Tuesday 6th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 22 ربيع الاول


إنهم غثاء,, كغثاء السيل
مأساة أمة,, أبناؤها عالة

عزيزتي الجزيرة
غالب المسلمين اليوم عالة,, كلالة لا دنيا ولا دين,, لا فكر ولا علم,, لو تعطلت الوظائف الحكومية لتعطل معها آلاف الشباب والسبب ان التربية الحاصلة اليوم لا تربي الانسان لان يكون عدلا فعالا ذا ابعاد متعددة بل منذ ان ينشأ الى ان يكبر التربية توجهه لان يكون موظفا وعالة على غيره، والعلماء السابقون كانوا يوصون طلبة العلم ان يكونوا ذوي مهن حتى يكونوا يدا عليا، وقدوتهم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم والرسل جميعا، وفي الحديث: ما نبي إلا ورعى الغنم .
وكذا كان سلف الامة، اما الآن وللأسف فأقرب الناس الى حياة الجد والفعالية اليهود فقد بدأوا دولتهم في فلسطين بنصف مليون والان عددهم اربعة ملايين فقط وهم مع هذا يتحدون العالم كله.
وضع المسلمين اليوم ينطبق عليهم قول النبي صلى الله عليه وسلم : انهم غثاء كغثاء السيل وهذا وصف من الصادق المصدوق، وسبب وصولهم الى هذه الحال هو الوهن,, قالوا وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت .
الشخص الذي همه ان يتخرج فيتوظف وظيفة مريحة ويطعم طعاما رغيدا ويستقل سيارة مريحة ويسكن مسكنا فاخرا حاله كحال البهائم؛ لانه اشبع بطنه وبدنه فقط كالبهائم سواء بسواء اشبع غرائزه الحيوانية وجوَّع نفخة الروح، فمرض المسلمين اليوم ليس بقوة اليهود ولا بسبب الاعلام العالمي الذي يسيطر عليه اليهود ولا الاستخبارات اليهودية ولا المنظمات السرية لليهود او غيرها بل هو كما قال الحق تبارك وتعالى: أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنّى هذا قل هو من عند انفسكم .
فحال المسلمين اليوم وهم مصابون بالوهن هي التي اذلتهم وجعلتهم جهلة سافلي الطموح والهمم عقل الواحد منهم معطل وتشغيله ضعيف لايبدع، لكن لما عرف الصحابة حقيقة الامر,, حقيقة الدنيا والآخرة,, اصبح احدهم يشتغل بطاقة عالية وصار مبدعا وصار الواحد منهم عن امة.
عاش اليهود قرونا وهم اذلاء يحتقرون ويُضربون مثلا للخساسة فلما حييت العقيدة في نفوسهم في هذا القرن - وهي عقيدة فاسدة - اصبحوا اعزاء حتى اصبحوا الآن اعز الناس على المستوى العالمي، فجثة اليهودي يبادل بها جمع من اسرى المسلمين.
المسلم الآن عالة لا يبدع وسبب انتصار اليهودي الآن انه مبدع فتجده عسكريا وفي نفس الوقت مزارعا ومهنيا وله نشاطات في جمعيات سياسية واجتماعية كثيرة.
قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه: احرص على الموت توهب لك الحياة والذي يحرص على الموت تأتيه العزة, صغار الصحابة كان الواحد منهم يقف قبل المعركة على اصابع رجليه حتى يبدو كبيرا فيقبل للمعركة، اما امهات اليوم فهمها في ولدها ان يسمن وان يسلم من العوارض.
فالامة اليوم ضائعة بين طالب العلم الذي لا يعرف النوازل، والداعية الذي يعرف النوازل ولا يعرف النصوص , بينما فقهاء المسلمين قبل ان يسلكوا سلوك العباد ويؤثروا السلامة ويتركوا الخوض في غمار الحياة لم يكونوا كذلك بل كانوا يدرسون النصوص ويجتهدون في النوازل.
محمد بن عبدالله الحميدة
الرياض

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved