يقول مثل انجليزي إذا لم ترفع صوتك لا يسمعك الجيران ,,!!
ويظهر اننا في المملكة العربية السعودية لا نرفع أصواتنا للحديث عن اي عمل خيري,,, وفي كل ما نقوم به من مساعدة للآخرين,, بل ان كثيرا من المساعدات تتم دون الاعلان عنها,,؟!
ربما يرجع هذا الى خلق مترسخ يرفض الحديث كثيرا عن مساعدة الآخرين,, او تعففا حتى لا تعد المساعدة منّة وحتى لا يحرج الذين تقدم لهم المساعدات، انما الاعمال الانسانية الكبيرة لابد من الحديث عنها,, والاعلان عنها باسلوب إعلامي حتى يتبعك الآخرون في فعل الخير,, ويعرف المستفيدون من الذي وقف معهم في وقت المحنة، كما انه من المجحف ان يتحدث الناس عن دول وجهات لم تقدم ربع ما قدمته المملكة,, وينسون الدولة الاكبر,, والمبادرة الاولى، فينكر فضل الاوائل ويتناسى صاحب الجهد الاكبر.
لنتحدث عن اقرب مساهمة إنسانية خيرية للمملكة العربية السعودية، إغاثة الاخوة في كوسوفا، فحسب الواقع والارقام وشهادات الجهات الدولية ومنظمات الاغاثة العالمية وحكومات ألبانيا ومقدونيا والجبل الاسود، والمواطنين الكوسوفيين تعد المملكة العربية السعودية الدولة الإسلامية والعربية الاولى في تقديم مساعدات الاغاثة والدولة الاكبر في الدول النامية، ولا يصل في مستواها في هذا المجال سوى دول قليلة من الدول الصناعية الكبرى التي تفوقها في الدخل.
ولكن ومع هذا لم تحظ جهود المملكة الاغاثية والانسانية بالمردود الاعلامي الذي وجد جهد بعض الدول رغم الفارق الكبير,, ولقد تقابلت اثناء تواجدي خارج المملكة مع مسئول اممي كبير حدثني عن جهود المملكة في دعم المشردين الكوسوفيين، واسهب الرجل وهو مطلع ومختص ومن جنسية اوروبية ذات حدود مشتركة مع منطقة البلقان، تكلم بواقعية وعلمية دون عواطف سابقة تجاه المملكة، فذكر بأن المملكة تفوقت في جهدها الاغاثي الانساني على كثير من الدول الاوروبية القريبة من مسرح العمليات، فالسعوديون اقاموا معسكرات الايواء والمستشفيات ومراكز العلاج الصحية، وكانت المواد الغذائية والادوية والمساعدات جميعها على مستوى عال ولم تسحب من مستودعات الخزن بعضها منتهي الصلاحية مثلما كانت تقدمه بعض الدول، وان السعوديين لكي يوصلوا مساعداتهم الى محتاجيها في وقتها وبالسرعة المطلوبة، جلبوا طائرات مروحية، وشاحنات وكانت اعمالهم تفوق في دقتها وشموليتها وعدالة توزيعها أعمال كثير من الدول والمنظمات.
ويضيف ذلك المسئول الاممي، انه رغم علمه بالحجم الكبير والجهد الوافر للأعمال السعودية في كوسوفا، فقد فوجئ بأن الكثيرين سواء في العالم العربي او خارجه لا يعرفون حجم العمل السعودي وتفوقه في إغاثة الكوسوفيين,, مما يعني قصورا اعلاميا لم يتوافق مع الفعل الانساني.
ابتسم ذلك المسؤول الأممي وختم كلامه,, ارفعوا اصواتكم ليسمع الآخرون أفعالكم,,!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر