Tuesday 6th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 22 ربيع الاول


المجلات الشعبية - والأساسات الهشة,, !!

** المتابع والمدرك لمسيرة الأدب الشعبي على ساحتنا يلاحظ ظهور العديد من المجلات التي يدعي اصحابها بأنها تهتم بهذا الادب وتسعى جاهدة لتنشيطه وتفعيله على هذه الساحة وتقوم بخدمته من خلال ما يحدث من تنافس بين هذه المجلات.
ولكن ما الذي يحدث؟ وهل فعلا استطاعت هذه المجلات النهوض بهذا النوع من الأدب؟ وهل فعلا توالد وظهور العديد منها يجعلنا نشعر بمصداقية رسالتها,,؟
كل هذا يدعونا أن نقول ما يلي:
الذي يحدث في ظل ما نراه من اعداد كبيرة لهذه النوعية من المجلات ان بناء قاعدة ومفهوم هذه المجلات جاء هشا ركيكا واي بناء لا يقوم على أسس واهداف سامية وواضحة حتما سيلقى الفشل وتتراكم عليه المشاكل,, فدور هذه المجلات لا يخدم سوى اصحابها ومن يتهافتون على الكتابة فيها,, وهذا الدور لا يخلو كونه ماديا بحتا لا يخدم مسيرة الادب الشعبي بشيء اللهم الا الظهور من اجل الظهور والبحث عن الذات والشهرة من خلال ما تنشره هذه المجلات,, التي اوجدت نوعا من الفوضى والاندثار لهذا الادب.
اما هل استطاعت هذه المجلات النهوض بأدبنا وتراثنا الشعبي فاظن جازما بانها اساءت لمفهوم ادبنا والحقت الضرر به,, وسلبته روعته وجماله ومذاقه وتاريخه في ظل ما تنشره هذه المجلات لكل من هب ودب وفي ظل ما اختلط فيها من غال ورخيص حتى فقدنا من خلال ذلك مصداقية رسالتها وهدفها,, واصبحت مضامين ما ينشر خارجة عن روح القيم والمبادىء واصبح ينطبق عليها فاقد الشيء لا يعطيه .
ولان هذه المجلات تتوالد بسرعة واصبحت مادة رخيصة تبهر اصحابها وكتابها بما تحتوي من اخراج فني يخدع هذه الفئة ممن ظنوا بانهم اصبحوا شعراء بحق وحقيق وكتابا يشار لهم بالبنان في ظل ما تعرضه من صور ملونة وعناوين هلامية جوفاء وكلام رخيص لا يمت للشعر بصلة,, اللهم الا الظهور من اجل الظهور فقط.
انني اعجب كيف سمح ورخص لهذه المجلات وهل اصبح ادبنا رخيصا لهذه الدرجة ثم ان المتابع لمعظم هذه المجلات يرى ان الوجوه فيها هي نفسها وتتكرر في كل مطبوعة وكأن حال هذه المجلات يقول راوح مكانك سر .
فلا جديد ولا مادة دسمة ولا ابداع حقيقيا ولا دراسة وافية لتاريخ وحاضر هذا الادب نراه في هذه المجلات,, كل ما نراه كلام لا يخلو من الحشو والتشدق بعبارات ومقالات وتحقيقات لافائدة من ورائها سوى كونها تحصيل حاصل وسد فراغ لهذه المجلات الفارغة من الادب الرفيع والرسالة السامية التي تجعلنا نحترمها ونرحب بقدومها على الساحة وفي الختام اظن بانه لو ترك الحبل على الغارب واستمر تكاثر وتوالد هذه المجلات على ساحتنا,, فسنفقد من خلالها موروثنا الادبي وادبنا الشعبي والامر بحاجة الى اعادة نظر من القائمين على الحفاظ على هويتنا وحضارتنا الادبية بوقف زحف هؤلاء العابثين والمستهترين بقيمنا وادبنا وايقافهم عند حدهم ,, فنحن بحاجة الى طرح افكار ورؤى تخدم هذه المسيرة بدلا من طرح اسماء وصور لا تخدم سوى اصحابها.
علي عبدالرحمن القحطاني
الرياض

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved