عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
اطلعت على ما نشر بالجزيرة في العدد 9770 والذي كان بعنوان التربية والتعليم مهمة كبرى: لا تظلموها بل انصفوها هذا الموضوع كان للاخ/ عبدالرحمن بن عبدالله التويجري والذي نصب نفسه محامياً ومدافعاً عن وزارة المعارف ودورها في نشر التعليم ولان الاخ عبدالرحمن كان مستاءً ومتوتراً ولائماً من ينتقد الوزارة في بعض امورها، ذاكراً محاسن هذه الوزارة وما قدمته من مميزات للمعلمين الذين علمتهم الرماية فلما اشتدت سواعدهم رموها؟؟
ولاننا لا نعلم عن دور ومكانة الاخ عبدالرحمن في ساحة التربية والتعليم سوى من خلال ما طرحه من نقد ولوم شديد لمن ينتقد هذه الوزارة.
نقول وبالله التوفيق,, لماذا نخشى النقد؟ سؤال نطرحه على الكاتب وعلى وزارتنا وعلى ساحتنا التربوية,, فان كان ذلك مانخشاه ونخافه فنحن حتماً سنبقى نراوح مكانك سر .
فالنقد البناء والهادف اساس البناء واولى خطوات العلاج والبناء ولان ميدان التربية والتعليم مليء بالمعطيات والايجابيات والسلبيات ويمثل العاملون فيه السواد الاعظم من العاملين في قطاع الدولة,, فلابد من وجود سلبيات تطفو على ساحة هذا الميدان وتحتاج الى تضافر الجهود من العاملين في مجال التربية والتعليم لتقييمها وعلاج جوانب القصور فيها,, بطرق تربوية سليمة وهادفة ويجب علينا العمل بقول سيد البشر صلى الله عليه وسلم المؤمن مرآة اخيه وقول الفاروق رضي الله عنه رحم الله امرأ اهدى اليّ عيوبي .
لذا يجب على اخينا عبدالرحمن التويجري توطين نفسه على عدم التحرج من النقد والسماح لمن نثق به وبعلمه وامانته ان ينتقدنا ويدلنا على اخطائنا حتى يتم معرفتها وعلاجها.
ومشكلتنا في هذه الساحة اننا نزكي انفسنا ونزكي من نحب، فاصبح مصدر الخلل غير معروف لذلك ينبغي علينا ان نتحاور ونطرح ما نراه مناسباً وهادفاً ويصب في المصلحة العامة.
بدلاً من التزكيات الخاطئة والتي اعتبرها معول هدم وفكرا سقيما لا ينم عن سلوك تربوي وحضاري يجعلنا نواجه اخطاءنا وقصورنا بشيء من الشجاعة التي لا تخرج عن اطار مفهوم التربية والتعليم والسلوك الحضاري الراقي والذي يجعلنا نواجه جوانب سلبيات ما يعترض مسيرتنا التعليمية بشيء من الصراحة والفكر السليم, ولقد ابدع الاخ احمد بن محمد البدر في رده على كاتبنا عبدالرحمن التويجري في العدد 9774 السبت 19/3/1420ه حيث اورد الاخ احمد البدر نقاطاً ممتازة ومنطقية ومقنعة نأمل ان تقنع اخانا عبدالرحمن التويجري وترده الى صوابه وتزكيته.
والتواصل هنا في مفهوم النقد الهادف يجعلنا ندرك فوائد ما نطرحه ونلمسه ونراه من جوانب القصور التي تعترض مسيرتنا التعليمية,, ويجب ان نذكر اخانا عبدالرحمن بان وزير المعارف معالي الدكتور احمد بن محمد الرشيد كان ولايزال ينادي ويرحب بالنقد الهادف والبناء لعلمه بأن هذا المنهج وهذا الاسلوب من الاساليب التربوية الناجحة والتي تلعب دوراً بارزاً في رسالة التعليم وتحقق تفعيلاً وتنشيطاً وعلاجاً لما قد يظهر من فجوات وجوانب قصور قد لا تعلم ولا ترى على ساحة هذا الميدان.
اذاً لماذا نطلب من رجالات التربية والتعليم في بلادنا ان تكون افواههم مخرسة وافكارهم عقيمة ودورهم مهمشا,, اعتقد ان اخانا عبدالرحمن قد انساق وراء عاطفة لا نعلمها في دفاعه عن وزارة المعارف,, وذهب به ظنه اننا لا نملك الرد عليه ونقده فيما قدمه من دفاع عن وزارتنا العزيزة والذي لا يخدم مصلحتنا العامة والله اعلم.
علي عبدالرحمن الحصوصة القحطاني
الرياض