Sunday 11th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 27 ربيع الاول


منطق
الخريجون وحلم الوظيفة

يبدو أن شبحاً اسمه البطالة ما زال يخيف الخريجين من الشباب خاصة، فما أن يجد أحدهم مقعداً في الجامعة حتى تبدأ معه احلام الوظيفة لمرحلة ما بعد الدراسة, وبعد التخرج تتبلور مشكلة الخريج في عدم توفر وظيفة مناسبة لتخصصه الذي درسه في الجامعة, بل تبرز الفجوة الحقيقية بين متطلبات سوق العمل وما توفره الجامعات من تخصصات,, والحالة هذه، فنحن لا نستغرب محاولات الطالب المستميتة للدخول في تخصص بعينه او للتحول اليه من قسم آخر بغض النظر عن قدرات هذا الطالب واستعداداته لمثل هذا التخصص، الأمر الذي شكل عبئاً تعاني منه معظم اقسام الجامعة وادارات شؤون الطلاب في الكليات.
قبل سنوات عندما كانت هذه المشكلة في بدايتها كتبت الصحف، وطرحت الاقتراحات التي كان هدفها وضع حد لمشكلة توظيف الخريجين بل كان هناك توجه اعتقد انه نجح الى حد كبير، وهو اقناع القطاع الخاص بتوظيف اعداد اكبر من الخريجين، ومن خلال ذلك تعرفنا على احتياجات سوق العمل في القطاع الخاص، وبرزت لنا أهم تلك المتطلبات التي يفترض الأخذ بها من قبل الجامعات والتعليم العام على حد سواء، ومن اهم المتطلبات: اللغة الانجليزية التي فرضت نفسها علينا (خاصة في مجال الأعمال) فلا نجد طريقاً لتجاهلها، ولاحظنا ان من اهم متطلبات العمل في هذا القطاع اتقان اللغة الانجليزية، وربما بدأت الآن قضية الالمام بالحاسب الآلي تأخذ مكاناً بارزاً في جدول المتطلبات للعمل في القطاع الخاص, فماذا عملنا لتحقيق تلك الرغبات التي ستساعد على احلال الآلاف من ابنائنا مكان الآلاف من العمالة المستقدمة؟
اما بالنسبة للحاسب الآلي فقد ادركت وزارة المعارف منذ سنوات اهمية هذا الموضوع فعملت على استحداث وتطوير منهج للحاسب الآلي في مدارسها الثانوية، واعتقد انهم ساعون الى ادخال الحاسب الآلي في المدارس الاعدادية في المستقبل القريب الأمر الذي سيجعل الطالب عندما يتخرج من الثانوية يكون قد اجتاز على الأقل حاجز الخوف من اجهزة الحاسب الآلي واصبح لديه المام ببعض جوانبها وبرامجها, فهل تبدأ الجامعات بجدية في ادخال الحاسب الآلي ضمن برامجها التعليمية (اقصد في كافة التخصصات)؟
أما قضية اللغة الانجليزية فأعتقد انها اكثر تعقيداً وتشعباً من ان تطرح في عمود صحفي صغير، ويكفي ان اشير هنا الى ان مناهج اللغة الانجليزية تحتاج الى تطوير في المدارس ما دون الجامعة وفي الجامعة ايضاً، ولا يكتفى بما هو معمول به الآن, فالحقيقة التي لا يمكن انكارها، هي ان الطالب عندما يتخرج في الجامعة لا يستطيع ان يتحدث ثلاث جمل صحيحة باللغة الانجليزية، وبالتالي فهو لا يعرف من اللغة الانجليزية القدر الذي يقنع سوق العمل بقبوله موظفاً في احد البنوك مثلاً,, والله من وراء القصد.
د, عبد الله بن عبد الرحمن آل وزرة
e-Mail: awazrah*KSU.edu.sa

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved