Sunday 11th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 27 ربيع الاول


دبلوماسي تابع للأمم المتحدة يكشف السر في كتاب
كيف تم الإفراج عن الرهائن الغربيين في لبنان؟

*لوس انجليس- من ارثر سيجلمان- رويترز
الافراج عن تسع رهائن غربيين من بيروت عام 1991 بعد جهود استمرت اعوام تحقق بثمن لايعلمه الا القليل,, وهناك ايضا فقرة في تقرير للامم المتحدة لم تقرأ.
تلقي الفقرة السادسة في تقرير للامين العام للامم المتحدة آنذاك خافيير بيريس دي كويار باللوم على العراق في بدء الحرب الايرانية العراقية من عام 1980 الى عام 1988.
قال دبلوماسي سابق تابع للامم المتحدة كان قد جازف بحياته من اجل الافراج عن الرهائن ان ايران طالبت بهذه الفقرة مقابل استغلال نفوذها مع مجموعة سرية خطفت الصحفي الامريكي تيري اندرسون وتيري وايت المسؤول بالكنيسة الانجليانية وآخرين واحتجزتهم لأعوام في اوضاع غير انسانية.
وكتب جياندومينكو بيكو قصة الاعوام التي قضاها ككبير مفاوضي الامم المتحدة للافراج عن الرهائن تحت عنوان (رجل دون سلاح) واصدرته دار تايمز بوكس للنشر.
وتتنقل رواياته بين جلوسه في انتظار بدء الاجتماعات او انتهائها في دمشق او طهران او القدس وبين غطاء للرأس والوجه كان يرتديه وهو يجلس في سيارة تتحرك وسط ظلام ليل بيروت لنقله للاجتماع مع خاطفين ملثمين والشك يراوده,, هل سيعود.
وقال بيكو خلال زيارة في الاونة الاخيرة للوس انجليس (الامم المتحدة لاتملك اسلحة ولاتملك المال,, يجب ان نخترع اوراقا نلعب بها,, اوراق وهمية ولكن يجب ان تكون جذابة ومرغوب بها من الجانب الاخر.
(اخترنا ثلاثة اساتذة اوروبيين للقيام بدراسة عن اصل الحرب الايرانية العراقية وكان هذا هو الاتفاق,, كان جميلا في بساطته ولم يعتمد على اي حكومة ولا على الاسرائيليين ولا الامريكيين .
وكتب الاساتذة تقريرا قالوا فيه ما كان العالم يعرفه بالفعل,, الرئيس العراقي صدام حسين هو من بدأ الحرب المدمرة مع ايران, ونشر تقريرهم بعد الافراج عن الرهائن.
ومضى بيكو يقول (في 12 ديسمبر عام 1991 وبصياغة بسيطة حصلت الدول الاعضاء في الامم المتحدة على الوثيقة,, كان تقريرا صغيرا تصدر عناوين الصحف في طهران فقط .
وبدأت علاقة بيكو بالرئيس الايراني هاشمي رفسنجاني عندما ساعد في التفاوض على انهاء الحرب الايرانية العراقية, وعندما كلفه بيريس دي كويار بمعرفة ما يمكن ان تقدمه الامم المتحدة للافراج عن الرهائن اتصل بايران طلبا للمساعدة وبدأ سلسلة من المفاوضات العصيبة وهو يعلم ان الامر قد ينتهي به رهينة هو الاخر مثل تيري وايت الذي كان يتفاوض هو الاخر عن الافراج عن الرهائن من قبل.
وعندما سئل عن صلة ايران بالخاطفين اللبنانيين المعتقد انهم فرع لحزب الله الذي تدعمه ايران اجاب (هذا سؤال جيد,, ليس لدي معلومات عن اي دور ايراني في خطف رهائن,, دور ايران كان الافراج عن الرهائن وليس خطفهم,, اعتقد ان علاقاتها بالخاطفين مجرد نفوذ سياسي واخوة في الدين .
واوضح بيكو ان الرهائن خطفوا في بادىء الأمر للمقايضة بالافراج عنهم مقابل الافراج عن 17 لبنانيا محتجزين في الكويت بعد محاولة فاشلة لاغتيال امير الكويت ومسؤولين اخرين, ولكن اللبنانيين السبعة عشر افرج عنهم في الثاني من اغسطس اب عام 1990 عندما اغارت قوات صدام حسين على الكويت واخلت السجون.
ومضى بيكو يقول (كانت هذه فرصة لاغلاق القضية) وهو امر لايتم بالتحكم عن بعد ولذلك طلب السماح له بالاجتماع مع الخاطفين بمفرده.
وسمح له عام 1991 بذلك عندما التقطته سيارة من شارع في بيروت حيث جلس في المقعد الخلفي وطلب منه ارتداء غطاء للوجه والرأس, وارغم بيكو وطوله متران على الانحناء داخل السيارة التي تحركت سريعا لتنقله الى مبنى حيث ازيل الغطاء من على وجهه لكي يتمكن من التحدث مع رجلين كانا ملثمين.
وقال ان رجالا اخرين كانوا وراء ملاءات بيضاء معلقة على الحائط يصغون لكل كلمة ينطقها تحسبا لاي اجابة خاطئة.
وسئل من ارسله مجلس الامن ام الامين العام, واذا كانت اجابته مجلس الامن كان ذلك سيكون بمثابة القول بأن (قوى كبرى) قد ارسلته مما سيوقعه في مشاكل بالغة.
وبعد وقت قصير عرض الخاطفون الافراج عن رهينة كاشارة علىحسن النوايا واتوا به الى الغرفة وكان الامريكي ادوارد تريسي المخطوف عام 1986.
واوضح بيكو ان المشكلة كانت ان تريسي بدا وكأنه مضطرب ذهنيا اذ نفى انه تريسي ورفض الرحيل قائلا (حسنا انا هنا احصل على ثلاث وجبات مجانية راقية يوميا).
ومضى بيكو يقول انه في النهاية اعترف بأنه تريسي لتنتهي اللحظات العصيبة ويبدأ الافراج عن الرهائن,وعندما انتهى الامر كان قد ساعد في الافراج عن تسع رهائن الا انه اختلف مع بطرس بطرس غالي الامين العام للامم المتحدة الذي حل محل دي كويار واستقال ليصبح مستشارا.
وكتب بيكو في كتابه (التاريخ لايقتل,, الدين لايغتصب النساء,, والمؤسسات لاتفشل,, الافراد فقط هم من يفعلون هذه الاشياء .
وربما كان عليه ان يضيف ان الافراد ايضا هم من يستطيعون تصحيح هذه الاخطاء وهو امر تعلمه بشكل مباشر.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved