والذي يبحث في الآيات القرآنية الكريمة المتعلقة بالامر بتنفيذ ما شُرع للناس يجد ان بعضاً منها جاء متضمناً عبارة - كُتب - او كتب عليكم - والملاحظ ان بعضاً من تلك الآيات جاء مخاطباً المتقين او مرتبطا بذكر التقوى ويذهب بعض المفسرين كالطبري الى ان معنى كتب اي فرض عليكم وكلفتم بتنفيذ ما ورد بعدها من سياق,, واذكر هنا بعضاً من الآيات التي جاءت بهذا المعنى التفسيري والتي ارتبطت التقوى بتطبيقها قال تعالى في سورة البقرة آية 178،179،180 يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم القصاص في القتلى الحُرُّ بالحرِّ والعبد بالعبد والانثى بالانثى فمن عُفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء اليه باحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم, ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب لعلكم تتقون, كُتب عليكم اذا حضر احدكم الموت ان ترك خيراً الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقاً على المتقين .
وقال تعالى في سورة النساء اية 77 ألم تر الى الذين قيل لهم كفُّوا ايديكم واقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كُتب عليهم القتال اذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله او اشد خشية وقالوا ربنا لِمَ كتبت علينا القتال لولا اخّرتنا الى اجل قريب قل متاع الدنيا قليل والاخرة خير لمن اتّقى ولا تظلمون فتيلا
ولا اريد هنا محاولة حصر الآيات التي ارتبط فيها ذكر التقوى بتنفيذ ما قد شرع او فرض تطبيقه وانمااردت بذلك الاشارة الى ان القرآن فيه من الاسرار ما ينشرح له الصدر وتطيب به النفس عند معرفة مقاصده ومفاهيم احكامه وتشريعاته, يقول الشاعر حافظ بن احمد الحكمي المولود بقرية المضايا بجازان سنة 1346ه والمتوفى بمكة المكرمة سنة 1377ه ذاكراً بعض صفات القرآنية واسمائه في قصيدة له, منها قوله:

هو الصراط هو الحبل المتين هو الميزان والعروة الوثقى لمعتصم هو البيان هو الذكر الحكيم هو التفصيل فاقنع به في كل مُنبهم هو البصائر والذكرى لمدكر هو المواعظ والبشرى لغير عمي هو المنزل نوراً بيناً وهدى وهو الشفاء لما في القلب من سقم لكنه لاولي الايمان اذا عملوا بما اتى فيه من علم ومن حكم اما على من تولى عنه فهو عمى لكونه عن هداه المستنير عمى فمن يقمه يكن يوم المعادلة خير الامام الى الفردوس والنعم كما يسوق اولي الاعراض عنه الى دار المقامع والانكال والألم