منذ انتخاب باراك رئيساً لوزراء الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة وبعض الساسة والإعلاميين العرب يسعون بشكل محموم لاقناع الرأي العام العربي بأهمية اجتماع قمة عربية مرة يقولون عنها موسعة،، ومرة اخرى يقولون شاملة،، ومرة ثالثة يقولون لدول الطوق، حتى تحول عقد هذه القمة ،، مجرد عقدها إلى هدف في حد ذاته،
إن عقد اي قمة عربية أمر مرغوب فيه لدى الشعوب العربية اذا جاءت وفق معطيات مدروسة واهداف محددة تؤدي الى التضامن العربي ووحدة الأمة، اما اذا كان الهدف منها هو تكرار لبيانات اصبحت محفوظة في الذاكرة العربية بحيث ان السواد الأعظم من العرب يدرك بأنها لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به فالجميع يعون أنها لن تحقق لهم ابسط حقوقهم المشروعة والأسوأ من ذلك هو (تلميع) لرئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب (باراك) وتسويق لطروحاته وتوفير الغطاء الشرعي لبعض السياسيين العرب الذين انخدعوا في السابق (بمزاجهم) بطروحات (بيريز) رئيس وزراء اسرائيل الأسبق حتى انه قد تم عقد قمم عربية بهدف تدعيم موقفه في مواجهة نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي كان يسعى آنذاك لانتزاع كرسي الرئاسة منه،
ان الاشكالية عند بعض السياسيين العرب تكمن في انهم حالمون أو لديهم القابلية النفسية لتصديق اكاذيب زعماء اسرائيل سواء كانوا من حزب الليكود او من حزب العمل، فالحزبان وجهان لعملة واحدة فكل ما في الأمر ان سياسة حزب الليكود واضحة في عدائها للعرب بصفة عامة وللشعب الفلسطيني على وجه التحديد بينما سياسات حزب العمل اطارها العام هو التكتيك الذي ظاهره الرغبة في السلام اما استراتيجيته فهي ابتلاع الأراضي العربية وتركيع العرب كل العرب، للهيمنة الصهيونية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً اذاً فالحزبان لا يختلفان في الجوهر السياسي الاستعماري وعلى ضوء هذه المفاهيم فانه يبدو لي أن بعض السياسيين والاعلاميين العرب اصبحوا محصنين ضد الاستفادة او استيعاب التجارب السابقة في تعاملاتهم مع زعماء بني صهيون ويظهر ذلك من استماتة بعضهم للترويج بأهمية عقد قمة عربية يكون من اهدافها تقديم باراك كرجل سلام بينما حزبه وهو كان عضواً فاعلاً فيه هو الذي رفض الانسحابات والاستحقاقات التي وقعها حزب العمل مع الفلسطينيين برعاية امريكية وشهادة بعض القادة العرب واتساقاً مع هذا المفهوم فإن الرفض السوري لعقد قمة عربية يأتي عن اقتناع بأنها لن تخرج عن كونها قمة ترحيبية (تبشيرية) بالصهيوني باراك فسوريا الأسد هي القلعة الصامدة المتبقية لمؤازرة عربية شريفة رأس الحربة فيها هي المملكة العربية السعودية في مواجهة الغطرسة الصهيونية،
متعب السيف