Sunday 11th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 27 ربيع الاول


طباق وجناس
شهادات بريئة ضد العصا!

أحسنت مجلة اليمامة عندما نشرت في احد اعدادها الاخيرة شهادات مؤثرة على لسان عدد من الأطفال من الجنسين ضد عمليات العقاب البدني الذي يلاقونه من ذويهم او في المدرسة بل وفي مرحلة الروضة احياناً، فهذه طفلة التاسعة تشكو ان والدها يضربها بشدة على وجهها حتى تسيل الدماء منها بحجة انها مشاغبة تضايق والدتها وتزعجها خلال قيامها باعمال المنزل وتصف الطفلة بعض ما يجري لها فتقول ان والدها الحنون! يشدها من أذنيها ويضرب رأسها في الحائط، او يركلها برجله او يقذفها بالحذاء الغليظ فيقع على جزء من جسدها الغض او على وجهها فيشجه حتى تسيل الدماء؟!
وهذه طفلة السابعة تشكو هي الأخرى ان والدها ووالدتها يتعاونان ويتناوبان على ضربها تأديبا لها على ما يعتبرانه مشاغبة او عندما تلهو مع ابنة الجيران، وثالثة عمرها خمس سنوات تقول: (ان ماما تضربني عندما تختلف مع ابي الذي يحبني كثيراً واكثر ما تضربني عندما لا يكون ابي في المنزل قائلة لي: انت رأسك يابس زي ابوك)؟!.
اما الطفل ذو الأعوام الخمسة فانه يشكو من عصبية والدته وضربها له وانه لم يسلم من الضرب حتى عندما أدخل الروضة فقد ضرب هناك لشقاوته؟!,.
وتدخل الخادمة في الخط لتمارس الضرب ضد ابنة السادسة اقتداء بالأم الرؤوم وربما بعلم العائلة الكريمة او دون علمها كما فعلت الخادمة مع ابنة السابعة التي تقوم خادمة المنزل بحبسها فور خروج الأم في مشاوير خاصة او عامة مع التهديد بأذى اكبر ان هي تفوهت بشيء بل والصاق تهمة كسر الأواني بالطفلة بعد عودة الأم لتقوم هي الأخرى بضرب الطفلة علاوة على ما لحقها من حبس وتخويف!.
هذه الشهادات البريئة وغيرها من امثالها لم تأت من فراغ ولا نعتقد انها نوع من التلفيق الصحفي الذي قد تتهم به الصحف احياناً لأن في الواقع ما يؤكد وجود حالات عديدة يتعرض فيها الاطفال للضرب المبرح بسبب ضيق الأهل بحركاتهم وشقاوتهم التي هي جزء من طبيعة الطفولة وحيويتها المتفجرة واذا كانت الجهات التعليمية قد اعلنت وقررت منع الضرب في المدارس على الرغم من المعارضة الشديدة التي تجدها ممن يؤيدون الضرب والعقاب كوسيلة وحيدة واكيدة للتربية والتعليم مما ادى الى وجود تجاوزات ومخالفات لتلك التعليمات لم تزل وسائل الاعلام تعلن عنها بين حين وآخر الا ان التوعية المطلوبة لمنع العقاب في المنازل والبيوت او لجعله على الأقل في أضيق الحدود وعندما يستدعي الأمر ذلك هذه النوعية لم تزل دون المستوى المطلوب ان لم تكن معدومة تماماً!.
ان ما سجل لهؤلاء الاطفال من شهادات بريئة ضد الضرب المبرح والعقاب البدني المؤذي الصادر من اقرب المقربين اليهم مثل الأب والأم لا يمكن ان يسجل بأي حال من الاحوال على انه تربية وتقويم للسلوك بل انه جريمة نكراء ترتكب ضد الطفولة والأطفال تدل على نفوس مريضة قد تكون عاشت ظروفاً قاسية ومرت ذات يوم بالتجارب نفسها واختزن عقلها الباطن هذه التجارب لتتجسد في سلوك قاس يصل الى حد الجريمة والعدوان والا كيف نفسر قيام والد طفلة او طفل بضرب الرأس بالحائط أو كي الجسد الغض باعقاب السجائر او تعليق طفل في السابعة من عمره من يديه عدة ليال حتى تصاب الكفان بالغرغرينا بحجة تأديبه على ما فعله من شقاوة حسبما نشر ذات يوم في صحيفة المدينة المنورة مما أدى الى بتر كفي الطفل وهو الموقف المأساوي الذي هزني في حينه فنشرت حوله القصيدة التالية من شعر التفعيلة والتي اجدها مناسبة للاستشهاد بها في هذا المقام:
الوقت يمضي والصغير
معلق في السارية
الليل يبتلع النهار
والقيد يشرب من دماه
ذاك الفتى الغض الرقيق
يبكي,, يعبر عن أساه
مستعطفاً متوسلاً
آهٍ,, وآه
اصمت عليك اللعنة الكبرى!
ويشرح للصغار الآخرين
أو ما ترون!
هذا اخوكم قد تدلى من يديه
يا للشقاوة,, انظروا كي تعرفوا
ماذا جنت في حقه
عمداً,, يداه؟!.
* * *
أبتي,, أتوب
اطلق يدي لأصبح الابن النجيب
اصمت فيا لك من كذوب
بابا وينطبق الظلام
بابا ولكن لا مجيب؟!.
* * *
وتمر أيام ثقيلة
والخوف والآلام تفتك
بالبراءة والطفولة
والقيد يعصف بالأنامل والعروق
والموت يسكنها
وتسود الاصابع والصغير
يهذي وتزداد المواجع والنحيب
ابتي,, اتوب ولا مجيب
الجهل اعماه,, تغلغل
في القلوب؟!.
* * *
فات الأوان
قال الطبيب وقد رأى
كف الفتى
يعلوهما الموت الزؤام
ما الحل؟ يسأله ابوه
لا بد من بتر اليدين
الغرغرينة انشبت اظفارها
واستوطنت كلتا اليدين
لا بد من بتر اليدين,.
أواه,, ما اقسى الطبيب؟!.
* * *
أبتي اتوب
وعداً علي بأن اتوب
من كل انواع الذنوب
ان كان لي
في هذه السن الصغيرة
من ذنوب؟!.
بابا اعد لي ما فقدت
كفاي,, أين هما
اعدهم يا أبي
ما عدت ألعب في الشوارع بالكرة
ولسوف تبصرني المؤدب
والدؤوب
وعداً عليَّ اذا اعدتهما الي
الا ترى مني سوى ما ترتضيه
بابا ولكن لا مجيب
بابا وتنهمر الدموع؟!
فلا مجيب سوى النحيب,.
ولقد اثبتت التجارب العامة والدراسات التربوية والنفسية الآثار المدمرة للقسوة التي يجدها الانسان في طفولته وما قد تؤدي اليه من مشاعر حاقدة ضد المجتمع بل وضد الأهل انفسهم وكم من الجرائم كان وراءها تربية قاسية وحرمان وتعذيب للطفولة وتزداد مساحة العذاب عندما ينشأ الطفل وسط اليتم او في رعاية زوج ام او زوجة اب بعيداً عن والده او والدته بسبب الوفاة او الطلاق وفي جميع الأحوال فان العقاب البدني المبرح لا يؤدي الى خير ابداً حتى لو ظن الجاهلون غير ذلك، وقد ينتج عنه مخاطر واذى غير محمود وربما عاهات جسدية دائمة في لحظة غضب لا يرعوي ويظل الطفل يسأل ويتساءل: لماذا عوقب على لهوه البريء او شقاوته المنطلقة وربما لا يجد جوابا الا المزيد من الصفعات!!.
أخطاء وتصويبات
عهدي بالمصححين العاملين في جريدة الجزيرة انهم قديرون على القيام بمهامهم خير قيام وقراءة وفك طلاسم اردأ الخطوط والخيوط ولكن يبدو ان رداءة خطي قد فاقت كل التوقعات حتى ان عدداً لا بأس به من الأخطاء قد صحب مقالي المنشور في طباق وجناس يوم الاثنين الماضي وحيث ان معظم الأخطاء وقعت في ابيات الشعر,, والشعر حساس لا يحتمل الاخطاء فقد بدا لي ان اشير الى ما وقع حرصا على مشاعر القارئين والقارئات والشعراء اصحاب تلك الأبيات,, الاحياء منهم والأموات!.
ومن هذه الأخطاء ان كلمة (صحت) من الصحو قد نشرت (صمت) من الصمت في شطر بيت لنزار القباني:
أمجادها وصحت قرون سبعة .
وفي عجز البيت نفسه نشرت كلمة العينين هكذا العيني فانكسر البيت وخاطره وتذكرنا القصر العيني بمصر؟!.
وفي بيت الشاعرة الأندلسية التي وصفت احد اودية الاندلس بدلت كلمة لفحة الى نعمة وشتان بين المعنيين فالشاعرة تقول: وقانا لفحة الرمضاء وادٍ وفي رواية اخرى لعلها الأصح وقدة وكلاهما تدل على الحر الشديد والتيار الهوائي الساخن ولكن البيت نشر واصفاً الرمضاء بأنها نعمة!
لذا لزم التنويه!!.
مطبوعات مهداة
تسلمنا مؤخراً عدداً من المطبوعات المهداة التي نشير الى عناوينها شاكرين لاصحابها هداياهم القيمة ومن هذه المطبوعات مجلة الاعجاز العلمي التي تصدر عن هيئة الاعجاز العلمي في القرآن والسنة برابطة العالم الاسلامي ويرأس تحريرها الكاتب الصحفي الاستاذ الدكتور صالح بن عبد العزيز الكريم.
وفي العدد الجديد من المجلة العديد من الموضوعات العلمية الاعجازية منها موضوع تسبب الرضاعة الصناعية في اصابة الاطفال بالسكري واكتشاف جرثومة جديدة في لحم الخنزير وغيرها من الموضوعات المفيدة الهامة,, وعدد جديد من مجلة الأمن الصادرة عن الادارة العامة للعلاقات والتوجيه بوزارة الداخلية ويحمل عناوين عن السياسة الاقتصادية المطلوب تفعيلها لسعودة فرص العمل في القطاع الخاص وسبل المحافظة على البيئة من التلوث وملف وثائقي عن الدورة التثقيفية الرابعة للمطوفين التي تنظمها وزارة الحج مركز تدريب العاملين في الحج والعمرة برعاية امارة منطقة مكة المكرمة، وآخر عدد صدر من مجلة التأمينات الاجتماعية وفيها رصد لاخبار مؤسسة التأمينات الاجتماعية وشرح بعض مواد النظام الذي نأمل ان يتغير الى الافضل قريباً!.
ومن مصر جاءنا عدد جديد من ملف حصاد الفكر الذي يصدر عن مركز الاعلام العربي بالقاهرة ويحتوي على رصد سياسي واجتماعي واعلامي لأهم واحدث الكتب العربية والاجنبية الصادرة حول الشؤون العربية والاسلامية باقلام عدد بارز من المفكرين العرب ومن المركز نفسه وصلنا العدد السادس من مجلة القدس وهي عبارة عن تقرير شهري يرصد ويحلل تفاعلات القضية الفلسطينية محلياً واقليمياً ودولياً باقلام عدد من كبار المعنيين بالقضية العربية الاولى، واهداني الدكتور فضل كلود الدكو مدير مكتب رابطة العالم الاسلامي في نيجيريا كتابه الذي يحمل عنوان الثقافة الاسلامية في العصر الذهبي لامبراطورية كانم من 600 - 1000ه واخيراً هذه نسخة من مجلة دار الحديث الحسنية وهي مجلة علمية سنوية تعنى بشؤون الفكر الاسلامي وتصدر عن الدار التي تتخذ من الرباط بالمغرب مقراً لها ويرأس تحريرها الشيخ الدكتور محمد فاروق النبهان.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved