تكتسب زيارات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام المزيد من الاهتمام المحلي والاقليمي والدولي عطفاً على شخصية سموه القيادية ودوره البارز في دفع مسيرة مجلس التعاون الخليجي فضلاً عن اهداف الزيارات التي شملت الامارات المتحدة وقطر والبحرين واخيراً الكويت (امس) وهي - الاهداف - تأكيد قوة الروابط العضوية والسياسية والثقافية والاقتصادية والتجارية والامنية والدفاعية التي جعلت من الدول الست الاعضاء في مجلس التعاون قادة وحكومات، وشعوباً اسرة عربية خليجية واحدة يضمها بيت واحد كبير متماسك البنيان، ثابت الأركان، منسجم التقاليد والاعراف والعادات.
ومن الأهداف ايضاً ترقية تنسيق المواقف في ضوء رؤية موحدة لجميع القضايا الاقليمية والدولية بحكم الثقل السياسي والدبلوماسي والاقتصادي الراجح الذي تمثله الدول الست مجتمعة فيما يتعلق بخدمة مصالحها ومصالح دول العالم المتشابكة في منطقتها ذات القيمة الاستراتيجية الحيوية.
ومن الأهداف أيضاً هدف تكريس التفاوض لغة للتعامل مع الآخرين خاصة الجارة الهامة الجمهورية الايرانية الاسلامية التي يتزايد دورها الأمني في المنطقة بالتعاون مع دول مجلس التعاون مما يدعو قادة ايران الى مبادلة حرص دول المجلس على التعاون معها بمثله وان تمد يد التعاون والتفاهم لمعالجة شتى القضايا الخلافية وفي مقدمتها قضية احتلالها الطويلة للجزر الثلاث للامارات العربية المتحدة.
وتعكس جولة سمو النائب الثاني في المنطقة وفي هذا الوقت الذي يشهد العالم فيه تحولات في المفاهيم المتعارف عليها لمعاني الاشياء والمتغيرات التي اخذت تتحكم في بلورة صيغ واساليب جديدة لبناء العلاقات الدولية، في هذا الوقت بالذات تعكس جولة سمو النائب الثاني الدور الرائد والحيوي والاستراتيجي لاعادة التضامن العربي على مستوى الساحة العربية من محيطها الى خليجها ليكون القاعدة الثابتة للعمل العربي المشترك خصوصاً مع ظهور الحاجة الى هذا التضامن بعد التغيير السياسي الذي حدث في اسرائيل بعد قيام حكومة جديدة تعهدت بدفع عملية السلام مع العرب نحو أهدافها المرسومة منذ مؤتمر مدريد عام 1992 فالدول العربية احوج ما تكون الى تضامنها السياسي والدبلوماسي لكي تحقق من عملية السلام ما تريد لمصلحة شعوبها وشعوب المنطقة في الأمن والسلام.