Sunday 11th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 27 ربيع الاول


باراك يسعى لاستعادة ثقة العرب بعملية سلام من نافذة مصر
الصحافة الفلسطينية تحذر من الوثوق تماماً برئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد

*الاسكندرية-القدس المحتلة-الوكالات
أخذ رئيس وزراء اسرائيل الجديد بنصائح مستشاريه وحلفاء اسرائيل من الغرب بان تكون مصر اولى الدول التي يزورها بعد تسلمه منصبة,, ويوم الجمعة الماضي شد باراك الرحال الى مصر، والتقى الرئيس حسني مبارك في الاسكندرية حيث عقد مباحثات معمقة تناولت عملية السلام في الشرق الاوسط.
وقد كشفت المباحثات المصرية الاسرائيلية ان الجانبين ركزا في لقائهما الاول على بناء الثقة التي تدمرت في عهد رئيس الوزراء السابق نتنياهو.
ويظهر ان باراك استطاع ان يكسب ثقة الرئيس المصري الذي عبر عن تفاؤله معتبرا ان باراك رجل ثقة على عكس سلفه بنيامين نتنياهو.
وقال مبارك في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد قبل عودة باراك: اني مفعم بالامل (,,) اعرف جيدا باراك منذ كان يعمل مع رئيس الوزراء السابق اسحق رابين واعرف نواياه ولدي امل كبير في انه سيعمل على دفع عملية السلام .
وردا على صحافي اسرائيلي سأله عما اذا كان يخشى اتخاذ باراك موقفا مماثلا لموقف سلفه قال مبارك لا اعتقد ان املنا سيخيب (مع باراك) مثلما كان الوضع مع نتنياهو .
لكنه رأى ضرورة منح باراك بعض الوقت، فترة شهرين مثلا لكي يستطيع تقويم الوضع والاستعداد لمعاودة المفاوضات المتوقفة تماما تقريبا منذ ثلاث سنوات, وقد ادلى باراك في اول لقاء له مع زعيم عربي منذ انتخابه في مايو بتصريحات مطمئنة لكنه لم يدخل في التفاصيل.
واكد مرارا تصميمه على اتباع خطى رابين الذي اغتاله متطرف يهودي في 1995 بسبب التزامه بعملية السلام، وقال ان اسرائيل تحترم مبدئيا التزاماتها الدولية لكنه رفض توضيح ما اذا كان ينوي ان يطبق على الفور اتفاق واي بلانتيشن الذي وقعته اسرائيل في اكتوبر الماضي وجمدته بعد شهرين.
ويصر الفلسطينيون، تدعمهم مصر، على تطبيق فوري للاتفاق الذي ينص على انسحابين عسكريين اضافيين من 11% من الضفة الغربية.
لكن المحيطين بباراك يؤكدون ان رئيس الوزراء يرغب في الالتفاف على اتفاق واي بلانتيشن او تعديله بهدف الانتقال مباشرة الى الوضع النهائي للاراضي الفلسطينية.
وتطالب السلطة الفلسطينية ايضا بتجميد الاستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينية وازالة المستوطنات التي بنيت خلال الاشهر الاخيرة على تلال الضفة الغربية بتشجيع من السلطات الاسرائيلية.
لكن باراك كان واضحا حول هذه النقطة عندما قال لن نبني مستوطنات جديدة لكننا لن نزيل تلك القائمة ، مضيفا ان هذه المسالة يجب ان تبت خلال مفاوضات الوضع النهائي للضفة الغربية وقطاع غزة.
وتابع باراك يجب ان نبذل جهدا جديا بدعم من جميع قادة وشعوب المنطقة لانهاء النزاع القائم بين اسرائيل والعرب منذ مئة سنة لكنه اكد انه لن يمس بأمن اسرائيل وانه سيواصل مكافحة الارهاب كل حياته .
واضاف نحن مصممون على ازالة اي عقبة لايجاد وسائل التقدم، دون تعريض امننا ومصالحنا الحيوية للمخاطر- رقصة التانغو بحاجة الى اثنين- ولااستطيع التنبو بالمستقبل .
وسبقت مباحثات باراك في الاسكندرية لقاءه المرتقب الاحد مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عند حدود قطاع غزة واجتماعه المقرر الاربعاء مع العاهل الاردني الملك عبدالله في عمان ومباحثاته في واشنطن مع الرئيس بيل كلينتون في 15 الشهر الحالي.
الالتفاف على اتفاق واي بلانتيشن
ذكرت صحيفة معاريف الاسرائيلية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد ايهود باراك يعتزم ان يقترح على الفلسطينيين التخلي عن تطبيق اتفاق واي بلانتيشن لقاء موافقة اسرائيل على اقامة دولة فلسطينية.
وستقترح اسرائيل الاعتراف بان هدف المفاوضات حول الوضع النهائي للاراضي المحتلة هو اقامة دولة فلسطينية مستقلة .
واضافت ان المفاوضات ستبدأ فورا بهدف التوصل الى اتفاق خلال الأشهر ال18 المقبلة.
وقال مسؤول اسرائيلي طلب عدم كشف هويته للصحيفة ان هذه الافكار نوقشت بين باراك ومستشاريه.
لكنه عبر عن شكوكه بان يتقدم باراك من الآن بمقترحات في هذا الشأن خلال اللقاء الذي سيعقده الاحد المقبل مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
ويأمل باراك في الالتفاف على اتفاق واي بلانتيشن او تعديله للانتقال مباشرة الى مفاوضات الوضع النهائي للاراضي الفلسطينية، حسبما ذكرت مصادر قريبة منه.
لكنه يؤكد ان تعديلا من هذا النوع لايمكن ان يتم من دون موافقة الفلسطينيين الذين يصرون حتى الآن على تنفيذ الاتفاق.
ليفي يساند سيده
وقال دافيد ليفي وزير الخارجية يوم الخميس ان (هذه الاجتماعات تهدف اساسا الى كسر الجليد وخلق مناخ حوار وثقة مشتركة, سأحاول تقليل التوقعات.
نحن والفلسطينيون سنتوصل لتفاهم بشكل مباشر ولايتعين توقع ان يسفر كل اجتماع عن نتائج مثيرة .
وقال حاييم رامون وهو عضو في مجلس وزراء باراك يوم الاربعاء ان اسرائيل ستسعى الى اجراء تغييرات في اتفاقية واي ولكن بموافقة الفلسطينيين فقط, ويطالب الفلسطينيون بان تنفذ اسرائيل الاتفاقية بالكامل بما في ذلك تسليم اراضي الضفة الغربية.
وقال ليفي لاذاعة اسرائيل (نريد دفع عملية السلام ولكن ,, ستكون هناك مشكلات, يتعين علينا الاتفاق مع شركائنا في المفاوضات على ميثاق سلوك حتى لايحدث جمود اذا ظهرت مشكلات .
ورفض اي اشارة الى ان باراك سيسعى للسلام مع سوريا مع استبعاد الفلسطينيين, وقال ان باراك يريد تحقيق تقدم مع الجانبين.
واردف قائلاً فكرة اننا من البداية سنتخلى عن هذا المسار مع الفلسطينيين من اجل البدء مع السوريين غير صحيحة.
ليس هناك مسار على حساب الآخر .
الفلسطينيون يرغبون حل جميع القضايا
من جانبه اكد امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) ان القيادة الفلسطينية لن توقع معاهدة سلام مع اسرائيل مالم تحل جميع قضايا المرحلة النهائية بشكل يرضي الشعب الفلسطيني.
واكد ابو مازن ضرورة تنفيذ جميع قضايا المرحلة الانتقالية التي لايحتاج تنفيذها من الحكومة الاسرائيلية سوى اسبوع او اسبوعين.
وقال ابو مازن في لقاء له مع قيادات حركة فتح في مدينة غزة انه لايمكن القفز على استحقاقات المرحلة الانتقالية الى مفاوضات الحل النهائي ويجب تنفيذ هذه الاستحقاقات وفي مقدمتها تنفيذ كافة بنود اتفاق الخليل ومذكرة واي ريفر بما تتضمن من اعادة الانتشار وفتح الممرالآمن والافراج عن المعتقلين والاسرى الفلسطينيين.
واضاف ان الولايات المتحدة والعالم كله يدرك الآن مدى التزام الجانب الفلسطيني بعملية السلام وتنفيذه وتمسكه بالاتفاقيات وان رفض الحكومة الاسرائيلية السابقة برئاسة بنيامين نتنياهو تنفيذها هو الذي عرقل دفع عملية السلام طوال السنوات الثلاث الماضية مما يتطلب من الحكومة الاسرائيلية تنفيذها على وجه السرعة كمدخل لدفع عملية السلام والبدء في مفاوضات الوضع النهائي.
واكد ابو مازن ضرورة مشاركة كافة القوى الفلسطينية بما فيها المعارضة في مفاوضات الوضع النهائي لانها تتعلق بالحل الدائم الذي يهم كافة ابناء الشعب الفلسطيني كما اكد اهمية التنسيق الفلسطيني العربي حول هذه المفاوضات لانها تتضمن قضايا مثل اللاجئين والقدس وتهم الدول العربية والاسلامية، وقال ان القيادة تعمل على دفع التنسيق العربي خلال المرحلة المقبلة.
المراهنة على باراك مراهنة ساقطة
اما الصحف الفلسطينية فقد تباينت وجهات نظرها ازاء الحكومة الاسرائيلية الجديدة ورئيسها ايهود باراك.
صحيفة الحياة الجديدة الشبه رسمية، وعلى لسان كاتبها فؤاد ابو حجلة في عاموده اليومي نافذة اكدت ان المواطنين العرب انقسموا بين مراهن على نجاح باراك ومتحمس لبرنامجه السلمي ومراهن على فشل الزعيم العمالي وغير مقتنع بنواياه .
وقالت الصحيفة ان الموقفين يبقيان ناقصين وغير مقنعين للفلسطيني العادي الطامح بالحرية والحالم بالاستقلال، فالرهان على اي رئيس حكومة اسرائيلي هو رهان ساقط وغير مقبول، ولم نراهن في السابق على رابين ولم نراهن على بيريز الذي رسخ صدق موقفنا برفض تنفيذ الانسحاب من الخليل وبقصف المدنيين في قانا .
واضاف ان الوقوف ضد برنامج تسوية معلن ومواجهة نوايا الانسحاب من بعض ارضنا المحتلة بالرفض والتشنج هو ايضاً موقف غير ممكن لمن يريد خروج الاحتلال من كل الارض الفلسطينية .
وختم الكاتب ابو حجلة مقالته بالقول لذا يبدو ان الموقفين بعيدان عن قناعاتنا فلانحن مع اسرائيل وامريكا ولانحن مع العرب المتسابقين على تحريك المسارات,, نحن فقط مع فلسطين ومع حل يؤسس لتحقق الحلم ومع انه يدرك باراك ان تحريك المسارات وتوقيع الاتفاقات مع الدول القريبة والبعيدة بما فيها موريتانيا وجيبوتي لن ينهي الصراع لاننا نحن لب الصراع ونحن القادرون على اشعال الحريق بين ضلوع الاحتلال عندما يصر على ان يبقى احتلالا .
اما رئيس تحرير الحياة الجديدة حافظ البرغوثي، فقد عاد في عاموده اليومي حياتنا الى طرق باب مؤتمر القاهرة للسلام والمؤتمر المضاد له، معتبراً ان الاسرائيليين تلقوا رسالة واضحة في هذا المؤتمر.
واوضح ان مفاد هذه الرسالة هو ان الهرولة العربية نحو اسرائيل لن تتجدد كسابقتها بل ان الخطوات العربية نحو اسرائيل يجب ان تكون لاحقة او متزامنة مع خطوات اسرائيلية موازية ولذلك فإن باراك عندما يعلن عن مد يده نحو العرب فإن العرب سينظرون الى اليد إن كانت فارغة او تحمل في راحتها ما يمكن الاطمئنان اليه والتأكد من خلاله ان الحكومة الاسرائيلية جادة في تطبيق شعارها وهو انهاء قرن من الصراع .
واكد البرغوثي انه اذا كان باراك قد امسك بيده مسألة البت في ازالة او وقف الاستيطان في برنامج حكومته الائتلافية فانه قادر على وضع شيء مافي راحة يده الممدودة لتجد يداً ممدودة اليها ولا نظن ان باراك قادر على مثل هذه الخطوة قريباً ولكننا نأمل ان يكون قادراً عليها بعد وقت ليس بطويل لأنها مطلب فلسطيني حيوي لايستطيع احد ان يتجاهله او حتى يوهم نفسه بأن عملية التفاوض ستسير قدماً من دونه لان الزعيم الاسرائيلي اذا ردد عبارات شامير وغيره (لتشل يميني ان تنازلت عن شبر) فإن ايدينا ستبقى مشلولة ايضاً تفاوضياً .
اما صحيفة القدس فقد اهتمت بتصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي الجديد ديفيد ليفي معتبرة في عنوان افتتاحيتها ان ليفي يهدىء اللعبة السياسية .
وقالت الصحيفة ان اول ما يلفت النظر في تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي انها، على خلاف التصريحات المماثلة التي كان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو يدلي بها، موجهة هذه المرة الى الاسرائيليين، في حين كان نتنياهو يخاطب الفلسطينيين والعرب بتصريحات من هذا القبيل، قاصداً بعث اليأس في نفوسهم، وخلق احساس بأن عملية السلام قد وصلت في عهده الى الطريق المسدود .
وردا على تصريحات ليفي التي طالب بها الاسرائيليين ألا يتوقعوا الكثير في القريب العاجل من عملية السلام، قالت القدس انه من الصعب تحديد ما اذا كان ليفي يعبر من خلال تصريحاته عن موقف باراك، ام ان المقصود بأقواله التعبير عن رأيه الخاص: لاسيما وان وزير الخارجية الاسرائيلي سياسي مخضرم حريص على تثبيت مكانته، وتعزيز دوره في الائتلاف الحاكم .
وتابعت الصحيفة بالتالي فإن من الممكن ان تكون تصريحاته بمثابة رسالة سياسية عامة، حول جدوى التريث والانتظار وعدم استعجال الامور، او توقع تطورات مفاجئة خلال وقت قصير فيما يتعلق بالمسيرة السلمية بمساراتها المختلفة.
وخلصت الصحيفة الى القول ان تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي قد تكون بمثابة دعوة الى نوع من الواقعية في الشارع الاسرائيلي الا ان تقييمها على الصعيدين الفلسطيني والعربي يبدو مهمة صعبة، وتتطلب الانتظار الى الوقت الذي يقوم فيه بتوضيحها وبيان مقاصدها ضمن تصريحات موجهة الى الفلسطينيين والعرب يحسن ان تصدر عنه، او عن رئيس الوزراء الاسرائيلي نفسه .
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved