Sunday 4th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 20 ربيع الاول


بدون ضجيج
ضجيج
جار الله الحميد

أحياناً يفاجئك أحد القراء الأذكياء بأسئلة من نوع: كيف استطيع أن أكتب قصة؟ مثلاً, أو ما هي الكتب التي تنصحني بقراءتها لأصبح كاتباً, يقول لك ذلك بعد ان يستهل حديثه بأنه يملك الموهبة! ويحس بأنه سيصير كاتباً جيداً! أي أن ما ينقصه هو فقط نصائحك الثمينة(!), ثم تكتشف - بعد فوات الأوان! - أنه أراد فقط ان يتحدث اليك مباشرة,, يعرف ماذا تقرأ؟, كيف تتحدث؟, أي أن الكاتب هو شخص (مقنَّع) والمطلوب هو خلع قناعه! هذا كل شيء! ولا أعتراض على الأسئلة التي توجه للكاتب من الجمهور في المناسبات القليلة التي تجمعهم به, ولكن على ألا يكون ما يقوله (درسا) أو (تلقينا) أو (قاعدة), فكل انسان له قراءاته، عوالمه، ما يعجبه، وما يحرضه على الغثيان! أيضاً.
وإذا كان من نصيحة نوجهها فهي ل(الكاتب) لا ل(القراء)!.
فإياك أن تسأل هذا ال(قارىء) لمن يقرأ, لأنك ستفاجأ بأسماء لم يخطر ببالك أن أحدا يقرأ لها حتى الآن, أو أن يقول لك بكل بساطة: إنني لا أقرأ لأحد!!.
فتخيل حجم المصيبة! أن يكون (قارئا) - كما قدم نفسه - ثم: إنه لا يقرأ لأحد!!.
دعك من أصحاب التفكير (الوسواسي) والذين يقرأون ما بين (السطور)! فهؤلاء حكايتهم حكاية!.
انهم يحضرون الأمسيات والندوات فقط ليقولوا: نحن هنا!.
ويحاسبون الرجل الذي على المنبر على أشياء (يتهيأ) لهم أنه قالها!.
لا يهتمون بمتابعة ما يقوله, بل يفكرون متى تتاح لهم الفرصة ليقوموا مكانه ويبدأون في محاكمته!!, ويهزأون من آراءه, وينقضون كل جهده العلمي الذي حشده لهذه الندوة, ويسخرون من الذي يناصره, وهؤلاء وان بدأوا لحسن الحظ يتناقصون الا انهم ما زالوا متمسكين بهذا الدور!.
وهذا يدل على: أزمة وعي، وأزمة ثقة!.
ويدل كذلك على وجود عينة من الناس هدفها الأول والأخير هو الأعلان عن نفسها في وقت غير مناسب بالمرة! فهو وقت ل(الجادين) فقط بلغة الاعلانات التجارية!.
للذين يريدون أن يزيدوا معرفتهم حول موضوع ثقافي او أدبي معين, وهذا لا يعيبهم, بالعكس: انه يرفع من شأنهم, فنحن حين نحضر أمسية أو ندوة يكون هدفنا هو الاستماع للمتكلم, لا: الحكم عليه!, والاستفادة منه والحوار المثمر معه!.
كما يجب أن لا نعتبر أن الكاتب هو (شخص مقنّع) كل همنا هو نزع قناعه! كما أحب أن ألفت ان هذه الظاهرة في طريقها للزوال.
وهي ستزول بمجرد تكثيف المناشط الثقافية والفكرية والأبداعية, وعدم الأنحياز المسبق لا من الجهة المنظمة ولا من سائر الناس.
والله أعلم.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved