لولاكِ ما اهتز الهَزار وغردا
لولاكِ لم أُبصر طريقاً مرشدا
لولاكِ ما عرف الغدير مساره
وبكى الرضيع كبلبل قد قُيّدا
صوب الجمال مسافر في رحلة
رسم الحبيب خطوطها وتعهدا
أنتِ النشيد لوحدتي وأنا الصدى
أين اللقاء؟ ودربنا قد أُصدا
لولاكِ ما عزف الملحن بوحه
ومضى الى الحسن الندي وغردا
همس العيون سفينة مغسولة
بالطهر، والخد الأسيل توردا
لكِ في مساكبِ عُمرنا أهزوجة
هام القصيد بها، فهبّ ليُنشدا
لولا الحبيب ووعده لاستسلمت
أحلامنا, وغدا الأمان منكدا
إني بكم متوله، في جعبتي
شعر يداوي علّتي كي أرقدا
ويخفف الآلام من بعد النوى
ويعيد بهجة عمرنا والمولدا
أنتِ السحاب لعمرنا والمرتجى
فلحاظ عيني بعدكم لن تسعدا
إني لأهل الود أرسلت الجوى
فعساهم أن يجمعوا ما بددا
تلك الغراس بترتها من أضلعي
ونشرتها معزوفة وتوددا
العين من دون الحبيب بحيرة،
أسماكها ماتت وأمست موقدا
والقلب من بعد الحبيب مشتت
لكأنه عن جنة قد أُبعدا
لولاكم - يا غادتي- مات الرجا
ومواسمي من دونكم لن تحصدا
بوصالكم تحيا الأماني عذبة
وبهجركم أجد الزمان مُعربدا
وطني اليك سكبت كل مواجعي
والقلب يوشك أن يذوب ويُلحدا
وطني وفي الأحداق سر توجعي
حتى متى تبقى المشاعر رُكَّدا