Tuesday 6th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 22 ربيع الاول


الدولة أولت ثقتها في القطاع الخاص ليتولى بعض المرافق الخدمية الكبيرة لقدرته على التعامل مع المستجدات الاقتصادية
المملكة أعادت التوازن إلى سوق البترول,, وماضية في سياستها مع الدول للحفاظ عليه دون التراجع عن الحصول على حصة عادلة لها

ان ما قام به الصرب هو اعتداء صريح وعمل وحشي بكل المقاييس والا فأية صفة اخرى يمكن لها ان تطابق واقع ما جرى هناك من قتل وتشريد وتهجير وتطهير عرقي؟
وقبل التدخل العسكري الاخير للناتو كنا قد دعونا المجتمع الدولي لاتخاذ اجراءات حاسمة لوقف المجازر والاعمال الاجرامية والارهابية التي تمارسها القوات الصربية في اقليم كوسوفا ضد المدنيين والابرياء.
وفي هذا الوقت الذي يعود فيه الامن الى اقليم كوسوفا نرجو ان يعود المشردون الى ديارهم وان يتحقق لشعب كوسوفا أهدافه وأمانيه في ظل الامن والسلام ومحاسبة المعتدين عليه.
أيها الاخوة.
ان النزاعات ومناطق التوتر في العالم الاسلامي ليست مع الاسف الشديد الامر الوحيد الذي يعرقل مسيرة الامة ويشتت جهودها ويزعزع استقراراها فنحن لابد ان ندرك الخطر المحتم المتجسد فيما نقرأه ونسمعه من العمليات الارهابية التي تتم في بعض البلدان تحت اغطية زائفة وشعارات غير صادقة,, ان المملكة اكدت وتؤكد مواقفها المبدئية والثابتة التي تدين الارهاب بكل اشكاله وصوره وتنزه الاسلام والمسلمين المخلصين المؤمنين عن مثل تلك الافعال والممارسات المشينة ولقد سعدنا بما توصل اليه وزراء الداخلية والعدل العرب في مؤتمرهم الذي عقد مؤخرا في القاهرة اذ تم التوقيع على الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب بصيغتها النهائية فهذه الاتفاقية ستعزز ان شاء الله التعاون بين الدول العربية لمكافحة الارهاب بكل صوره وأشكاله.
ولابد من تضافر كل الجهود للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة وانا لا اعني هنا الاجهزة الامنية وحدها بل انني اعني جميع المؤسسات التي لها علاقة بتنمية وعي الناس وترسيخ مسؤولياتهم الدينية والوطنية لان قتل الابرياء وترويع الآمنين امر يرفضه ديننا الحنيف ويدحضه الفكر القويم وتنكره الاخلاق الحميدة في جميع الحضارات الانسانية.
أيها الاخوة:
ان الاجواء ليست دائما على هذا المستوى من القتامة ففي الوقت الذي تهدد فيه منطقتنا والمناطق المحيطة بعض المخاطر او التحديات هناك انجازات لابد من الوقوف عندها لانها تستحق الاطراء.
فعندما فكرت دول الخليج الست في تنظيم علاقات التفاهم والتعاون بينها جاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية ثمرة يانعة من ثمار ذلك التفكير فلقد حقق المجلس خلال السنوات الماضية من عمره منجزات طيبة انعكست مردوداتها الايجابية على بلدان وشعوب المنطقة فضلا عن انها كرست اواصر الروابط الاخوية والتنموية بين شعوبه واننا لنتطلع الى تحقيق المزيد من المنجزات لهذا البناء الراسخ.
ولعلكم تابعتم مؤخرا ما تم من تطورات ايجابية فيما يتعلق بالعلاقات السعودية الايرانية وما تم التوصل اليه من تطوير لتلك العلاقات لما فيه مصلحة الطرفين ولما فيه مصلحة الخليج والعالمين العربي والاسلامي فإيران تربطنا بها رابطة الدين ورابطة الجوار فضلا عن مصالح مشتركة بينة للجميع ونحن على ثقة ان المسئولين في البلدين سيواصلون ما بدؤوه من خطوات خيرة مبنية على الثقة المتبادلة والاحترام الراسخ وهذا كله سينعكس على مستوى اوسع ليشمل العلاقات الخليجية الايرانية وابعد من ذلك العلاقات العربية الايرانية في مختلف فعالياتها ان شاء الله.
ولابد ان نضيف هنا التطورات الايجابية التي حدثت لقضية لوكربي فلقد وفق الله المملكة العربية السعودية وجمهورية جنوب افريقيا الى الوصول لصيغة اتفاق عادلة ازاحت عن ليبيا الشقيقة عبئا ثقيلا دام لسنوات وما تم التوصل اليه في هذا الصدد هو اساس للنظر العادل المنصف في هذه القضية ونحن هنا لابد ان نشكر كل اطراف القضية على ما أبدوه من تفهم وتعاون يتوخى العدل والانصاف.
ان كل جهد تبذله بلادنا من اجل امتها هو واجب محتم تفرضه عليها مسؤولياتها الدينية والتاريخية والحضارية.
ونحن ندرك ان هناك مشكلات محلية واقليمية ما زالت عالقة وهي تحتاج الى بعض الوقت لمزيد من الحوار وتبادل وجهات النظر واننا لندعو الله عز وجل ان يأخذ بيد كل مخلص الى ما فيه خير هذه الامة وسدادها كما ندعوه سبحانه وتعالى ان يحفظ بلادنا هذه وبلاد المسلمين كافة من كل سوء.
أيها الاخوة:
ونود بمناسبة هذا اللقاء السنوي ان نؤكد اعتزازنا بشباب هذا الوطن رجالا ونساء وسيظل هاجس التعليم والتدريب والتوظيف من اهم ما يشغل بال الحكومة تتعهدهم بالرعاية والتربية والتوجيه وتوفير الحياة الكريمة لهم المسلحة بالدين والعلم والاخلاق فالقوى البشرية المؤهلة هي الركيزة الاساسية في التنمية الوطنية واننا نأمل ان تتضافر كل الجهود لتذليل المعوقات والعقبات التي قد تحول دون اتمام هذه الاهداف والتطلعات.
ونود مجددا ان نذكر بأهمية مجالس المناطق في جهود التنمية المحلية فهي الاعرف باحتياجات كل منطقة واولوياتها وهي قنوات مهمة للاتصال والمشاركة ونقل هموم المواطين ورغباتهم وملاحظاتهم ومن الضروري تفعيل وظائفها على الوجه المأمول الذي يحقق خدمة الوطن العزيز.
وفي الختام نتوجه بالتقدير لمعالي رئيس المجلس ونائبه والامين العام وجميع اعضاء المجلس ومنسوبيه كافة على جهودهم الطيبة ونرجو لهم دوام التوفيق والسداد ونسأل الله ان يوفق المجلس الى اداء واجباته بما يحقق مصلحة الوطن والمواطنين.
كما نبتهل الى الله العلي القدير ان يديم علينا نعمه ظاهرة وباطنة انه نعم المولي ونعم النصير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد ذلك القى معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ محمد بن ابراهيم بن جبير الكلمة التالية:
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله واصلي واسلم على الرحمة المهداة سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين.
خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز.
صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني.
صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
أصحاب السمو الملكي الأمراء.
أصحاب الفضيلة العلماء.
أصحاب المعالي الوزراء.
أيها الحفل الكريم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ان لقاءنا بكم ياخادم الحرمين الشريفين في هذا اليوم المبارك لهو الشرف لنا واي شرف ولهو الدعم الواضح لهذا المجلس الذي وجد دائما منكم كل التشجيع وكل المؤازرة في مسيرته الحثيثة للاضطلاع بالمسؤوليات التي وكلتموها اليه ولاداء الامانة التي يشرف بحملها.
وانني باسمي شخصيا وباسم زملائي اعضاء مجلس الشورى وجميع منسوبيه ارحب بكم يا خادم الحرمين الشريفين كما ارحب بجميع ضيوفنا من صحبكم الكرام من الامراء والعلماء والوزراء والمسؤولين والاعلاميين وكل من اسعدنا بحضوره في هذه المناسبة الكبرى.
خادم الحرمين الشريفين
بهذا اللقاء يدخل مجلس الشورى عامه الخامس والسبعين منذ ان اصدر المؤسس الراحل جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله نظامه الاول كما يدخل عامه السابع منذ بدأ عمله بموجب نظامه الجديد الذي صدر به امركم الكريم ولقد اثبت سير العمل في الاعوام الستة الماضية ان الفكر الذي بذل في اعداد الانظمة الاربعة النظام الاساسي للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام مجلس الوزراء ونظام المناطق قد حقق الغايات النبيلة التي قصدها مقامكم الكريم من حيث الانسجام وقيام كل سلطة بواجباتها في خدمة البلاد على هدى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
لقد اعتدنا في هذه المناسبة السعيدة من كل عام ان نلتقي بولي أمرنا ننهل من حكمته ونرتوي من معين آرائه وتوجيهاته فنحن احوج ما نكون الى ذلك بل اننا نعد اللقاء بكم يا خادم الحرمين الشريفين اشعاعا ساطعا يضيء امامنا طريقنا لخدمة وطننا العزيز فيما يحب الله ويرضى.
اننا ندرك معنى الرسالة التي تحملتها بلادنا مهبطا للوحي وموئلا دائما لصفاء العقيدة ونقائها واننا نعلم حجم الدور الملقى على عواتق اهل هذه الارض انسجاما مع الارث الذي احتضنوه في جوانحهم فهم اهل القرآن وهم البناة الاوائل لحضارة الاسلام تلك الحضارة التي قامت على العدل ونهضت على مبدأ احترام حقوق الانسان وعدم المساس بكرامته وصيانة دمه وماله وعرضه هذا من جهة ومن الجهة الاخرى فان بلادنا تحس بانها معنية بما يدور حولها وبما يجري في مختلف اقطار الارض ولاسيما في كل ما له علاقة بأمن الانسان وسلامه فما نحن الا دعاة سلم وسلام نريد لانسان هذا الكون مزيدا من الاطمئنان والرخاء والرفاهية.
ان بلادنا في ظل قيادتكم الحكيمة ما انفكت تحتفظ بصفحتها الناصعة في علاقتها المتوازنة مع بقية اجزاء الارض على اختلاف حضاراتها وثقافاتها فقد عرفت دولتنا في تاريخها الطويل باحترام الاخرين وبعدم التدخل في شئونهم الداخلية وبالعمل الدائم على ابراز ما في حضارة الاسلام من قيم نبيلة ومبادىء سامية فهي الحضارة التي تبنى فلا ينسجم معها أي افكار او تصرفات يكون هدفها الهدم او التقويض او الحاق الاذي بالمنجزات الانسانية ذات الغايات التي تعود على البشرية بالرفاهية والكرامة والخير.
ان الانسان السعودي يجسد في فكره وسلوكه قيم الحضارة الاسلامية البناءة هذه, هو اليوم ولله الحمد محط انظار العالم ومكان اكباره فهو (داخل بلاده) يتفوق دائما على الصعوبات التي تواجهه فيحقق المثال المعجز في مجال التنمية على مختلف مستوياتها وهو (خارج بلاده) يجسد النموذج الامثل للرقي الحقيقي لبلادنا ولتطورها فهو المتحلي بالعلم المدجج بالمعرفة المسلح بالخبرة فقد تيسر له ان يلتحق بأرقى الجامعات وان يطل على اسمى منافذ المعرفة وان يخوض انجح التجارب في الادارة والتخطيط والانجاز والمال والاعمال واقامة المشروعات الكبرى ذات الرساميل الضخمة وهذا كله انما تهيأ بفضل الله اولا ثم بفضل ما وفرته الدولة من اوجه الاهتمام ببناء الانسان السعودي الذي ظل دائما هدفا واضحا وبينا لخطط التنمية وبرامجها فأعد الاعداد اللازم لمواجهة التحديات التي صادفته او تعرضته في مشواره الحافل في ميدان النماء والبناء.
اننا في هذا المجلس لنعتبر ان التجربة الشورية ذاتها هي واحد من اوجه وفاء قادتنا لواجب الدين والعقيدة التي الزمت ولي الامر بالممارسة الشورية اذ قال عز وجل (وشاورهم في الامر,,) الاية ومثل هذا الالتزام الذي رسخه المغفور له الملك عبدالعزيز منذ ان تحقق له بتوفيق الله هدف الوحدة ليس بمستغرب على قادتنا وولاة امرنا من ال سعود الاكارم فهم المخلصون لعقيدتهم الغيورون على دينهم ولهذا فقد ظل تطبيق الشريعة السمحة هدفا اصيلا في منظومة اهدافهم وهذا الهدف لم يكن فقط طريقة للتفكير بل هو فوق ذلك منهج ينتظم شؤون الحياة كلها ولهذا فاننا نعتبر ان تجربتنا في الادارة هي احدى التجارب الناجحة القمينة بالرصد والملاحظة فهي من التجارب الفريدة في عالمنا اليوم من حيث كونها ظلت ابدا مخلصة لقواعد الشريعة الاسلامية وتعاليمها السمحة فهي تهتدي بها وتلتزم بثوابتها ولا تتناقض مع اي من مبادئها ليس في مجال القضاء الشرعي والفصل في قضايا الناس فحسب بل في جميع الفعاليات الادارية الاخرى ذات العلاقة بشؤون الناس او تنمية البلاد وهذا هو ما يلخص حدود خصوصيتنا الثقافية ومفهومها وهي الخصوصية التي لن نفرط في شيء منها ان شاء الله.
فلعل من المتوجب على كل مواطن ان يضع هذا الامر نصب عينيه في كل ما يقول وما يفعل ويتذكر دائما أن دولته قائمة على تمسكها بمنهجها السليم وبخصوصيتها المتفردة فنحن نعيش هذه الايام الذكرى المئوية لتأسيس مملكتنا الفتية ونحن ندين للمؤسس العظيم الملك عبدالعزيز غفر الله له بهذا الانجاز الباهر وندين له كذلك بما وضعه من قواعد راسخة للالتزام بالنهج الذي اختاره الله لنا ولبلادنا وهو نهج التوحيد وطريق الشريعة الغراء.
خادم الحرمين الشريفين
ان سنتنا هذه هي السنة الثالثة من الدورة الثانية للمجلس وقد بذل ابناؤكم من اعضائه ومن منسوبيه في الأمانة العامة والادارات الاخرى المساندة كل ما يستطيعون من الجهد لانجاز الاعمال والمهمات الموكلة اليهم وأؤكد لكم حفظكم الله ان الذي يحدوهم في كل ذلك هو الاخلاص لله عز وجل ثم لقيادتهم الرشيدة التي مكنتهم من فرص الاسهام في خدمة بلادهم وهذا هو أعلى مراتب الشرف الذي يتوقون اليه.
انني انتهز هذه الفرصة لأوجه الشكر الجزيل لهم على تعاونهم وتفانيهم ولأدعوهم الى مزيد من العطاء.
خادم الحرمين الشريفين.
أرحب بكم مرة اخرى واؤكد لكم من جديد مدى الغبطة التي أشعر بها أنا وزملائي لتواجدكم اليوم بيننا قائدا ومرشدا موجها حفظكم الله وسدد بالخير خطاكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد ذلك تشرف معالي رئيس مجلس الشورى ومعالي الامين العام للمجلس واعضاء المجلس بالسلام على خادم الحرمين الشريفين.
اثر ذلك ودعهم خادم الحرمين الشريفين متمنيا لهم التوفيق والسداد في أعمالهم.
* الدعوة إلى حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل,, وقلقون حيال التفجيرات النووية
* المملكة أكدت وتؤكد مواقفها المبدئية والثابتة التي تدين الإرهاب,, وتنزه الإسلام والمسلمين عنه
* العلاقات السعودية/ الإيرانية في تطور إيجابي لما فيه مصلحة الطرفين والخليج والعالمين العربي والإسلامي
* ابن جبير: دولتنا قد عرفت في تاريخها الطويل باحترام الآخرين وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية والعمل على إبراز الحضارة الإسلامية
* ندعم مسيرة مجلس التعاون والجامعة العربية والمنظمة الإسلامية والأمم المتحدة وكل ما يخدم العدل والسلام
* التوتر بين الهند وباكستان ونزاع بعض الدول الإسلامية يثير قلق المملكة التي ظلت تدعو إلى الحوار وتحكيم العقل ومراعاة حقوق الجار

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved