Tuesday 6th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 22 ربيع الاول


مستعجل
حصاة,, وزلَّت عن الطريق,,!

** يقول العوام الطيب,, ما عليه وسم ,, وكذلك الردي,, ما عليه وسم ولهذا,, في المجالس لا تكاد تفرز هذا من ذاك بتلك البسطة,.
** هناك بالفعل,, رجال كرماء,, ورجال شجعان,, ورجال كلهم شهامة ووفاء ورجولة,, ورجال كلهم أخلاق ومبادىء.
** وآخرون على العكس من ذلك تماماً,, فلا مروءة,, ولا شهامة,, ولا رجولة في المواقف,, ولا سخاء,, ولا فزعة,, بل هم على حال كلها سوء,.
** ولكن,, هناك رجالا لهم أعين كلها فراسة,, تفرز هذا من ذاك,, وتعرف الطيب من الردي من خلال حتى كلامه,, ويعرفون النشمي من الرخمة,, والكريم من البخيل,, من مجرد جلسة واحدة.
** فالطيب,, تجده في المجلس يتحدث عن علوم الرجال ,, الطيب,, والكرم,, والجود والوفاء,, وتجد أحاديثه والقصص التي يوردها كلها مليئة من هذا الصنف.
** أما الردي,, فسواليفه عن الطمع في البيع والشراء والفلوس وحش أم العيال,, والمستقبل الأسود والابيض,, وقد يكون حديثه أسوأ من ذلك,, ولكن لن نورده هنا,.
** والطيِّب,, عندما تنتهي المناسبة يبحث عن الضيف أو عن الضيوف,, ويتمسك بهم,, ويدخل معهم في حديث ثم يصر على عزومتهم ,, بل ربما وصلت المسألة الى درجة الاحراج,, لأنه كريم وكله سخاء وكرم,.
** أما الصنف الآخر,, فهو ذلك المندس بين الرجال متوزِّي ومتى شفط ما على الصحن,, فانه يلحس يده ويطمر للباب,, ولا من شاف ولا من دري,, بل ربما تهرب من حضور المناسبة من الأساس,, خوفاً من أن يدخل في مشكلة العزيمة وخوفاً من مقابلة الضيف فيسوق أي عذر,, ليهرب من مثل هذه المناسبات خوفاً من أن يكون الدور عليه ويخسر طفسه .
** وهناك من الناس,, من هو ثقيل طينه أو ثقيل دم وقد اشتهر بهذا الثقل بين الناس,, ومتى اقبل قالوا جاكم ثقيل الطينة ,, أو جاكم,, لزقة جونسون ,, ومتى جلس تحول المجلس من سعة صدر وسواليف جميلة وخفة دم,, الى مأتم وبدأ العبوس على الحضور,, ثم استلم المجلس هذا الثقيل بسواليفه كأنها مرزَبِّة أو فاروع تكسر الرؤوس,.
** وهناك من هو ضرس أعلى أو يقولون,, فلان ضريس ,, يعني انه يبلع فقط,, فمتى جلس على الصحن نظف منطقته والمنطقة حوله,, فيلتهم السلطات أولاً,, ثم ينسف نصف الصحن مع ما عليه من لحوم وشحوم,, ثم يستدير على الفواكه ويستمر في البلع حتى يكوِّم أمامه تلاًّ من القشور,, ثم يلتفت للحلويات,, وهكذا تتخيل انه يعبىء في كرتون ضخم وليس في بطنه وما ملأ أبن آدم وعاء شَرَّاً من بطنه .
** وهؤلاء,, تجدهم في الاستراحات والمخيمات,, والبشكات يأتون للبلع فقط.
** وهناك من هو مؤذٍ أقشر ما له صديق,, ولا له محب,, لأنه حسود حاقد كاره أفشر وتجده في خصومات وخلافات مع كل البشر,, حتى مع زوجته وأولاده وأقاربه وزملائه في العمل,, بل في الشارع تجده صراع مع هذا وذاك,, ونادراً ما يصل بيته دون أن يتعارك مع شخصين او ثلاثة في الاشارات وفي الشارع,, ومثل هذا,, يفرح الناس بغيبته,, ويسعدون أكثر,, لو طالت هذه الغيبة,, لأنهم يستريحون من المشاكل والخلافات والدسائس بل ويتباشرون لو سافر او غاب غيبة طويلة,, ولو أن سببها المرض,, ومتى أدركوا انه سيطيل الغيبة أو ,,, قالوا حصاة زلَّت عن الطريق ,.
** وما أكثر الحصا التي تقف في طريق الناس من مثل هؤلاء البشر,, وما أكثر الحساد والكارهين لأنفسهم وللآخرين.
عبد الرحمن بن سعد السماري

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved