* تقرير من بنجامين كانج ليم - بكين - رويترز
تزايدت الشائعات التي ترددت في الأسواق الآسيوية الأسبوع الماضي عن استقالة رئيس الوزراء الصيني جو رونجي رغم إن قلة من المحللين أخذت الشائعة مأخذ الجد.
وتعرض جو لانتقادات شديدة من قوى محلية ذات نفوذ كبير اتهمته ببيع المشروعات الحكومية والتخلي عن المزارعين في إطار حماسه لفتح أسواق البلاد امام المنافسة من أجل الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.
وقال دبلوماسي غربي (إنه معرض للخطر وقد اضعف بعض الشيء على الأرجح).
ويعتقد أن المتشددين في النظام الشيوعي الصيني كثفوا انتقاداتهم لجو بعد قصف حلف شمال الأطلسي للسفارة الصينية في بلجراد في مايو الماضي.
واعتذرت الولايات المتحدة وقالت إن القصف كان (خطأ) نتج عن استخدام خرائط قديمة لكن الصين رفضت هذا التفسير باعتباره (غير مقنع).
وتعتقد وسائل الإعلام والعديد من الصينيين أن القصف كان متعمدا وقال الدبلوماسي (أن يكون معرضا للخطر هذا أمر أما استقالته فأمر مختلف).
واجتاحت شائعة تفيد بأن جو ربما يستقيل أسواق المال الآسيوية يوم الأربعاء الماضي وتسببت في اضطرابات في أسواق هونغ كونج.
نفي الاستقالة,, والأسهم تنخفض
ونفى مجلس الوزراء الصيني الشائعة قائلا إنه لا أساس لها من الصحة, لكن مؤشر شنغهاي للأسهم ومؤشر الأسهم المحلية فقدا أكثر من سبعة في المائة يوم الخميس بعد أن تناهت الشائعة إلى اسماع المتعاملين في البورصات الصينية.
وقال دبلوماسي آسيوي (ثمة تكهنات تشير دوما إلى أنه في حالة دفاع عن النفس منذ أن بدأت مشكلات منظمة التجارة العالمية ومنذ فشله في الوصول إلى اتفاق بشأن قصف السفارة).
ويعتقد أن فشله في التوصل إلى اتفاق بشأن الانضمام للمنظمة خلال زيارته للولايات المتحدة في ابريل الماضي حتى بعد أن قدم تنازلات كثيرة قد أضعف موقفه.
ولكن الدبلوماسيين والمتعاملين في سوق الأسهم شككوا في شائعة استقالته التي ظهرت عدة مرات منذ تولي جو السلطة في مارس آذار عام 1998م ووضعه برنامجا إصلاحيا شاملا هدد المصالح البيروقراطية وملايين العاملين في القطاع الحكومي المكدس بالعاملين والذي يحقق الخسائر.
وقال المبعوث الغربي (هناك ثمن اقتصادي من الواضح أنه يتعلق بالأسواق لأنه معروف ومقبول تماما لدى الأجانب).
وأضاف: اعتقد أن التقلبات ستستمر في الاقتصاد الصيني وسيتوخى المستثمرون الأجانب الحذر الشديد.
وتابع: التقلبات داخل النظام قد تكون هائلة وهناك احتمال أن تؤدي إلى حالة من الفوضى.
وإذا استقال جو فسيخل ذلك بالاستقرار قبيل حلول الذكرى السنوية الخمسين للجمهورية الشعبية في اكتوبر المقبل وعودة ماكاو التي تديرها البرتغال للسيادة الصينية في 20 ديسمبر.
الصين لا تزال تحتاج إليه
وقال الدبلوماسي الآسيوي (إنهم ما زالوا يحتاجون إليه لإدارة الاقتصاد,, فمشكلاتهم لن تنتهي بمجرد التخلص منه).
وتساءل: (إذا تخلصوا منه الآن فكيف سيتعاملون مع القرارات الاقتصادية الصعبة التي يتعين اتخاذها).
وترزح الصين تحت وطأة مشكلات حادة مثل القطاع العام المثقل والبنوك الحكومية المفلسة والفساد المنتشر والبطالة وارتفاع معدل الجريمة وسخط المزارعين بعد عقدين من بدء الاصلاحات الاقتصادية.
وأشار دبلوماسي غربي آخر إلى أن جو من المعروف أنه يرى أن حياته ستكون أسهل إذا ما تولى منصبا أكاديميا بعد تاريخ مهني طويل كمخطط اقتصادي.
وكان جو يمزح ذات مرة قائلا: إنه جاء إلى رئاسة الوزراء يحمل مائة تابوت منها 99 للأعداء ومعارضي الاصلاحات والأخير لنفسه.