Friday 9th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 25 ربيع الاول


بنادر
حروب تناستها وسائل الإعلام

ونحن نحرك من الملل مؤشر النقل من اذاعة إلى اخرى في راديوهات سياراتنا بحثا عن خبر مبهج يغير نفسيتنا المحاصرة بشتى انواع الاحباطات والمتحولة في داخلنا الى ما يشبه الطين الموحل، او نحن في الطريق الى الذهاب الى قناة تلفزيونية تطرح برامج ثقافية او علمية تجعلنا اكثر ثقة بالمستقبل نمر احياناً على اذاعة لم نتعود الاستماع اليها او قناة لم نكن مهتمين بمشاهدتها فنفاجأ بان هناك دولا فوق كرتنا الارضية، كنا نظن ان حروبها انتهت، ما زالت مستمرة في عمليات التذابح اليومي بصورة اكثر تراجيدية من المراحل السابقة.
دول ربما لا تستطيع ان تصل اليها وسائل الاعلام العالمية التي تعودنا وجودها في المناطق الساخنة من العالم بسبب همجية الحروب القبلية فيها وبشاعتها وطابعها الدموي الذي لا يفرق بين الطفل والكهل والشجرة وجدول الماء وبين المخفر والحضانة.
ومن هذه الحروب تلك الحرب الدائرة يومياً بين ارتيريا واثيوبيا التي اشتعلت منذ عدة اسابيع بعد ان غطتها لمدة قصيرة بورق السولفان بعض الاتفاقيات التي عقدت بين الطرفين المتنازعين عبر الكثير من رؤساء بعض الدول المحبة للسلام او الحكومات الراغبة في انهاء المشكلة الحدودية المتنازع عليها منذ عدة عقود.
دول ربما لا تريدوسائل الاعلام العالمية ان تصل اليها ليس لأنها دول لا اهمية لها من الناحية الاقتصادية انما لان الأطراف المتنازعة لا تحترم الاتفاقيات التي تبرمها وتوقع عليها ولا تحترم المواثيق الدولية ولاحقوق الانسان ولا تحترم المراسلين بل تعتبرهم جواسيس ومرتزقة وخونة تطردهم وتعتقلهم واحيانا تقوم بتصفيتهم جسدياً واخفاء جثثهم في اماكن يصعب اكتشافها او ربما لان حكومتي هذين البلدين لا تريدان التوصل الى صيغة اتفاق نهائية بينهما لانهما يعرفان جيدا انه بانتهاء مشكلة الحدود تبدأ مشاكلهما الداخلية بالبروز الى السطح خاصة وان طبخة هذه الحروب البشعة تنجز عادة لتصدير المشاكل الداخلية للخارج سواء كانت سياسية او اقتصادية وبغياب حجج الوقوف ضد العدو الخارجي والدفاع عن الارض الأم وتراب الأجداد تكون نهاية سلطتهما المعتمدة كلياً على الشعارات البراقة التي تغري العامة بالذهاب الى التهلكة.
شخصياً
اشك في ان الطرفين يريدان السلام.
واشك في عدم قدرتهما على ضبط النفس
واشك في رغبتهما الصادقة في انهاء الصراع الحدودي التاريخي بينهما ومن اجل ان يعيش اطفال هذين الدولتين المتنازعتين بدون خوف ورعب ارى ضرورة ان يتدخل العالم بكل الوسائل والاساليب الممكنة وبسرعة لانهاء هذه الحرب العبثية وتجفيف مستنقعات الدم فيها.
اشك اكثر في ان هناك مشكلة بلا حل.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved