Sunday 11th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 27 ربيع الاول


ماذا قالوا عن شخصيته؟
أوبك تختار أميناً عاماً جديداً

* لندن - وليام ماكلين - رويترز
مطلوب امين عام جديد لمنظمة البلدان المصدرة للبترول اوبك التي يتزايد من جديد تأثيرها على الاقتصاد العالمي.
وسيتعين على من يفوز بالمنصب تحمل ان تنحيه الدول الاعضاء جانبا في بعض الاحيان لتتقاتل فيما بينها من اجل فرض اسلوبها.
وتشمل مهام منصب الامين العام ومقره فيينا الادارة وتنظيم المؤتمرات والوساطة والدبلوماسية.
ويقول بعض من تولوا المنصب من قبل ان سمات الشخص المناسب تشمل القدرة على تحمل التوترات وانكار الذات والتمتع بخبرات اقتصادية وان تكون له علاقات واسعة مع المسؤولين في قطاعات النفط.
فالذين يتسمون بالفظاظة في التخاطب والافراط في الذاتية قد يواجهون صعوبات في تحمل اعباء هذا المنصب, اما الذين يتسمون بالهدوء فهم من ينعمون بالاشادة إذا ما رأسوا المنظمة التي لم تعرف أبدا برباطة الجأش.
وقال فاضل الجلبي وهو عراقي تولى منصب القائم بأعمال الامين العام لاوبك خلال الفترة من 1983 إلى 1988 لرويترز ان هذا المنصب شاق ومرهق للغاية.
واضاف: واجهتني مشكلات عديدة لانني كنت احتفظ بأفكار خاصة وكنت اتحدث عنها, وكنت كثيراً ما أواجه تأنيبا من العديد من الدول, فهناك دائما من لا يرضى عما تقول.
ومن المتوقع ان يتم تغيير الامين العام في سبتمبر/ ايلول المقبل عندما تنتهي فترة ولاية النيجيري ريلوانو لقمان الذي يتولى المنصب منذ يناير 1995م الذي عين في مايو الماضي مستشاراً للطاقة في الحكومة النيجيرية المدنية الجديدة.
وتقدمت المملكة العربية السعودية اكبر منتج ومصدر للنفط في العالم بمرشح سعودي للمنصب, ولدى ايران مرشح آخر وربما يظهر مرشحون من دول أخرى في محاولة للعثور على شخص ترضى عنه جميع الاطراف.
ويتولى الامين العام لأوبك المنظمة المسؤولة عن 60 في المائة في صادرات العالم من النفط من مقرها في العاصمة النمساوية ويكون مسؤولا عن وزراء نفط الدول الاحدى عشرة الاعضاء.
وربما كانت فترة تولي الاندونيسي سوبروتو لهذا المنصب من عام 1988 إلى عام 1994 هي اكثر الفترات صعوبة.
فقد قاد المنظمة في الفترة التي غزت فيها القوات العراقية الكويت واحتلتها عام 1990 في اعقاب خلاف على سياسة نفطية, وقام تحالف بقيادة الولايات المتحدة باخراج القوات العراقية من الكويت عام 1991م.
وقال سوبروتو ان استخدام المهارات الدبلوماسية أمر حيوي وليس فقط في محاولات الوساطة بين الدول الاعضاء.
وأضاف المنصب اقرب إلى منصب السفير, فالامين العام يمثل المنظمة, وتابع يتعين اقامة علاقات وثيقة مع الدول المنتجة للنفط من خارج اوبك والدول المستهلكة للنفط.
ولكن يشك بعض الخبراء في ان يكون مازال لهذا المنصب اي اهمية خاصة.
ورغم ان اوبك ربما لا تستعيد أبدا المكانة التي اكتسبتها في السبعينيات إلا انها هذا العام كرست دورها كمنظمة مستعدة للتدخل بنشاط في اسواق النفط العالمية,, وارتفعت اسعار النفط العالمية نحو ثمانية دولارات للبرميل عن ادنى مستوياتها منذ 22 عاما لتصل إلى ما يزيد على 18 دولارا للبرميل.
ولكن الظروف قد تتضافر للتقليل من اهمية منصب الامين العام.
ويقول الجلبي: إذا سألتني عما إذا كان هذا المنصب مازال يحتفظ بأي معنى سأجيب على الفور بالنفي.
واضاف لقد تم فعليا التقليل من شأن هذا المنصب.
وقال مسؤولون من داخل المنظمة انه رغم تأييد لقمان لخطة خفض الانتاج التي اعدتها اوبك مع عدد من المنتجين من خارجها إلا انه لم يقم بأي دور جوهري في حشد المنتجين.
وارجع الفضل في ذلك الى مجموعة من الوزراء اتفقوا على خفض الانتاج خلال سلسلة من الاجتماعات السرية.
كما ارجع الفضل الى عدد من رؤساء الدول الذين دعموا الارادة السياسية لهذه الخطة التي اكدت ان أوبك ابدت التزاما غير معهود في تنفيذ الالتزامات.
كما ان تحالف المنظمة مع كبار المنتجين من خارجها مثل المكسيك والنرويج دعم مكانتها, ودعت فنزويلا إلى عقد قمة احتفالية لرؤساء الدول الاعضاء في أوبك.
وقال الجلبي: هذه هي أوبك الجديدة,, الاتفاقات تتم في احاديث جانبية او اتصالات تليفونية بين رؤساء الدول, انها ليست اوبك التي عرفتها وعايشتها.
وأضاف: لذلك فهم يحتاجون الى شخص باهت تماما لا يمكنه اتخاذ موقف ويحاول ارضاء الجميع.
وتابع إذا اردت ان ترضي الجميع فلن ترضي أحداً ولن يأخذك أحد مأخذ الجد, وهذه هي معضلة هذا المنصب.
وقال الفنزويلي البريو بارا الذي تولى منصب الامين العام لاوبك في الفترة من 1992 إلى 1993 الذي سقط مبكراً ضحية للصراع على المنصب في عام 1995م ان خليفة لقمان يجب ان يكون على دراية بالاتجاهات الدولية الحديثة مثل العولمة واعادة الهيكلة الصناعية.
واضاف الأمين العام الجديد يجب ان تكون لديه رؤية حديثة وان يتفهم التغيرات وان يكون قادرا على التكيف معها, وتابع فهناك على سبيل المثال 70 دولة في العالم تتطلع إلى اعادة هيكلة قطاعات الطاقة والتحدي هو كيف يمكن ان تدار اوبك وسط هذا المناخ الجديد, ويقول بعض المحللين النفطيين انه إذا فقد يوسف يوسفي منصب وزير النفط الجزائري في تعديل وزاري جديد فسيكون مرشحا مثاليا للمنصب, وينسب الفضل إلى يوسفي بوصفه بطل انقاذ سوق النفط العالمية في كثير من الجهود التي تمت خلف الستار من اجل التوصل الى خطة لخفض الانتاج واعاد لأوبك جزءاً من مكانتها الضائعة.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved