* انا فتاة في السادسة عشرة من عمري اكتب اليكم لا لأبحث عن حل لمشكلتي فانا اعلم ان مشكلتي لا حل لها,, هذا بالرغم من ان مشكلتي انا غير مسؤولة عنها فقط ابي وامي,, اللذان اختارا ان ينفصلا بالطلاق,, وان يختار كل منهما حياته البعيدة كل البعد عن الطرف الآخر دون ان يفكرا للحظة واحدة في مصلحتي.
اذ بالأمس القريب ومنذ خمس سنوات فقط ما زالت اتذكر كيف ان امي طلبت الطلاق من ابي,, وكيف ان ابي وافق بمنتهى السهولة والبساطة على تحقيق طلبها هذا,, وكيف ان امي بعد الطلاق لم تتزوج للآن بل اصطحبتني,, وعشت معها طوال تلك السنوات الخمس,, كطفلة يتيمة,, بلا اب حزينة اشعر كل يوم,, ان كل بنت وزميلة حولي,, تتمتع بأشياء محرومة انا منها على الرغم من الوفرة المالية التي اعيش فيها فأبي,, والحق يقال لا يبخل في يوم من الايام على تحقيق اي طلب لي على العكس يوفر لي كل ما اطلب وما لا اطلب بمنتهى اليسر والسهولة,, فقط يوفره لي,, بأسلوب رسمي جداً,, خاصة وانه بعد طلاق والدتي عاد لزوجته وأولاده الكبار ونسي ان له ابنة شابة تحتاج اليه,, وتحتاج الى رعايته وحنانه,, كما احتاج ايضاً الى اخواتي واخواني الكبار,, الغريب في الأمر ان والدتي التي لم تفكر ولا تفكر في الزواج,, لم تضح وتوافق ان تكون زوجته الثانية للحفاظ علي فقط فكرت في كرامتها,, ولم تفكر في كرامتي.
وأخيراً الم اقل لكم ان مشكلتي بلا حل,, فأنا اعتدت على اليتم والحزن,, والغربة,, على الرغم من وجود والدي وأمي على قيد الحياة,, وشكراً,.
صديقة الوحدة - الدمام
***
عزيزتي صديقة الوحدة,, انك تكتبين الينا عن مآساتك من وجهة نظرك انت فقط,, فالابناء الصغار,, عند محنة الطلاق,, لا يفهمون اشياء كثيرة وخطيرة جداً قد تكون اسبابا مباشرة او غير مباشرة في حدوث الطلاق اذ ربما,, يكون لدى والدتك اشياء واسباب اخطر واهم من كرامتها دفعت بها الى طلب الطلاق,, ولانك كنت طفلة صغيرة كان من الصعب عليك ان تفهمي او تستوعبي تلك الاسباب لذا حاولي,, ان تجدي لامك العذر في طلبها للطلاق,, وحاولي ايضاً ان يتسع قلبك للتسامح والتصالح مع الوالد,, اذ ان ما بعد الطلاق,, وما قبله من مشاعر الكراهية والحقد,, والرفض هي الأخطر وابشع من حدوث الطلاق,, وحاولي ان تنظري للمستقبل بالكثير من التفاؤل,, والحب,, وحاولي ان تتعاملي مع حياتك مع والدتك,, كواقع لا بديل عنه فقط حاولي ان تجملي هذا الواقع بالحب,, والتسامح,, والبحث عن اسباب حدوث هذا الانفصال.
ولعلنا مع عرضنا لرسالتك الصادقة تلك ندعو كل ام وكل اب يفكرون في ابغض الحلال الى الله,, ان يعيدوا النظر في قرارهم هذا,, ذلك لأن من يدفع دوماً فاتورة خلافاتنا العائلية,, هم فلذات اكبادنا,, وبالحكم والتعقل والقدرة على التسامح وضبط النفس من الممكن ان نتجنب ابغض الحلال الى الله,, وذلك بالبحث عن اساليب للعلاج بدلاً,, من الانفصال والهروب من المواجهة,, كما يختار الكثيرون.