ويشيح الليل بوجهه عمن يهوى مجالسته,, وكأني به يرفض ان يكون ليل اليائسين,, ليل المحرومين من لذة نعيمه وأنسه وراحته,, ويشيح الليل بوجهه عمن رئموا محادثته واستمتعوا ببكاء حالهم يشكون,, يتذمرون,, فاعتادت نفوسهم الجوى,, وكأني بهم يخشون الفرح الذي نسوا مذاقه من سنين.
ساعات طويلة تمضي,, والفكر في اياب وادبار,.
صور تعرض لاناس نخالهم اوفياء,, لكنهم فقدوا مصداقية الصداقة,, وفقدوا بالتالي صلاحية كونهم اصدقاء لكائن كان,.
صورهم تبدو بريئة,, وعيونهم جريئة,, وأما قلوبهم فبالحقد مليئة,, يجمعهم الشر,, ويغرقهم الخير,, وأطنابهم كثر,, والقلب منهم ما يفتأ ان يرتق فيه ثقبا بأفعالهم اوجدوه بيد أنه اصبح كالمنخل من كثرة الثقوب فالآه منه تخرج جريحة.
ومن بين تداعيات الصور المعروضة من شرائح البشر,,
نبصر وجوها متلألئة ضاحكة مستبشرة,,
صفحات قلوبهم آية كالمرمر,, حديثهم لا يمل,, ومجالستهم لا تكل,, جمعهم الحب والايثار,, متسامحين,, متآزرين,.
تلك هيئتهم في الدنيا وفي الآخرة اخوانا على سرر متقابلين ,, فالعين من رؤياهم تبدو سعيدة.
ما أروع هذا العرض,, وما أجمل هذا الحب الذي جمع بين هؤلاء الناس,, والمتأمل لحال هؤلاء وأولئك وخواتيم امثالهم سيرى إلى اي النجدين سوف يسير,, افي زمرة الآخرين او الاولين؟!
الكيّس الفطن سيبدد غياهب الظلم,, وحنادس اليأس والزيف ويجلي بقوته عنه جحافل الشر فتولي مهزومة امام روعة الاخاء وعظمة الانتصار,, وفي اللحظة الاخيرة من ليل الظلم قد ينعم باغفاءة جفن.
أحلام آل عطينان