Saturday 3rd July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 19 ربيع الاول


بوح الوجدان
الخاطرة

تتعدد مستويات الكتابة الشعرية بدءاً من الجيشان النثري الخفيف الذي يتمظهر في سطور قليلة,, تحمل بعض الصور والتشبيهات في لغة عاطفية وجدانية بسيطة، وانتهاء بالقصيدة، ذلك العالم الجمالي,, الابداعي المدهش الذي تتخلى فيه اللغة عن بساطتها لتدخل في أعماق الإيحاء والتخيل والنسيج والتصوير,,!
بيد أن الوصول إلى القصيدة يمر أيضا بعدة أشكال كتابية، منها التعبيرات الأدبية البسيطة، وقطع الوصف والتأملات الصغيرة، ومنها الرؤية المقالية ذات الإحساس الأدبي، ومنها الخاطرة التي تصبح أقرب الصور أو الخطوة الكتابية الأخيرة ما قبل الدخول إلى عالم القصيدة!
مع الخاطرة يصفو الذهن,, وتنساب الكلمات بتلقائية وعفوية,, فالخاطرة هي الشعر الأول الذي يكتبه الشاعر,,
هي الالتماس الأول مع اللغة الوجدانية المختلفة,,
الخاطرة ليست مجرد كلمات عابرة,, بل كلمات مصبوغة بالهاجس الوجداني العاطفي الذي يحاول أن يصور بعض الانفعالات الذاتية، ويصف مناظر الطبيعة، أو مكامن الروح,, الخاطرة كشف ذاتي للنفس ولرؤاها للحياة والوجود.
لقد اشتهر كثير من الكتاب بكتابة الخاطرة، وحولوها لونا أدبيا ينبثق من هذا الشهر الشعري الدفاق، ولعل كتابات المنفلوطي، وجبران، وأمين الريحاني، ومي زيادة، وبعض الكتاب الآخرين مثل محمد حسنين هيكل، وكتاب الزوايا أمثال عبدالله باجبير، عبدالله الجفري، أنيس منصور، ممن يمارسون كتابة الخاطرة، وكتابة هذه التأملات.
وهذا الفعل يقودنا إلى التساؤل: هل تحولت الخاطرة إلى جنس أدبي؟! لتأتي الإجابة: لا، ولم تلق الاهتمام البحثي والنقدي الكافي لقراءاتها على أنها جنس أدبي، وعلى رغم أهميتها في كشف بعض اللواعج النفسية للكتاب، فإن الاهتمام بها جد ضئيل، ربما لبساطتها، أو تكرار بعض موضوعاتها، لكن ستبقى الخاطرة هي المدرج الأول لفضاء الشعر، وتبقى عنوانا دائماً على أولية احتكاك الكتاب بلغة أخرى مغايرة، وبطريقة مبدئية للكلام الوجداني المتميز.
صبار العنزي
مدير تحرير مجلة البارز

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
ملحق جــــدة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved