Saturday 3rd July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 19 ربيع الاول


المدار الألف
ديوان الخدمة الشعبية

* أعجب بل أصل إلى مرحلة الدهشة والذهول من أولئك الذين يستطيعون الكذب.
لا أتحدث عن الكذب على الغير، فهذه آفة مستشرية حتى أصبحنا نشير ونشيد بالصادقين المعدودين على الأصابع، لكن ما يذهلني حقا هو الكذب على الذات، أي أن يكذب المرء على نفسه، ويقنعها بأنه كذا وكذا، وهو,, بل هو,, إلخ، ولا يعلم المسكين أنه جعل حياته تدور في كذبة كبرى، والجميع,, نعم جميع من يفهم يعلمون تماماً حقيقته التي ينكرها ويحاول التخلص منها بالتمثيل على نفسه وعلى غيره.
* هل تدركون - أعزائي - أن أغلب من يتصدرون ساحتنا الشعبية هم من أولئك الكاذبين على أنفسهم,, إلا أن المصيبة العظيمة هي وجود من تنطلي عليهم عملية التمثيل تلك، وتراهم يطبلون ويصهللون لذلك الكاذب - أعني على نفسه - وهذا ما جعل الساحة تعج بما لا يرضي الصادقين,, فواعجبي,,!
* المجلات,, ديوان الخدمة الشعبية ,, نعم,, أصبحت المجلات ديواناً للخدمة الشعبية,, واسألوني,, كيف؟؟
من المعلوم أن ديوان الخدمة المدنية له مراتب ودرجات,, فالموظف له مرتبة,, خامسة، سادسة، سابعة,, وهكذا، وفي المجلات الشعبية الوضع مشابه لكن بوجه آخر,, شاعر بمرتبة ربع صفحة وآخر بمرتبة نصف صفحة مع صورة، وشاعر بمرتبة صفحة - طبعاً مع الصورة والديباجة والإخراج المتميز - والشعراء بمرتبة صفحة يختلفون حسب موقع الصفحة، وهناك شعراء بمرتبة صفحتين!! وهؤلاء لا يحوشك واسطتهم كبيرة ودسمة والله يكون في عون الشعراء على بند الأجور,, أقصد شعراء صفحة القراء والذين إن حاولت المجلة إرضاءهم وضعت مشاركاتهم في ملف صغير خاص أو جعلت هذا الملف في أول المجلة,, ولكن هذا لا يرضي المميزين منهم فهم يطمحون دائماً بالترسيم ولكن,, متى؟!!
* على فكرة هذه القضية حرمت الساحة الشعبية من كثير من المميزين شعرياً أولئك الخائفون من أن يكون نصيب قصائدهم الملف المنسي والمهمش، هم لا يريدون أن يكونوا مع القراء ولا يعرفون أحداً من المشرفين على المجلات ليجعله ذا مرتبة ولو بنصف صفحة على الأقل حتى لو بدون صورة,, لذلك يفضل البقاء في الظل أكرم لشِعره من أن يراه مهمشاً وقصائد غيره الأقل مستوىً وفكراً متصدرة,, لا شك أن الساحة تحتاج إلى الكثير منهم ولكنهم,, هناك في الظل نائمون,, وينتظرون التعيين في ديوان الخدمة الشعبية .
من عمق المدار
يا حياتي خلّي دموعك فرح
أو خشوع بركعتينٍ في صلاه
أو دوا للي تعذّب وانجرح
وانتي اللي بسمتك فيها شفاه
الظما ليل ,,, وتمطى,, واصطبح
شاف وجهك ممطره بالحسن ماه
وذا خفوقي طفل لكنه طمح
يشرب وعينك غديرٍ من سماه
إيه,, ليت الشعر يوم انّه شرح
يشرح إحساسٍ تمادى في خفاه
الفكر في نظرة عيونك سرح
والمشاعر تستقي منك الحياة
علي الضميان

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
ملحق جــــدة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved