Sunday 11th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 27 ربيع الاول


من قلبه المحترق,, الممثل إبراهيم السدرة يقول
الهويمل أهمل المواهب والأوراق بالجمعية
مسرح القصيم متذبذب وغير متطور
هذا المؤلف لا يكتب إلا نصائح الكبار للصغار

الفن المسرحي هو احد الفنون الخيرة والرائعة التي تدعو النفس البشرية الى متابعته وملاحقته ذلك لانه ببساطة يعبر عن واقع حياة ذلك الانسان وتجاربه وثقافته,, والمسرح السعودي مازال يحتاج إلى الكثير من العوامل التي يرتكز عليها البناء المسرحي ليصل إلى افضل المستويات.
والمسرح في القصيم مر بمراحل مختلفة ومتذبذبة ولم يشهد ذلك المسرح اي تطور,, وإن كانت هناك بعض المحاولات للنهوض به إلا انها لم ترتق للمستوى الذي يرضي الطموح لدى الجميع سواء كانوا من الممثلين المنتمين للجمعية او حتى الجماهير التي تبحث عن عمل يزيل غبار الاتربة المتراكمة على مقاعد مسرح الجمعية في بريدة والموجود في استاد مدينة الامير عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية في بريدة,, حتى ان اخر مسرحية تم عرضها,, (سعيد في أمريكا) الغيت بعد ان عرضت مرتين فقط بسبب عزوف الجماهير عن الحضور والممثلون المشاركون في المسرحية ينحون باللائمة على الجمعية التي لم تهتم بالدعاية الاعلامية للمسرحية لحضور الجماهير مما اصابهم باحباط شديد جداً رغم رغبتهم الاكيدة في تقديم عمل مشرف يعكس واقعهم وحماسهم الشديد في تطوير العمل المسرحي والنهوض به,, بينما قد ترى الجمعية ان اقامة عمل مسرحي في القصيم يبدو شيئا صعبا لعدم وجود الجماهير,, ولاشك ان الجماهير تبحث عن العمل المميز حتى تتمكن من الحضور والتواجد بكثافة كماحصل قبل 12 سنة حينما عرضت الجمعية مسرحية الخرايز التي نجحت نجاحا كبيرا وعرضت عدة مرات وكانت صالة العرض تمتلئ بالجماهير والسبب قوة العمل والدعاية المناسبة له.
والسؤال ما الذي اعاد المسرح في القصيم إلى الوراء هل هو اهمال الجمعية ام عدم وجود الممثلين الجيدين القادرين على جلب الجماهير ام ان الجمهور نفسه لا يرغب في الحضور,, إذا عرفنا ان المسرح القصيمي يبرز كثيرا في المهرجانات وبالذات في مهرجان الجنادرية عندما حقق ابناء القصيم مراكز متقدمة في التقييم ونالت المسرحيات المقدمة رضا الجماهير التي حضرت بكثافة,, ولتسليط الضوء على هذا الموضوع كان لابد من استضافة احد عناصر الجمعية وهو الممثل المتحمس إبراهيم السدرة الذي فتح قلبه المملوء بهموم المسرح في القصيم وتحدث بصراحة متناهية بحثا عن ايجاد الحل المناسب والتدخل السريع من قبل المسؤولين لاعادة المسرح ليقف على قدميه مرة اخرى فتعالوا معنا لنغوص في اعماق (السدرة) ونعرف منه الامور الكبيرة التي ظلت تخفى على الجماهير فماذا قال:
في المعهد !!
* في البداية حدثنا عن وضعكم كممثلين في جمعية الثقافة والفنون في القصيم وما دوركم في تطوير العمل المسرحي؟
نحن ثلاثة اجيال في مسرح الجمعية,, الجيل الاول كنت اتمنى لو عشت مع هؤلاء الجيل مثل أحمد الهويمل وخالد الضبيب والمرحوم محمد البرهاء ومحمد عبداللطيف والسبب ان هؤلاء كانوا متحمسين جدا رغم الصعوبات التي واجهتهم ثم جاء جيل ثان وهم محمد الفايز وإبراهيم النيان وفهد القيض وعبدالله الصقر ومنصور السدرة ومناحي المناحي وصالح الصقعبي الذي عاش كل الاجيال واعتبره استاذا لي رغم عدم عملي معه.
ثم جاء الجيل الاخير الذي يحاول احياء المسرح مثل عبدالعزيز الغنيم وغنيم الغنيم ونايف الشدوخي وتركي البشري وسعيد السعيد والوجه الجديد الناشئ عادل الجارالله الذي اتوقع له مستقبلا كبيرا في عالم المسرح وايضا من المؤلفين ماجد البشري.
* لماذا تجاهلت الحديث عن المؤلف المعروف محمد الهويمل؟
- لأني اشعر انه وقف او يريد ان يقف عن الكتابة ولعله جف عن التعبير,, ولا أدري ما هي نظرته للمسرح وللممثلين,, فهو ينظر للممثلين من الجيل الاخير نظرة غريبة وكأنه غير مقتنع بهم تماما وقد يكون لديه شعور ان غياب الممثلين القدامى عن التمثيل اضعف من وجوده وقناعاته فاصبح لا يقوم بالكتابة والتأليف لانه يرى انه لا يوجد ممثلون قادرون على نقل مؤلفاته الى الجماهير بالصورة التي يرغبها,, أنا اعتقد ان نظرته خاطئة فالحياة مستمرة والتغيير مطلوب ولا يمكن ان تحكم على اي ممثل إلا من خلال اتاحة الفرصة,, وأقولها اعطونا الفرصة ثم احكموا على امكانياتنا,, اما ان تحكم على الممثل,, او المؤلف من اول مرة فهذا حكم جائر, اتاحة الفرصة شيء مطلوب لتقييم ممثل قادم للساحة وهذا الشيء نفتقده كثيرا لانهم يريدون ممثلين جاهزين ومحترمين دون ان يكلفوا انفسهم عناء الصبر والتحمل حتى يظهر جيل جديد وقوي قادر على نقل المسرح بالصورة الرائعة التي قد تكون افضل من الاجيال السابقة بمعنى (يجب ان نتطور لا ان نعود!!) والجمعية للاسف تحتكر عناصر معينة فقط في التأليف,, فمثلا (محمد الهويمل) فقط هو الذي يقوم بكتابة النصوص وكأن ما في هالبلد,,, إلا هالولد,, وهذا يعطل تطور المسرح لان الهويمل واحد والتركيز على شخص يقلل من امكانية التنويع.
والهويمل للاسف الشديد يكتب نصوصه ويحدد لها اشخاصا معينين ونصوصه مكررة جدا فقط التغيير في الحوار وهذا قتل المسرح!
وأيضا قتل كثيرا من الممثلين الذين لا يرغبهم الهويمل,, رغم ان محمد الهويمل قدم اعمالا رائعة ولا يمكن ان ننكرها احقاقا للحق مثل مسرحية شلة عطا الله ، الخرايز ، اعيال المرحوم لكن فكرة كتابته تعتمد على الكبير ينصح الصغير !!
وهناك مشكلة في ان الاعمال المسرحية محدودة جدا وتركز الجمعية على عمل واحد فقط رغم ان هناك امكانية لتوزيع المردود المادي على اكثر من عمل وتلك الاعمال لا تعرض بصورة مستمرة,, فترات مؤقته فقط ثم ترمى بالادراج.
* وماذا تريد من الجمعية ان تعمل؟
- أريد ان تكون الاعمال المقدمة محفوظة في ذاكرة الجماهير بحيث يتم عرضها في كثير من المناسبات والمهرجانات,, لتقدم الجمعية نفسها بطريقة صحيحة,, كما يحدث في الجمعيات الاخرى التي تزخر بالاعمال الكثيرة والتي تعرض في مناسبات متعددة.
* قد ترى الجمعية عدم وجود المواهب المناسبة من الممثلين؟
- جمعية القصيم زاخرة بالممثلين المبدعين والمتحمسين لكنهم فقط يحتاجون لكثير من الفرص والتي تحجبها الجمعية بسبب اهمالها الشديد وعدم الرغبة في التطوير,, بمعنى انهم يمارسون العمل الاداري بشكل روتيني فقط,, البحث عن التطور هو آخر شيء يمكن ان تفكر به الجمعية,, لانهم لايريدون العمل,, واقامة مسرحيات متعددة قد تسبب لهم ارهاقا نفسيا وماديا!!
* وهل ترىان الجمعية لديها امكانيات مادية تستطيع من خلالها تسيير عمل المسرح بالشكل المطلوب؟
لقد عرضنا عليهم فكرة ناجحة بدون ان نعتمد على الماديات لكنهم للاسف رفضوها,, وهي اننا نعرض اعمالنا على دار التربية الاجتماعية وبعض المؤسسات وابدى الممثلون استعدادهم للعمل دون مقابل,, وبملابسنا الخاصة وهي لا تكلف شيئا,, واحب ان اقول اننا لا نريد منهم اعطاءنا المادة نحن نحتاج إلى التشجيع المعنوي واتاحة الفرصة لنا في ابراز امكانياتنا ومواهبنا وممارسة هوايتنا بالشكل المطلوب نريدهم ان يشعرونا بحماس في ايجاد عمل مسرحي متميز.
* لكن قد يكون هذا رأيك الشخصي بينما هناك بعض زملائك يرغبون في الدعم المادي؟
- لا فالجميع من زملائي يفكرون بنفس الاسلوب ولا يرغبون في المردود المادي,, لاننا نحتاج إلى الخروج امام الجماهير قبل ان نفكر في ان يكون التمثيل بالنسبة لنا احترافا نحصل من خلاله على المادة,, كل الممثلين الذين حضروا للعمل المسرحي كان هدفهم الاساسي هو ممارسة الهواية وتقديم عمل مسرحي جيد يعكس الواقع الذي تعيشه المنطقة.
* ألا يوجد مؤسسات اخرى يمكن لها مساعدتكم بدلا من انتظار دور الجمعية؟
- نعم, بعض الاندية في المنطقة عرضت علينا فكرة تبني العمل المسرحي ومنهم نادي الرائد,, حيث اجتمعنا برئيس النادي الاستاذ ابراهيم الربدي الذي اكد انه مستعد لدعمنا حتى نقوم بتقديم عمل باسم النادي ونسعى الآن لأن نقدم اعمالنا بدون انتظار دعم الجمعية.
دعم أمير القصيم
* إذا كانت الجمعية لم تساعدكم فكيف شاركتم في مهرجان الجنادرية؟
- نحن شاركنا باسم الجمعية فقط لكننا وجدنا دعما كبيرا من امير المنطقة صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن بندر الذي وقف معنا وسهل من مهماتنا ورفع معنوياتنا لنقوم بأداء ذلك العمل حيث كنا عند حسن ظن سموه في تقديم عمل رائع خلال مشاركتنا في كثير من المهرجانات لجمعية الثقافة والفنون.
* لكن الجمعية تفتقد للممثل المتميز مما قد يكون سببا في عدم وقوفهم معكم في اداء هذه الرسالة؟
- بالعكس المسرح في القصيم قدم كثيرا من الاسماء الرائعة التي فرضت وجودها في الساحة,, امثال عبدالله المزيني الذي خرج إلى عالم التمثيل وانطلق بعد ان ابتعد عن الحواجز التي كانت قد عملتها الجمعية,, وهناك اسماء اخرى برزت لانها ابتعدت عن المنطقة وهذا دليل اكيد على وجود المواهب لكنها تفتقد التشجيع امثال أحمد العبيد وأحمد الدخيل الله الذي نجح في التمثيل والاخراج.
* لكن قد تكون الجمعية تعاني من عدم وجود دعوات خاصة بالمشاركة وهذا يجعل المسؤولين يصابون بنوع من الاحباط؟
- هذا غير صحيح لقد تم دعوة الجمعية في كثير من المناسبات للمشاركة ويردون على هذه الدعوات بالرفض وتقديم مبررات غير صحيحة وليست مقنعة هروبا من العمل فقط وكان الواجب على الجمعية ان تقوم بالاجتماع بالممثلين وسؤالهم عن امكانية المشاركة من عدمها وإذا ابدى الممثلون عدم قدرتهم يمكن للجمعية ان ترد بالرفض اما إذا كان لديهم الاستعداد فتتيح لهم الفرصة في المشاركة,, لكن الجمعية ترفض لعجزهم الاكيد عن اداء عملهم بالشكل المطلوب فقد تم دعوتنا لمهرجان (مسقط) ورفضت الجمعية المشاركة لتضيع علينا فرصة ذهبية للمشاركة باسم الوطن,, اسم المنطقة,, كما جاءت دعوات أخرى من ينبع للمشاركة في المهرجان الصيفي,, وكنا ننوي المشاركة في مسرحية الضرس وعلى مستوى الفنون الشعبية ايضا ترفض الجمعية مشاركتها.
* انت تتهم الجمعية بالتقصير رغم تقديمها اعمالا كبيرة امثال الخرايز ، إعيال المرحوم ، جنون الاذكياء ، تغريبة القوافل المطر وغيرها من الاعمال كيف يكون ذلك؟
- هذه الاعمال قدمت من خلال ادارة الاستاذ علي الخليفة الذي كانت له بصمات كبيرة في الجمعية وعندما بدأت الجمعية تأخذ طريقها للنجاح ابتعد الخليفة لتضيع الجمعية التي تقوم بادارتها الآن عبدالرحمن الجارالله الذي لم يوفق في تسيير دفة النادي على من سبقه عبدالله الوابلي الذي لم يقدم شيئا يذكر إلا انه حاول واجتهد نوعا ما ولكن!!
* ماهو نصيب الطفل في اهتمامكم؟
- الحقيقة ان الجمعية اهملت الكبار فما بالك باعمال الصغار,, وهناك ممثل لم يتجاوز عمره خمسة عشر عاما وهو رائد التويجري الذي اعتبره موهبة كبيرة لا تقدر بثمن ويحتاج فقط للفرص وعندها سيكون واحدا من ابرز الممثلين,, وقد حقق المركز الاول لموسمين متتاليين كأفضل ممثل,, وأنا من خلال الجزيرة الفنية ادعو إلى الاهتمام بالطفل فهو اكثر من يحتاج إلى الاعمال المسرحية وادعو الجمعية إلى الاهتمام بالعمل المسرحي وجذب الجماهير إلى الصالة لمشاهدة العروض,.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved