Friday 9th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 25 ربيع الاول


تسلّمت الصحة النفسية في زمن (المرستان) حيث لا توجد مستشفيات ولا مصحات
في الطائف افتتح أول مستشفى للأمراض العقلية وهذه أسباب نقله إلى شهار
من جبل هندي إلى مصر كانت انطلاقة التعليم العالي
الملك عبدالعزيز استقدم فريقاً طبياً ألمانياً متخصصاً لتطوير الخدمات الصحية بالمملكة

لقاء : عليان السعدان
تظل سيرة جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل سيرة قيمة منذ لحظة انطلاقه من الكويت لاستعادة ارض الآباء والأجداد وبالتالي تخليص شعبه من الشتات والفرقة والجهل والظلم والاستبداد وتوفير كافة الخدمات اللازمة لهم والرقي بوطنه وشعبه إلى عالم التقدم والتطور, وتسلم الملك عبدالعزيز البلاد وهي في حالة سيئة جداً كما يجمع لنا المعاصرون وأحفادهم وكل شيء مفقود,, لا يوجد أمن والخوف منتشر في كل مكان من ارجاء البلاد والجهل مسيطر على الجميع والامراض متفشية بين الناس, والبلاد متفرقة ومنقسمة, والقوي يعتدي على الضعيف وقطاع الطرق يتربصون وينهبون ويقتلون.
وجاء الملك عبدالعزيز بقلة من الرجال المخلصين وحقق المعجزة في زمن قياسي بسيط - نشر الامن - والتعليم - والصحة وثبت الامن في مساحة شاسعة جداً (الجزيرة العربية) وأرسى قواعد النهضة والعلم ووضع قواعد قوية تستمد قوتها من الشريعة الاسلامية,, وخلف ذرية صالحة سارت على نهجه وواصلت المسيرة ليظل القائد الملك عبدالعزيز موجوداً بأعماله وانجازاته الخالدة وبالتالي يظل خالداً معنا إلى الأبد.
الدكتور أسامة الراضي يعتبر من المعاصرين للملك عبدالعزيز فماذا يقول ضيفنا اليوم في أوراقه:
- البطاقة الشخصية:
الاسم : أسامة محمد الراضي.
تاريخ الميلاد: 1933م بمكة المكرمة.
نشأة الضيف وحياة الصبا:
ولدت بمكة المكرمة في عام 1933م وقضيت بداية طفولتي بهذه المدينة المقدسة, وكنت ارافق والدي في جميع تحركاته في مكة المكرمة؛ لهذا استفدت من الوالد كثيرا ووالدي رجل دين آنذاك بمكة المكرمة ومعروف وسط المجتمع لهذا نشأت على يد والدي في السنين الاولى من عمري حتى دخلت المدرسة الابتدائية.
أكبر مدرسة
* كيف كانت الدراسة آنذاك؟
- المدارس في مكة المكرمة آنذاك كانت قليلة جداً ولا يوجد آنذاك مدارس متوسطة وثانوية,, ولا توجد جامعات وكليات ومعاهد، كان ذلك في بداية العهد الاول لجلالة الملك عبدالعزيز وقبله لم يكن هناك شيء يذكر كما كان يحدثنا والدي اللهم إلا الدراسات الدينية بالحرم بمكة المكرمة وعندما تخرجت من الابتدائية وكانت عبارة عن سنين قليلة جدا وفي ذلك الوقت ادرك جلالة الملك عبدالعزيز يرحمه الله أهمية تطوير التعليم في البلاد ورأى حفظه الله مجموعة من الطلاب يكملون دراسة الابتدائية وبالتالي يمكن الاستفادة منهم لتطوير التعليم وانشاء جيل متعلم يتولى تطوير المسيرة التلعيمية بالبلاد فأمر حفظه الله بإنشاء دار البعثات أذكر موقعها جيدا بمكة المكرمة في جبل هندي موقع مرتفع كثيرا, وعندنا انتهت الدراسة الابتدائية نقلونا إلى هذا الموقع لاكمال الدراسة ومن زملائي الذين أذكرهم بسام البسام وهو اشهر تاجر لشماغ البسام حاليا وعبدالعزيز الطحلان, وكانت الدراسة صعبة للغاية يوميا نتسلق جبل هندي للوصول إلى مقر دار البعثات لاكمال الدراسة وهذا هو الفرق بين التعليم في وقتنا والوقت الحاضر هناك فوارق بين الاجيال كبيرة جدا ففي الزمن الحالي برغم ما توفر للجيل الحالي من امكانيات وتطور وتقدم وتقنية عالية نرى الطلاب اليوم غير متحمسين للدراسة, رغم ان لديهم امكانية المواصلات بامتلاك سيارات خاصة أو توفر سائقين يقومون بايصالهم واحضارهم وتوفر المدارس بالقرب من المنازل ونحن سابقا لم تكن لدينا سوى مدارس ابتدائية قليلة وكانت بعيدة عن منازلنا ونذهب لها يوميا مسافات طويلة جدا للعلم والمعرفة وعندما وضعوا تحضير البعثات فوق قمة جبل هندي بمكة واصلنا دراستنا فوق هذا الجبل لأنه المكان الاصلح لتحضير البعثات آنذاك.
