Friday 9th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 25 ربيع الاول


رئيس جماعة انصار السنة بالسودان لـ الجزيرة
عصر خادم الحرمين الشريفين شهد طفرة علمية وعمرانية كبيرة

* كتب - المحرر
اكد فضيلة الرئيس العام لجماعة انصار السنة بالسودان الشيخ محمد هاشم الهدية ان عصر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - شهد طفرة علمية وعمرانية كبيرة يدركها القاصي والداني، مشيراً الى ان هذه الطفرة كانت ثمرة المسيرة المباركة التي بدأها مؤسس هذاالكيان العظيم الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - وسار ابناؤه البررة من بعده على نفس نهجه، حتى اقاموا في زمن قصير دولة عصرية ملتزمة بالمنهج الاسلامي وتقف في مصاف الدول الغنية والمتقدمة, جاء ذلك في حديث لالجزيرة مع فضيلة الشيخ الهدية الذي يعد واحداً من علماء السودان، الذين عاصروا قيام ونهضة المملكة منذ عهد الملك عبد العزيز - رحمه الله - وحتى الآن,قال فضيلته: ان دولة آل سعود ثمرة من ثمار دعوة التوحيد التي دعا إليها الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب، وناصره فيها الامام محمد بن سعود، اللذان استطاعا ان يعيدا للدين مجده وزهوته، بعد ان انطمست معالمه بالبدع وعبادة القبور، الا ان اعداء الدعوة اخذوا يحيكون حولها المؤامرات، ويطلقون عليها الاشاعات المغرضة التي لا اساس لها من الصحة بغية ان ينفض الناس من حولها، فوصفوها بانها دعوة وهابية وانهم خامسية (اي مبتدعو مذهب خامس) وحقيقة لم تكن كذلك، وانما هي دعوة سلفية كما ذكر ذلك خادم الحرمين الشريفين في الخطاب الذي ألقاه الامير سلمان بن عبد العزيز امير منطقة الرياض نيابة عنه بمناسبة مرور مائة عام على التأسيس.
واضاف الداعية السوداني بقوله: ولما لم تجد الاشاعات والشبهات - حول هذه الدعوة الاصلاحية المباركة - آذانا صاغية حركوا الجيوش الجرارة للقضاء عليها، واستطاعت تلك القوى ان تغيب النور عن الجزيرة العربية مرة اخرى، فخرج بعض آل سعود ومنهم الامام عبد الرحمن بن فيصل آل سعود والد الملك عبد العزيز ومعه بعض الاصحاب والاخوان الى الكويت مترقباً الفرصة السانحة لاستعادة دولة التوحيد والعقيدة.
واردف قائلاً: وفي عام 1319ه (1902م) هب الملك عبد العزيز لاستعادة الراية المفقودة وتوجه في نفر كريم الى الرياض واستطاع في ملحمة بطولية نادرة ان يستعيدها، وما ان استقر له الامر هناك حتى اخذ يتوسع في الفتوحات فدانت له الجزيرة العربية باكملها وأنشأ صروح العلم والإيمان، واخذت الانطلاقة نحو التنمية فتفجرت الخيرات على يديه (بعد توفيق الله عز وجل) فتدفق البترول وازدانت الارض بالخضرة، وانتشر الامن في ربوع البلاد بعد ان شاع فيها الظلام سنين عدة، وصدق الله حيث يقول: (ولو ان اهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض) الاعراف 96 .
مناقب الملك عبد العزيز
ثم راح الشيخ الهدية يسترجع ذكرياته وانطباعاته الشخصية التي لمسها في الملك عبد العزيز - رحمه الله - فقال معدداً مناقبه: لقد كان - طيب الله ثراه - رجلاً فقيهاً، درس العلوم الشرعية والدينية على ايدي علماء افاضل في عصره، وكان يحب العلماء ويقربهم الى مجلسه ويستشيرهم في شؤون الحكم، وكان كثيراً ما يدعو الخصوم الى مناظرات علمية بغية الوصول الى الحق.
وقد ذكر عبد الحميد الخطيب - صاحب تفسير الخطيب المشهور - في مقدمته ان الملك عبد العزيز لما دخل مكة دعا علماءها للجلوس الى علماء نجد، وقال لهم: (لا ابقى معكم حتى يجلس علماؤكم الى علماء نجد ومن كان معه الحق اتبعناه)، كما انه كان يستغل موسم الحج في بيان العقيدة الصحيحة وما يضادها.
واستطرد الشيخ الهدية متذكراً: وكانت للملك عبد العزيز مأدبة كبرى يدعو فيها علماء الدول والحجاج، كما اهتم بنشر العلم الشرعي الصحيح وطبع الكتب السلفية من اجل نشرها وتوزيعها على الحجاج، ككتب شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب.
ثم قال: ولقد اهتم - رحمه الله - اهتماماً كبيراً بالحرمين الشريفين، حتى يقال انه لما قصد الحجاز ذكر لاصحابه انه ذاهب الى مكة من اجل إشاعة الامن واقامة الحدود، واستطاع بالفعل ان يؤمن مناطق ودروب الحج فازداد عدد الحجاج، ثم بدأ بتوسعة الحرمين الشريفين لمقابلة الزيادة في عدد الحجاج، وقام أبناؤه البررة باستكمال ما قام به حتى كانت التوسعة الضخمة التي اقامها خادم الحرمين الشريفين، التي تعتبر اكبر توسعة في تاريخ الحرمين الشريفين.
وعن اشاعته للعدل وكراهيته للظلم يقول الشيخ الهدية: لقد عُرف الملك عبد العزيز بمناصرته للمستضعفين فكان لايهنأ له بال حتى يرد للمظلوم مظلمته، وكان مجلسه مفتوحاً لكل متظلم.
واختتم الشيخ الهدية حديثه منوهاً بما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين من خدمة جليلة ومتميزة للديار المقدسة ومناصرة المسلمين في كل مكان، داعياً الله سبحانه وتعالى له ولحكومته الرشيدة بالتوفيق والسداد، انه ولي ذلك والقادر عليه.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved