Sunday 11th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 27 ربيع الاول


ماكتبناه عن الحقائق
حال التعليم ليس سببا في التقاعد المبكر

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
فقد اطلعت على التعليق الذي كتبه قلم الاخ الكريم/ احمد بن محمد البدر والذي كان تحت عنوان السكوت عن الخطأ هو الذي نتعجب منه في صفحة عزيزتي الجزيرة في العدد 9774 وارجو ان يتسع صدره لتعقيبي على تعليقه وأذكره بمقولة الامام الشافعي رحمه الله، ماجادلت احداً الا وودت ان يكون الحق معه, وأظنه كذلك واستهل تعقيبي بالنقاط الآتية:
اولاً: موضوع المقال الذي جعله أخي عنوانا لتعليقه مبهم والمقصود فيه غير واضح فقد قرأت المقال أكثر من مرة وأقرأته غيري ولم يتضح لي الخطأ الذي تعجب من السكوت عنه ولغة العرب لغة الفصاحة والبلاغة والبيان.
ثانياً: دعوى التناقض التي ذكرها في مقالي لا تستقيم لأنه ذكر للقارىء طرفاً من حديثي المتعجب منه ولم يذكر الجملة التي تزيل هذا التعجب وهي بقية الكلام, والنقل امانة تدل على صدق الكاتب وأربأ به ان يكون كالتي رمت بدائها وانسلت , وشفقتي عليه يوم ان اقحم نفسه من اجل تحقيق التناقص في حديثي وجعله وثيقة ادانة.
ثالثاً: استفهامه الانكاري وقوله ايهما اكثر التصاقا بالعملية التعليمية والتربوية,, الخ الجواب مسلم به ومعروف ولكن ليعلم أخي ان اغلب الذين يقبعون خلف مكاتبهم ان لم يكن كلهم قد زاولوا مهنة التعليم وعلى رأسهم معالي الوزير ولهم علاقة وطيدة بأهل الميدان بصفة مستمرة وهذا في نظر علماء الادارة سر النجاح في الدراسة والتخطيط والتنفيذ.
رابعاً: لا أدري كيف حكم علي اخي انني لست من أهل الاختصاص وفراسنه ان كان يعتمد عليها دائما قد اخطأت هذه المرة فأنا قريب عهد بالتدريس وتخصصي في مواد التربية الإسلامية! والتثبت من الحقائق يحمي من الوقوع في المزالق.
خامساً: ذكر أخي ان عجبه يزداد على ازدياد عجبي من الذين يكثرون من الضغوط على الوزارة, ويسأل عن حال الابن الذي يشاهد والده يدخن وأوضح انه لا مانع من نصحيته لوالده مع انه السبب في وجوده بعد الله واقول لا مخالف لك فيما ذكرت ولكني انا اسألك ايضا واقول: اذاً لم يقبل الوالد نصيحة ابنه فهل يكون ذلك مسوغاً للابن بعقوق والده او التقليل من شأنه او التشهير بما حصل منه؟؟
سادسا: يتعجب اخي ويقول: كيف تقسو على المعلمين ومنهم من قد يكون معلما لابنك,, الخ لا ادري كيف وصف كلامي بالقسوة وفي نظري ان قول الحق وتوضيح الحقيقة ابداً لا يوصم بالقسوة بل هو دليل على الصدق وتأدية الأمانة, ثم ليعلم اخي ان كلامه هذا اسلوب استعطاف يقصد من ظاهرة التنازل عن الرأي والقناعة والعواطف يجب الا تؤثر على اصدار الاحكام ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى .
سابعا: يتمنى اخي لو جربت التدريس بنصاب كامل، وابشره ان كان من المحبين بان أمنيته قد تحققت وجربت ذلك وماكان مقالي الذي نشر حديثاً مفترى انما كان عن علم وتجربة وأخذ وعطاء.
ثامناً: لست موافقا بأن حال التعليم اليوم كان سبباً في التقاعد المبكر انما يكون في الغالب من اجل مصالح اخرى, وايضا لا مانع ان تفتح الفرص امام الجيل الجديد خصوصا بعد ان استقرت حالة المتقاعد المعيشية وشق طريقاً في رزقه وكان من وجهة نظر موضوعية ان تبحث هذه النقطة مع الديوان لتخفيف سنوات الخدمة في التقاعد للمعلمين.
تاسعا: تكلمت بلسان المعلمين جميعا وذكرت انهم يطالبون باستخدام العصا كأسلوب في آخر الدواء والمنصف يعلم ان هذا ليس بصحيح والواقع يشهد على ذلك فالعصا استخدمت كثيرا في اول وآخر الدواء وغصت مكاتب المسئولين من شكاوي الطلاب المظلومين مابين كسر وجروح وذهاب عيون!
واني لأحيي لمعالي الوزير موقفه الصامد الذي بث الطمأنينة في قلوب أولياء الأمور.
عاشرا: أظن ان اخانا لم يطلع على التعميم الذي وصل جميع المدارس حول استخدام العصا فمدير المدرسة ووكيله يحق لهما اجراء العقاب بالعصا بعد الاجتماع بالهيئة الادارية والاتفاق على ذلك وانصحه بالرجوع اليه زيادة في العلم ودفعاً في الجهل.
الحادي عشر: ذكر اخي ان النبي صلى الله عليه وسلم ماخير بين امرين الااختار ايسرهما,, الخ وعندما يتمعن اخي في هذا الأثر يجد انه لا يخدمه في الاستدلال إنما يكون دليلاً عليه ويظهر ذلك عندما نطالبه بأن ياتي لنا بمثل واحد على ان الوزارة قد اختارت من امرين أعسرها بدون بحث ولا دراسة مسبقة وتركت الأيسر والاسهل مع امكانية الأخذ به وعدم وجود المانع.
واخيرا: قال أخي اذا كان هذا توجهك, وما ادري ما المقصود من التوجه الذي فهمه وليعلم اخي القارىء الكريم وبالخصوص جميع المعلمين الذين رفعوا رؤوسهم بتعليق اخي وشمخت أنوفهم بأنني لست امعة اسير حيث سار الناس ولست من الواقفين ضدهم او المتهجمين عليهم كما ظهر لهم حسب فهمهم من مقالي السابق وانا على اقتناع بان هناك بعض القضايا التي تحتاج الى بحث ونظر ومناقشة مع الوزارة بأسلوب تربوي هادف ومن اولها حقوق المعلم وليعذرني اخي في كل زلة او خطأ فلست من اصحاب التوبيخ اوالتجريح, وإحسان الظن من صفات المؤمن.
عبد الرحمن بن عبدالله التويخري
وزارة المعارف - الرياض

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved