي يمارس تلك الاسئلة الفجة والسطحية والتي تهدف إلى اثارة الغزائر كما تحمل لنا المجلات الشعبية التي تصدر شهريا العديد من نماذج (صحفيين بالبركة) فهم ذوو طابع اسئلة متى بدأت وما هو جديدك وماذا ستصور من اعمالك او مهمة اطلاق الشائعات كما ظهرت في بعض الصحف والمجلات ظاهرة النقد والتحليل الموسيقي التي أصبح يقوم بها هؤلاء الصحفيون فقد قرأت في احدى المجلات مقالا لأحدهم يتكلم عن اغنية (مساء الخير) لمحمد عبده ومن ضمن الترهات التي كتبها ان الايقاع هو المقسوم بزمن الشرح ولا أدري كيف صاغ هذه الجملة فالمقسوم ايقاع قائم بذاته والشرح ايقاع آخر قائم بذاته وقد كتب ان الزمن هو 3/4 علما بأن الزمن هو 4/4 وان الايقاع يسمى الينبعاوي او الهيدا (في الاحساء) عزيزي القارئ قلبي معك فأنت مظلوم وهناك من يمارس الاستغفال من هؤلاء الصحفيين والاعلاميين وانا اهيب بكل مطبوعة او قناة او اذاعة بأن تختار العاملين المؤهلين للاشتغال في مؤسستها فالجمهور اصبح يفرق ويعرف ان يفرق بشكل جيد بين الصالح والطالح فهناك نوعيات من الجمهور تستطيع ان تقوم باحراج اكبر الفنانين وشكراً.
إبراهيم بن سواد
|