الشراء عبر الانترنت ما زال يزداد تشويقاً وجاذبية يوماً بعد يوم, وقد طالعتنا الانترنت بمزايا لا تتحقق للمتسوق العادي في الأسواق الحقيقية مما يجعل التسوق على الانترنت تجربة ممتعة وآمنة من عدة جوانب, ففي وقت مضى كنت اذا رغبت شراء الكتب اتجه الى مواقع الشركات الكبرى مثل بارنز آند نوبل أو أمازون بحثاً عن الشراء الآمن والاكثر ضماناً لكن الانترنت منحت الراغبين في التسوق على صفحاتها اساليب جديدة تيسر الحصول على تخفيضات اكبر والوصول الى اسواق جديدة موثوقة وجديرة بالاهتمام.
ويأتي ضمن هذه التيسيرات تلك المواقع التي تقوم باستعراض اسعار البضائع لدى باعة الانترنت مع اعطاء الزبون ثمناً محدداً يشمل الشحن والضرائب وكل ما تشمله عملية البيع وتعطي هذه المواقع سرداً مسلسلاً حسب السعر المعطى بدءاً بأرخصها الى اعلاها سعراً ويفاجىء المرء دائماً حين يرى الفرق الشاسع في الأسعار بين متاجر الانترنت.
ومن هذه المواقع موقع شركة Price Scan الكائن في www.pricescan.com الذي يتيح للزبائن مقارنة اسعار الكتب والأجهزة الالكترونية والحاسبات الآلية وكافة انواع البضائع المختلفة لدى باعة متعددين على الشبكة, ويعجب المرء من دقة وسرعة هذه المقارنات التي تعود اليك بقوائم للأسعار لا تتمكن من جمعها لو قمت بالتجول بنفسك والأعجب من ذلك المصداقية لدى اولئك القوم فهم يعطون الأسعار حسب آخر العروض، وقد جربت ان اقارن الأسعار لديهم قبل شراء جهاز نقال وقد تبين لي حتى هذه الساعة ان لا احد قدم عرضاً اقل من العرض الذي حصلت عليه من تلك المقارنة مما يعطي اطمئناناً بعدم وجود الغبن فيما يشتريه المرء, كما ان هناك موقعا آخر لمقارنة اسعار الكتب فقط وهو
www.bestbook buys.com الذي يقارن بين اسعار المكتبات المختلفة ليقدمها للزبائن على طبق من ذهب.
ويتساءل البعض بعجب عن هذه الطيبة المتناهية والحرص الشديد على مصلحة الزبائن اذ لا تظهر مصلحة واضحة من وراء تقديم خدمة رائعة كهذه الخدمة وبالمجان لكنه الاعلان ولا عجب, فكم من الناس سيتجه الى ذلك الموقع بحثاً عن مقارنة صادقة؟؟ ان الرقم كبير وهذا يعني ان الاعلان على تلك المواقع ستقع عليه اعين كثيرة وهذا على الاقل ما يبرر استمرار تقديم هذه الخدمة مجاناً.
وتجدر الاشارة الى ان هذه الخدمات تختلف عن خدمات مقارنة اسعار خطوط الطيران التي لا تتم من جهة مستقلة, ففي مواقع لبيع تذاكر الطيران مثل
htp://www. cheaptickets. com تطلب من الزبائن ضمانات ببطاقة الائتمان وهو ما لا يدعو للاطمئنان مهما كانت الوعود, اذ يكفي الحصول على معلومات محددة دون الحاجة الى تسجيل بطاقة الائتمان في سجلات الموقع دونما حاجة واضحة, والفرق بين هؤلاء واولئك ان المواقع المذكورة اولا تقدم مقارنات لبضائع لا تباع لديهم وانما لدى آخرين مما يدل على الحياد الى حد كبير بينما يلاحظ ان التذاكر التي تباع لدى الشركات مثل موقع Cheaptickets تأتي منهم مباشرة وليس من شركات الطيران مما يدل على انهم يسوقون لبضائعهم هم ويقارنون بين ما يملكون مما يعني ان المصداقية قد تكون اقل في منح اقل سعر ممكن في السوق اذ قد يكون هناك من يعرض اقل منهم.
والمتأمل في التجارة الالكترونية ومدى الابداع الذي يظهر في اسواقها يجد أملاً كبيراً في ان تعطي فرصاً اكبر للمستهلكين لكي يطمئنوا اكثر لموضع اقدامهم, فرغم ان السوق تخيلية والكترونية الا ان الاطمئنان الذي يجده المرء حين يشتري بضاعته من الانترنت يدفعه الى التزود منها اكثر من ذي قبل, فالمميزات المتاحة لزبائن الانترنت تدفع الى المزيد من مبيعاتها فلا اقل من ان نعلم ان اغلب الفنادق وشركات تأجير السيارات تمنح الآن تخفيضات هائلة لمن يجري حجوزاته عبر الانترنت وبالأمس قال لي مضيف فندق في ميريلاند حين سألته عن التخفيضات التي يمكنني الحصول عليها: ليس لدي امكان تقديم اية تخفيضات لسوى زبائن الانترنت, هل انت منهم؟ فأجبت: في المرة القادمة ان شاء الله.
تنويه
تعتذر الصفحة عن عدم نشر مقالة الاستاذ خالد ابا الحسن حديث الشبكة يوم السبت الماضي بسبب مشكلة فنية حالت دون ذلك وستتواصل الزاوية اعتباراً من كل يوم سبت من كل اسبوع.
|