من جبل هندي إلى مصر
* وما هي حكاية تحضيرالبعثات؟
- كما اسلفت لك لا يوجد مدارس متوسطة وثانوية آنذاك والملك عبدالعزيز - رحمه الله - حريص على ان يواصل ابناؤه تعليمهم,, وأكثر من هذا بعثهم للخارج لاكمال دراساتهم العليا بهدف إيجاد جيل متعلم في جميع المجالات فطلب الملك عبدالعزيز من الشيخ الدباغ آنذاك الذهاب إلى مصر والاتفاق معهم على تعليم عدد كبير من الطلبة السعوديين في مختلف المجالات، الطب والهندسة والشريعة والتدريس وذهب الدباغ وأحضر معه كبار الاساتذة والدكاترة واتفقوا معهم على اختيار مقر مناسب يسمى تحضير البعثات الدراسة فيه تعادل المتوسطة والثانوية وبعد الانتهاء من الدراسة في مقر تحضير البعثات يبتعث الطلاب الى مصر لاكمال دراستهم العليا هناك فوقع اختيار مقر تحضير البعثات وللاسف في موقع مرتفع جدا فوق جبل هندي لانه لا يوجد موقع مناسب غيره في مكة المكرمة وواصلنا دراستنا في مقر تحضير البعثات رغم الصعوبة التي كنا نواجهها يوميا في عملية طلوع ونزول من جبل هندي إلى درجة ان بعض الطلاب كان حافي القدمين, بما معناه كان لدينا اصرار قوي على التعليم مهما كلفت الامور وهذا الاصرار يدعمه ايضا التوجيه من اولياء الامور الذين يحثوننا على الصبر والمثابرة لمواصلة التعليم لان البلد في حاجة لنا مستقبلا وأولياء امورنا كانوا يوجهوننا انطلاقا من توجيهات قائد المسيرة نفسه الملك عبدالعزيز الذي يخطط ويفكر لتحقيق تلك الاهداف، لذلك كان يحفظه الله كما يخبرنا اولياء الامور ان الملك عبدالعزيز يعتبرنا اللبنة الاولى لبناء جيل متعلم في مختلف المجالات وزادنا هذا الدافع حماسا أكثر وشعرنا بحجم وضخامة المسؤولية وتحملنا عناء جبل هندي حتى أكملنا الدراسة في تحضير البعثات وبعثنا إلى مصر لاكمال دراساتنا العليا كلٌ في مجال تخصصه.
قبلة الملك عبدالعزيز
* حدثنا عن علاقة والدك مع الملك عبدالعزيز؟
- الملك عبدالعزيز يرحمه الله كانت علاقته متصلة بالجميع وعلى صعيد مكة أذكر جيدا انه عندما كان الملك يحل في مكة خلال مواسم الحج أو في مناسبات اخرى يذهب اليه الجميع في اي وقت وكان مكتبه وقصره في مكة مفتوحين للجميع وكنت دائما أذهب مع والدي ونشاهد الكثير من اهل مكة يصطحبون أولادهم معهم إلى مجلس الملك عبدالعزيز ووالدي رجل دين وكان يواصل زياراته للملك عبدالعزيز باستمرار ويأخذني معه وأذكر انني سلمت على الملك عبدالعزيز وطبع قبلة على خدي مازلت اذكر تلك القبلة الحنونة من الوالد الاكبر والراعي والعادل وأتذكر انه - يرحمه الله - يوصي بالاهتمام بنا وقال لنا انتم جيل الغد القادم وهذه البلاد تنهض بسواعدكم انتم وما زلت أذكر تلك التوجيهات حتى يومنا الحاضر.
في الذاكرة
* هل تذكر زملاء الدراسة والطفولة؟
- مازلت أذكر بعضهم والاتصال معهم لايزال مستمرا ومتواصلا حتى اليوم إلا من انتقل منهم إلى جوار ربه صلتنا متواصلة مع ابنائه, ومن هؤلاء الذين أذكرهم معالي الشيخ حسن آل الشيخ يرحمه الله ومعالي الدكتور أحمد زكي يماني ومعالي الاستاذ عبدالوهاب عبدالواسع ومعالي الاستاذ إبراهيم العنقري ومعالي الاستاذ علي الشاعر وبسام محمد البسام وهناك آخرون مازلت أذكرهم وهؤلاء مسجلون في ذاكرتي جيداً ولن انساهم اطلاقا.
أول طبيب نفساني بالمملكة
* أول عمل تقلدته بعد تخرجك؟
- عندما تخرجت وعدت إلى ارض الوطن بالطبع مع مجموعة كبيرة من الطلاب السعوديين الذين تم ابتعاثهم إلى الخارج في عهد جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله وكان عددنا طيباً
كدفعة أولى ولكن مجالاتنا مختلفة كنت الوحيد في الطب النفسي فجميع زملائي رفضوا الالتحاق بهذه المهنة لانها تشكل خطرا عليهم كما يقولون لذلك تجنبها الجميع الوحيد محدثك فقط الذي اختار الطب النفسي للعمل فيه وكان لا يوجد بالمملكة اي مصحة - أو مستشفى للامراض النفسية اطلاقا,, اللهم إلا ما يعرف آنذاك بالمرستان وهو عبارة عن منزل صغير تحت اشراف الامن العام مباشرة,, وكانوا يضعون فيه اخطر المرضى النفسانيين وهم مكبلون بالحديد لانهم خطر شديد على المجتمع آنذاك,, ولا يوجد آنذاك في ذلك المرستان سوى رجل واحد وزوجته, أذكر اسمها جيدا الست فاطمة والاثنان من اليمن وهما اللذان يتسلمان المرضى النفسانيين ويقومان بالاشراف عليهم,, وعند عودتي للوطن تسلمت ذلك المرستان ولكنه في اطار اهتمام الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بصحة الجميع بما في ذلك المرضى النفسانيين فقد اعطى هذا الجانب اهتماما خاصا ايضا وأمر الملك عبدالعزيز بافتتاح مستشفى للأمراض العقلية - تحول اسمه فيما بعد إلى الامراض النفسية، وعملية افتتاح هذا المستشفى لانه توفر الآن طبيب نفساني وطالما توفر الطبيب السعودي من وجهة نظر الملك عبدالعزيز عليه يجب توفير المكان الذي يستطيع هذا الطبيب الوحيد ان يمارس عمله فيه وبالتالي تدريب كوادر معه يساعدوه في الطب النفسي.
مستشفى من أجل طبيب واحد
لذلك وانفاذا لأمر الملك عبدالعزيز تم افتتاح مستشفى خاص بالامراض العقلية بالطائف كان موقعه في قروى وبدأت عملي الطبي النفسي بأسلوب علمي وطبي جديد نعالج فيه المرضى النفسيين بوسائل علمية حديثة ومتطورة,, لا نستخدم فيها الضرب بالحديد او القيود او ما يشابه ذلك وإنما اسلوب جديد بالارشاد والتوجيه والصلاة وقراءة القرآن الكريم وأدوية وعلاجات بواسطة اجهزة طبية متطورة وحققنا نجاحا كبيرا في هذا الجانب وأصبح المرضى النفسانيون الذين كانوا خطراً يسيرون وسط المجتمع وتشهد صحتهم النفسية تطورا جيدا للغاية.
مستشفى تخصصي للأمراض النفسية
* لماذا نقل ذلك المستشفى إلى شهار؟
أولا المبنى الذي كنا فيه في قروى كان مستأجرا ولم يكن بعد ما حققناه من تقدم وتطور في علاج المرضى النفسانيين مناسبا للاستمرار فيه وهذا ليس قرارنا نحن الاطباء,, وانما هو قرار الملك عبدالعزيز نفسه فرغم مشاغله الكثيرة كان -رحمه الله- يتابع كل كبيرة وصغيرة بنفسه وعندما لاحظ ما حققناه من خلال تقارير كانت ترفع له رأى ان يقام مستشفى اكثر تطوراً بالطائف لان الطائف كانت الافضل لعلاج المرضى النفسانيين بسبب موقعها وميزة جوها ومناظرها الطبيعية لذلك كانت الافضل موقعا لاقامة مستشفى تخصصي للامراض النفسية بالطائف,, فتم تحديد الارض في شهار وكانت منطقة خالية آنذاك من السكان واقيم مستشفى تخصصي للامراض النفسية وهو القائم حاليا بمدينة الطائف وسط مدينة سكنية.
طبيعة شهار المميزة
* وما هو سبب الابتعاد إلى ذلك الموقع؟
- اطلاقا لم يكن السبب الابتعاد عن السكان في قروى والمرضى النفسانيون كما ذكرت سابقا تطورت صحتهم كثيرا ولم يعد منهم اي خطورة تذكر ولكن اختيار منطقة شهار لانها كانت منطقة مميزة والاشجار فيها كثيرا جدا وشلالات المياه,, وكانت اصلا منطقة سياحية يذهب لها الجميع خلال الفترات المسائية للتنزه فيها.
راتبي يعادل نصف راتب عامل نظافة
* كم كان راتبكم الشهري آنذاك؟
- صدقني ان الرواتب لم تكن مهمة لنا آنذاك اطلاقا لسعادتنا بأننا نقوم بواجب وطني كنا نشعر ان الوطن في حاجة له,, لهذا لم تكن الرواتب ذات اهمية بالنسبة لنا ولكن عموما كان راتبي كطبيب وحيد ومتخصص في الطب النفسي لا يعادل نصف راتب عامل نظافة حاليا, ومع ذلك كان كافيا ومكملا لطلباتنا واحتياجاتنا.
ليلة القبض على الوزير حامد الهرساني
* هل واجهتكم مواقف بالطب النفسي ماتزال عالقة في الذهن؟
- في مجال الطب النفسي كثيرا ما تحدث مثل تلك المواقف التي ماتزال عالقة في الذهن وذلك بطبيعة المريض النفسي نفسه، وأذكر عندما كنت مديرا لمستشفى الامراض النفسية بالطائف ان تقدم لي بعض الاطباء والممرضين والعاملين بالمستشفى بصرف بدل خطر لأنهم يرون انهم يستحقون هذا البدل مقابل عملهم في مستشفى الامراض النفسية فوافقت لهم على ذلك وكان وزير الصحة آنذاك الدكتور حامد هرساني وكان موجوداً بالطائف فكتبت طلبا رسميا له بمطالب الاطباء والممرضين والعاملين بمستشفى الامراض النفسية بصرف بدل خطر لهم، ووضحت له نوع المعاناة التي يواجهها العاملون بالمستشفى ويبدو ان الدكتور حامد هرساني وزير الصحة لم يقتنع بما طلبنا منه وأشعرنا انه ينوي زيارة المستشفى للاطلاع بنفسه على سير العمل والمعاناة التي يواجهها العاملون بالمستشفى وكان بيننا نوع من التنسيق على موعد الزيارة لكن الوزير فضّل ان يقوم بزيارة مفاجئة للمستشفى ليرى عن كثب هل يستحق العاملون بالمستشفى بدل الخطر الذي طلبوه وجاء الوزير الى المستشفى بمفرده للاطلاع ودخل المستشفى للتجول فيه وخلال سيره بالقرب من احد العنابر كانت هناك مريضة نفسية حالتها النفسية متدهورة جدا ورأت الدكتور وهو يسير في العنبر بمفرده, والمريضة من نيجيريا وضخمة الجسم وفوق ذلك مرضها النفسي متدهور فانطلقت صوب الوزير وطاردته وامسكت به بالقوة فصاح الوزير وانطلقنا لنعرف مصدر الصوت ونوع المشكلة فوجدنا معالي الوزير الدكتور حامد الهرساني محتجزا من قبل المريضة النيجيرية وتم مساعدته وانهاء الموضوع فورا ثم ضحك الوزير كثيرا وقال اعتبروا موضوع بدل خطر معتمداً لكم من الآن ومازال بدل الخطر يجري صرفه حتى يومنا الحاضر.
فريق طبي ألماني
* كيف كانت الخدمات الصحية في عهد الملك عبدالعزيز عموما؟
- جميع الجوانب الصحية والتعليمية والزراعية والامنية شهدت انطلاقتها الاولى في عهد الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- وفي الجانب الصحي كما ذكرت لك سابقا انني اول طبيب نفسي بالمملكة تسلّمت الصحة النفسية في ايام المرستان, وبعدها شهدت المملكة تطورا صحيا متلاحقا في مجال الصحة النفسية وفيما يتعلق بالصحة العامة كانت هناك مستشفيات بالمملكة في كثير من المناطق، فصحة المواطن كانت مهمة جدا عند الملك عبدالعزيز ففي مكة المكرمة كان مستشفى اجياد وفي الطائف كان موجودا مستشفى الملك فيصل القائم حاليا ولتطوير الخدمات الصحية انشأ الملك عبدالعزيز مستشفى الامير منصور العسكري الواقع حاليا على طريق الطائف الحوية وطلب الملك عبدالعزيز من الامير منصور الذي كان آنذاك وزيراً للدفاع استقدام فريق طبي متخصص للعمل في مستشفى الامير منصور وبهذا العمل وصلت الخدمات الصحية بانشاء مستشفى الامير منصور التخصصي إلى اعلى المستويات آنذاك في العالم العربي بصورة عامة.
نصيحة الملك فيصل
* هل لكم مواقف مباشرة مع أبناء الملك عبدالعزيز؟
- أبناء الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- تعلموا كثيرا من والدهم لذلك يعتبرون صورة طبق الاصل للمؤسس الباني موحد الجزيرة العربية والحقيقة خلال فترة عملي مديرا للشؤون الصحية بالطائف إلى جانب ادارتي لمستشفى الامراض النفسية بشهار أذكر كثيرا من المواقف الانسانية لابناء الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- لخدمة المواطنين وراحتهم ومرة فوجئنا بخبر عاجل بأن جلالة الملك فيصل سوف يقوم بزيارة للمرضى بمستشفى الملك فيصل وبصورة عاجلة جدا وكنت يومها مديراً للشؤون الصحية ومديرا لمستشفى الامراض النفسية وتواجدت بمقر المستشفى لاستقبال الملك فيصل وعندما وصل -رحمه الله- إلى مقر المستشفى واستقبلناه ورافقته في تلك الزيارة وصعد جلالته طلوعابالمصعد وعند النزول طلب جلالته ان ينزل سيرا على الاقدام وفي نهاية زيارته همس في أذني قائلا, لقد لقيت منك اهتماما كبيرا في استقبالي وأتمنى -والكلام للملك فيصل- ان يكون هذا الاهتمام اكثر للمواطنين والمرضى.
ومازلت اذكر تلك النصيحة من الملك فيصل حتى يومنا هذا واعتبرتها توجيها اقتدي به في عملي حتى النهاية.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved