1- فنٌ في غاية القدم، مرتكز على السرد المباشر المؤدي إلى الامتاع والتأثير في نفوس السامعين, يتخذ موضوعا له الاشياء الخيالية والمغامرات الغريبة، وقد يُعنى بالامور الممكنة الوقوع أو الاحداث الحقيقية التي يعدل فيها الراوي، ويقحم فيها أمالي خياله واحساسه، ومحصلات مواقفه من الحياة.
2- من مميزات هذا الفن ان السرد فيه يختلف عنه في الرواية والاقصوصة معا، وان كان فيه ملامح منهما, فهو يحاول التحرر من الواقع بالاعتماد على العجائب والخوارق، كما هي الحالة في حكايات (ألف ليلة وليلة)، أو باعتماد الترسيم بايجاز خصائص الشخصيات في خطوط عامة ومرموزة، كما هي الحالة في حكايات (كليلة ودمنة) ولافونتين.
3- تختلف الحكاية عن الاقصوصة بأنها تكثر من الاحداث والمغامرات، وتتسع في المديين الزمني والمكاني، ومع ذلك فهي، عادة، أوجز من القصة، لاعتمادها التبسيط وقصدها المعنى الرمزي، متحاشية الخوض في التفاصيل لتبقى بعيدة عن واقع الحياة العادية.
4- من خصائصها أيضا ان تكون شخصية البطل فيها شاحبة الملامح، بحيث تجتذب انتباهنا بما تمثله من معاني البطولة، او المهارة، او الحيلة، او القوة، وليس بقسماتها الانسانية.
أما الاثارة الفنية في الحكاية فهي متأتية عن الحبكة ودلائلها الفلسفية والخلقية التي تبعث في قرائها او سامعيها من افراد الشعب دويا يصل إلى اعماق نفوسهم.
5- هناك أنواع من الحكاية، منها:
أ - الحكاية الغريبة المثيرة للخيال.
ب - الحكاية الواقعية.
ج - الحكاية الماجنة.
د - الحكاية الاسطورية المعنية بالجنيات، وهي موجهة عادة إلى الصغار، وإلى الطبقة الشعبية الساذجة.
6- يتجه الادب المعاصر في كتابة الحكاية نحو الواقعية المستقاة من الحياة نفسها, فتقرب، في ميزاتها وأصولها، من الرواية وان كانت اقل اتساعا وشمولا منها.
وذلك ان الاساطير التي كانت تتخذ منطلقا اساسيا في صياغتها لم تعد تثير، كما كانت في الماضي، أخيلة القراء، لاسيما بعد غلبة العقل، والتسلسل المنطقي على التفكير الانساني.