Saturday 3rd July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 19 ربيع الاول


أنحى من سعيد الأفغاني
د, أحمد الخاني

الحمدلله القائل: وإنه لتنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين، على قلبك لتكون من المنذرين، بلسان عربي مبين الشعراء الآيات 192- 195.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل: رحم الله امرأ أصلح من لسانه .
أما بعد:
فإن عماد لغة العرب النحو، وقد جاءت هذه التسمية من قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأبي الأسود الدؤلي بعد أن وضع له صحيفة فيها المرفوعات والمنصوبات والمجرورات قال له: علِّم الأعاجم العربية وانحُ في تعليمهم هذا النحو .
وقد برع الخليل بن أحمد الفراهيدي بعلم العربية، وكان تمليذه سيبويه مضرب المثل في علم النحو، وقالوا عن ابن هشام: أنحى من سيبوبه، وعن ابن عقيل: أنحى من ابن هشام.
وفي العصر الحديث برع أستاذنا سعيد الأفغاني رحمه الله بهذا العلم كان رئيس قسم اللغة العربية في جامعة دمشق، وهو الذي حقق كتاب مغني اللبيب لابن هشام, ذكروا أنه كان سائراً في دمشق في سوق الحميدية ومعه العلامة الأستاذ أحمد راتب النفاخ رحمه الله، فتناظرا في مسألة نحوية واختلفا فيها، وفي هذه الأثناء طلع عليهما الدكتور شكري فيصل -رحمه الله- فرضياه حكماً بينهما فحكم للأستاذ سعيد فقال له أحمد راتب: ما أنت والنحو؟ إنما أنت رجل غَزِلٌ -إشارة إلى كتابه: في الغزل الجاهلي- وضحك الجميع.
قدمت هذه الكلمة بين يدي النحو بين التنظير والتمهير نحو نحو وظيفي عنوان ندوة الثلاثاء في مسرح إدارة التعليم المنعقدة بتاريخ 11/1/1420ه تلك الندوة الساخنة التي استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وصواريخ أرض أُذُن,.
قال أحمد الحاضرين: عنوان الندوة خطأ.
فرد عليه أحد المشاركين: العنوان صحيح وإعرابه كيف وليت,,.
وإنني أعرب العنوان على النحو التالي:
النحو: مبتدأ، مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعة الضمة الظاهرة.
ولا أسوّغ أن يكون المبتدأ محذوفاً على تقدير مسائل النحو .
لأن النحو يشمل المسائل, ولسبب آخر وهو: أنه إذا استوى التقدير وعدمه فعدمه أولى.
بين: ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بالخبر وهو الكون العام,,.
نحو: ظرف مكان منصوب متعلق بحال من المبتدأ والتقدير:
النحو كائن بين التنظير والتمهير سائراً نحو نحو وظيفي.
وهنا رأي خطير طرح في ندوة النحو يبشر بموت النحو، بينما كان أملنا أن نسمع الآراء المشجعة لهذا العلم الذي يعد العمود الفقري لعلوم العربية والشرعية على حد سواء، فالنحو موجود، والنحاة موجودون والحمد لله وهم كثر، ولايزالون في موقع العطاء في جامعاتنا في أقطار الدول العربية، لم يمت النحو والنحاة لم يموتوا، ومن قال: الناس هلكى فهو أهلكهم أو معنى الحديث الشريف.
أما تقويم هذا المنتدى النحوي بشكل عام، فله وعليه والذي له أنه صرخة غيور على هذا العلم، تنادى له الغيورون على لغة القرآن الكريم أنصار الفصحى، فقد اجتهدوا في وضع الأسس التي تسهل فهمه وتعلمه لدى الناشئة من أجيال لغة الضاد، وانحصر المجال في ثلاثة رموز: 1- الملقي 2- الوسيلة 3-المتلقى.
1- الملقي: وهو المعلم: إذ يجب أن يُعَدَّ إعداداً خاصاً.
2- الوسيلة: وهي الكتاب وقد طُرح في إعداده أن يكون الدرس متكاملاً يحتوي على أكثر فنون اللغة إن لم يكن كلها، لغةً وأدباً وبلاغة ونحواً وإلقاء ومطالعة,, وهذا الطرح في نظري صعب التنفيذ لأنه لا يتناسب في زعمي مع مرحلة الطلب في عصرنا هذا.
3- المتلقي: وهو الطالب، ولم يُنظر في الندوة إلى نواهب الذكاء وصوارف التعلم وأهمها عدم الجدية في طلب العلم ومنها السهر المفرط ومن طلب الدش سهر الليالي ,,.
وخلاصة الرأي عندي: أن هذه الندوة ناجحة لا لأنها خرجت بمقررات ناجحة، بل لمجرد أنها ندوة تم انعقادها لتحسين وسائل النحو تعلماً وبياناً لتصبح لغة الجيل فصيحة، واللغة رمز الأمة بكاملها فإن عزت اللغة عزت الأمة,, والذي أثلج الصدر الحران أن الندوة نوهت بأهمية الجو العام الذي يجب أن يحيا فيه الطالب، لغة المدرسة التي يتلقى فيها، لغته هو التي يتكلمها في المدرسة ثم في البيت والشارع، لنخفف من الازدواجية في اللغة في مؤسساتنا التعليمية والثقافية في مدارسنا منذ الطفولة المبكرة والواعية والعليا وجامعاتنا ومنتدياتنا الأدبية، كي تصبح اللغة العربية لغة الإنسان الراقي لغة الأمة الراقية ولنقتل اوكي ولنقتل اللسان الأعوج الذي يتجمل به المتفرنجون من أمتنا العربية الإسلامية، لتعود لغتنا الحبيبة لغة القرآن الكريم إلى صفائها وعزتها وكرامتها.
فشكراً للغيورين على لغة القرآن الكريم.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
ملحق جــــدة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved