Sunday 11th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 27 ربيع الاول


فيما أثبت الالتزام فعاليته
أسعار البترول تزحف بقوة نحو أهدافها وتعاكس توقعات الخبراء والمنتجين

* الدوحة - صالح الاشقر - رويترز
فاقت اسعار البترول كل التوقعات التي كان العديد من وزراء منظمة الاوبك وخبراء البترول من خارج المنظمة قد اعلنوها في اوقات سابقة وانحصرت توقعاتهم عل اساس اسعار تتراوح ما بين 17 و20 دولارا للبرميل وذلك خلال الفصل الرابع من العام الجاري بشرط التزام الجميع بالتخفيضات المقررة.
ولم يكن متوقعا ان تسجل اسعار البترول مستويات الارتفاع التي بلغتها خلال الاسبوع الاول من شهر يوليو الجاري وهو بداية الفصل الثالث من العام فقد بلغت اسعار سلة الاوبك يوم الخميس الماضي 17,79 دولارا للبرميل فيما بلغت اسعار نفط برنت المستخرج من بحر الشمال حوالي 18,64 دولارا للبرميل.
وكان المتوقع لهذه الاسعار ان تسجل المستويات التي بلغتها حاليا بعد ثلاثة اشهر اي في بداية شهر اكتوبر القادم وهو بداية الفصل الرابع والاخير من العام والذي عادة ما يشهد هذا الفصل زيادة الطلب على البترول ومن ثم ارتفاع الاسعار.
ومن دون شك فان ما تشهده السوق البترولية خلال هذه الايام من التحسن يعتبر مؤشرا ايجابيا خاصة وانها اتت في وقتها المناسب لدعم موازنات الدول المنتجة التي تعاني معظمها عجوزات كبيرة.
وقالت وكالة الطاقة الدولية امس الجمعة ان التخفيضات الانتاجية التي تطبقها منظمة اوبك ستسفر عن انخفاض كبير على غير المعتاد في حجم المخزون العالمي من النفط خلال الربع الثالث من العام الجاري.
واضافت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط العالمية ان ما اسمته بالقيود التي فرضتها اوبك على الامدادات ونجحت في زيادة الاسعار خلال الاشهر الاخيرة من ادنى مستوىشهدته هذه الاسعار منذ نحو 22 عاما ستؤدي الى انخفاض المخزونات العالمية بما يعادل 1,6 مليون برميل في اليوم.
واعتبر تقرير وكالة الطاقة الدولية السحب من المخزون بهذا الحجم امرا غير عادي خاصة في فترة الربع الثالث من العام الذي شهدت فيه المخزونات زيادة لم تشهدها منذ فترة تصل الى قرابة 12 عاما مضت.
وتوقعت الوكالة ان يشهد المخزون سحب كميات اكبر تصل الى 3,2 مليون برميل يوميا خلال الربع الاخير من العام الجاري اذا استمر التزام الدول الاعضاء في اوبك وعدد من الدول المنتجة في الالتزام بالتخفيضات التي تقررت في مؤتمر مارس الماضي والبالغ حوالي 2,5 مليون برميل يوميا.
لكن التقرير اضاف ان السحب بكميات كبيرة وبهذا الحجم امر مستبعد لان ارتفاع الاسعار سيغري بعض المنتجين بزيادة الانتاج مما يؤدي الى زيادة في المعروض لابأس بها.
ورغم ان تقرير وكالة الطاقة الدولية ادعى ان منظمة الاوبك حددت لنفسها سعرا مستهدفا يتراوح بين 18 دولارا و20 دولارا للبرميل من نفط مزيج برنت القياسي الا ان ذلك الادعاء غير صحيح.
والمعروف ان عددا من وزراء الاوبك كانوا قد توقعوا بعد اتفاق مارس مباشرة ان يرتفع سعر البرميل الى 17 دولار واخر قال حوالي 19 الا ان المهندس على ابراهيم النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية السعودي كان الوحيد الذي توقع في حينه ان تتراوح هذه الاسعار بين 18 و20 دولارا للبرميل, ونص اتفاق مارس الماضي على الاستمرار في التخفيض البالغ 2,5 مليون برميل يوميا.
من السقف الكلي لمنظمة الاوبك الذي كان حوالي 27,5 مليون برميل يوميا عدا العراق وذلك حتى مارس من العام القادم.
ومن جانبها قالت منظمة اوبك امس الاول الجمعة ان سعر سلة خدمات اوبك السبعة قفزت من حوالي عشرة دولارات للبرميل في الاشهر الاولى من العام الجاري الى حوالي 17,79 دولار للبرميل يوم الخميس الماضي وهو ما لم يكن متوقعا في مثل هذه الفترة.
وتضم السلة خام صحاري الجزائري وميناس الاندونيسي وبوني الخفيف النيجيري والخام العربي الخفيف السعودي وخام دبي وتياخون الفنزويلي وايستموس المكسيكي.
وكان وزير الوقود والطاقة الروسي فيكتور كاليوجني قد قال في مؤتمر صحفي امس الاول الجمعة ان روسيا ستخفض صادراتها من النفط بمقدار 2,8 مليون طن وهو ما يعادل نحو 225 الف برميل يوميا في الربع الثالث من العام غير انه لم يحدد ما اذا كان يشير الى صادرات النفط الخام فقط ام الى النفط الخام ومنتجاته.
واضاف ان روسيا التي تعهدت في وقت سابق لعدد من الدول المصدرة للنفط بخفض صادراتها في الربع الثاني اوفت بتعهداتها رغم ان صادرات الربع الثاني من جميع جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق بلغت خلال هذه الفترة أعلى مستوى لها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.
وقدرت بيانات الوزارة الروسية حجم صادرات الربع الثاني بنحو 2,65 مليون برميل يوميا.
ومن العوامل الجديدة التي ستعمل على ارتفاع الاسعار خلال الفترة المقبلة اعلان شركة ارثر اندرسون الاستشارية ان عمليات التنقيب البحرية في بريطانيا وتقييم الاحتياطيات انخفضت بدرجة كبيرة في النصف الاول من هذا العام فتراجعت عمليات الحفر بنسبة 54 في المائة عن مستواها في الفترة نفسها في العام الماضي وهو ادنى مستوى منذ عام 1983.
وقالت ارثر اندرسون في تقريرها نصف السنوي انه بدأ حفر 17 بئرا في النصف الاول من هذا العام فيما يمثل انخفاضا عاما في النشاط وهذا اقل بنسبة 54 في المائة من 41 بئرا في النصف الاول من عام 1998.
واضافت الشركة البريطانية ان ثماني ابار استكشافية استكملت خلال الربع الثاني من العام عثر في ثلاث منها على مواد هيدروكربونية وشهدت عمليات الحفر المجمعة في النرويج وهولندا والدنمارك زيادة طفيفة في الربع الثاني بعد التباطؤ الذي شهدته في الربع الاول من العام الجاري.
وتم تداول خام برنت يوم الجمعة الماضي لتعاقدات شهر اغسطس القادم بسعر 17,93 دولار للبرميل بانخفاض 31 سنت عن سعره اول امس الخميس عن مستوى 18,64 دولارا.
ومن العوامل التي ادت الى ارتفاع سعر تعاقدات اغسطس على خام برنت اول امس الخميس صدور تقرير لمعهد البترول الامريكي بين سحبا قدره 4,4 مليون برميل من مخزون البنزين الامريكي اسبوعيا.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved