* تحقيق: احمد سعيد العُمري:
في ظل تغيرات العصر وتقلباته وحدوث الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية وتأثيرها البالغ على صحة الفرد, ومايحدث بسببها من امراض القلب والأوعية الدموية مبكراً وأمراض اخرى متعددة كالسرطان والرئة والصداع وغيرها فإن الفحص الطبي الشامل اصبح ضرورة للوقاية والحماية للانسان انطلاقا من مبدأ الوقاية خير من العلاج ليعرف بالضبط حالته الصحية.
الجزيرة التقت بالدكتور صلاح الدين عبد الفتاح ماجستير الامراض الباطنية لالقاء الضوء على اهمية الفحص الطبي الشامل.
الوباء الاعظم
وتحدث الدكتور صلاح قائلا: ان امراض القلب والاوعية تمثل الوباء الاعظم للبشرية حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية إذ وصل عدد ضحاياها إلى عشرات الملايين سنويا وهو عدد كبير فعلاً مقارنة بضحايا امراض السرطان والإيدز مجتمعين, ولقد خرجت جامعة اكسفورد بنظرية مفادها ان السبب في انتشار امراض القلب وارتفاع ضغط الدم ومضاعفاتها بين الشباب والرجال في مرحلة نصف العمر مرتبط بتلك العوامل,ومن هذا المنطلق يجدر بنا في عصرنا هذا ان نكرس المزيد من الاهتمام لموضوع الفحص الطبي الشامل وذلك بسبب ماتخلفه العوامل والضغوط الاجتماعية والاقتصادية والنفسية من آثار على الصحة العامة للفرد كان من نتيجتها ظهور أمراض القلب والاوعية الدموية مبكراً ومن المخيف ان هذا العدد أخذ في الازدياد رغم التطور الكبير في وسائل العلاج الكيميائية والدوائية والجراحية، ويعزو الخبراء هذا إلى العوامل النفسية والبيئية والمهنية إضافة الى انتشار التدخين بأنواعه لاسيما بين الشباب ويضيف د, صلاح حديثه قائلا: ونظراً لأهمية الاكتشاف المبكر لهذه وتلك الأمراض برزت الأهمية الكبرى للفحص الطبي الشامل والذي سيعطي في وقت مبكر صورة واضحة عن حالة الأجهزة الحيوية بجسم الإنسان مما سوف يسهل ولاشك على المريض والطبيب معاً التعامل مع المرض في مهده ويقي المريض من المضاعفات الخطيرة التي قد تنتج عند اكتشاف المرض في حالة متأخرة.
خطوة وقائية
بينما يرى محمد مساعد عبد الله الزهراني - فني عمليات بوزارة الصحة- ان الفحص الطبي الشامل يؤدي خدمة وقائية وتثقيفية علاجية إلى جانب مساعدة المريض على تجنب الأمراض الخطيرة ومضاعفاتها.
فطبيب الفحص الشامل كما يقول زهراني عندما يفحص المريض فهو يتلمس حاجة طالب الفحص والاستماع الى شكواه الأساسية وذلك عند الزيارة الأولى ومن ثم يقوم بإعطائه فكرة عن هذه البرامج والإجابة عن اي استفسار يتعلق بها ومن ثم عرض اقتراح البرامج المناسبة للفحص والذي اوصي به ان هذا الفحص له اهميته القصوى وعلى الفرد ان يقوم بفحص نفسه فحصاً طبياً شاملاً كل عام ليضمن لنفسه حياة سعيدة لتحسين نوعية الحياة التي يحياها فالصحة تاج على رؤوس الاصحاء لايراه إلا المرضى.
آراء في الفحص الشامل
المهندس محمد أحمد سعيد العُمري أحد منسوبي ارامكو السعودية قال عن هذا الموضوع: انني ولله الحمد حريص على إجراء الفحص الطبي الشامل لي ولأسرتي كافة كل عام لتلافي اي عارض او مرض لاحد افراد الاسرة ومن خلال الفحص الطبي الشامل تطمئن على صحتك ووظائف الجسم المتعددة كوظائف الكبد والكلى والقلب ويكون الفحص شاملاً لتخطيط القلب والفحص الاشعاعي للصدر وتحاليل الدم وغيرها وبعرض هذه الفحوصات على استشاري الامراض الباطنية تشعر بالراحة والاطمئنان على صحتك وصحة افراد اسرتك ودولتنا المملكة العربية السعودية لم تبخل بشيء على المواطن بل انها تسعى جاهدة من اجل صحة افضل للمواطن, ويتحدث الينا محمد بن علي الزهراني مدرس بمتوسطة ضرار بن الازور بتعليم جدة عن الفحص الطبي الشامل فيقول: كنت اتخيل ان الآلام الطفيفة والعنيفة احيانا والتي اشعر بها اثناء مزاولتي لمهام عملي اليومي مرض عادي قد يمر بسلام وان الصداع الذي اصاب به غالباً أمر عادي مع انني ابلغ من العمر 35 عاما إلا انني اعاني من آلام بالرأس وصداع وعدم الرؤية بوضوح ففكرت بجدية في إجراء الفحص الطبي الشامل فأجريت هذا الفحص في الوقت المناسب حيث اكتشفت اصابتي بضعف في البصر, ونظراً لأنني ايضاً احد المدخنين كان لابد لي من أن اقف على مدى كفاءة الرئة والإقلال من التدخين او التوقف عنه.