Sunday 11th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 27 ربيع الاول


حري بمدير هذه صفاته أن يتنحى عن الإدارة

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد اطلعت على مقال للاخ الكريم عبدالله المشل من محافظة المذنب تحت عنوان بعض النماذج لا يسر: اعطني مديراً تربوياً,, اعطك مدرسة ناجحة حمله عدد الجزيرة ذو الرقم 9746 الصادر يوم السبت 21 من صفر 1420ه احتوى ذلك المقال على بعض النماذج التي تعكس تسلط المدير في بعض مدارسنا,, ولعل الواقع يشهد على ذلك والا لما حمل الاخ عبدالله قلمه ليعبر عن خيال او واقع في كوكب آخر,, وكما يقال: لا غبار الا من عاصفة ولا دخان الا من نار فان تلك النماذج التي ذكرها الاخ عبدالله موجودة في الواقع المعاش ولا تحرق الجمرة الا رجل واطيها ,, وبما ان الاخ عبدالله عنى بذلك المقال بعض المديرين فقد انبرى اخ عزيز لم يسفر عن عمله مدافعاً ومزكياً لكل مدير بالتفنيد والرد ازاء كل نقطة من النقاط التي ذكرها الاخ عبدالله كان ذلكم هو الاخ الكريم يزيد بن عبدالله المشل من محافظة المذنب وذلك في عدد الجزيرة ذي الرقم 9765 الصادر يوم الخميس 10 من ربيع الاول 1420ه تحت عنوان المعلم ثم المعلم: التعامل الطيب لا يناقض مصلحة الطالب دبج مقالته بكلمة لمعالي الوزير: المعلم ثم المعلم ثم المعلم فهو حجر الاساس في العملية التعليمية والتربوية,, ليتكىء عليها في الدخول في موضوعه ويقف موقف المدافع عن المدير ويصب جام اللوم على المعلم لانه كما علل عنصر اهم من المدير في سير العملية التعليمية وصدق في تعليله ولكن ليس لهذا الحد بأن يحمل المعلم اخطاء غيره وهذا ما ظهر من عبارة الاخ يزيد في مقدمة مقاله وقد حمل الكاتب في بداية مقالة اسباب الخلافات في مدارسنا الى شخصية المدير وطريقة ادارته لمدرسته,, ونسي بأن السبب في ذلك قد يرجع الى المعلم غير الجاد في حياته العلمية والعملية .
وتعليقاً على ما كتبه الاخ يزيد اقول:
لقد ذكر في غير مرة على قصر فهم الاخ عبد الله وعدم خبرته وتجربته في العملية التعليمية والتربوية ومما قال:وعلى الكاتب الكريم سؤال اهل الخبرة والتجربة في هذا المجال وحري بالكاتب العزيز الاستفادة بالرجوع الى من هو اعلى منه خبرة وعلماً في هذا الميدان .
وهذا التفريق من قبل الكاتب يدل على قصور في ادراكه للعملية التعليمية والتربوية .
وبعد الرجوع الى النقاط التي ذكرها الاخ عبدالله المشل يتبين ان معرفتها لا تحتاج الى خبرة وتجربة لان تلك النقاط واقعية ومشاهدة وما يتم مشاهدته في الواقع ومن ثم نقله لا يحتاج الى خبرة ورداً على ماجاء في مقال الاخ يزيد وتأييداً لما جاء في مقال الاخ عبدالله اقول:
1- ان واقع المديرين الآن في بعض الحالات وليس في الغالب او العموم نجد ان منهم من ليس جامعياً ومن ليس تربوياً ومن تولى مهام الادارة من اول سنة تعين فيها,, ففي ذكر مثل هذه الحالات اين خطأ الاخ عبدالله يا اخي يزيد؟؟! وهل يحتاج في معرفة ذلك الامر الى خبرة او تجربة؟؟!!
2- وفي معرض رده على النقطة السادسة من مقال الاخ عبدالله والتي هي: ان بعض المديرين يخاف من بعض اولياء الامور لذا نجده يعامل اولادهم معاملة خاصة , قال الاخ يزيد فسر الكاتب معاملة المدير لبعض الطلاب اصحاب الحالات الخاصة,, وهذه من ابرز صفات المدير وهذا كلام لا غبار عليه اذا كان الاخ عبدالله يقصد هذه الفئة من الطلاب، ولكن هل ينطبق كلام الاخ يزيد على اولياء امور الطلاب الاسوياء؟!
ثم من اين استمد الاخ يزيد ان الاخ عبدالله يقصد اولئك الطلاب المصابين؟!
ثم انه يفهم من كلام الاخ يزيد ان المعلم لا يعرف اولئك الطلاب ولا طريقة معاملتهم فاذا كان يقصد ان معاملتهم بلطف من اختصاص المدير فقط فقد ابعد النجعة لان المعلم جدير بمعرفتهم اكثر من معرفة المدير لهم لان المعلم اقرب في تعامله مع الطلاب من المدير.
3- وحول النقطة السابعة التي ذكرها الاخ عبدالله وهي ان بعض المديرين يخدع مشرف الادارة المدرسية من خلال تقديم البخور رد بقوله ان قوة العلاقة والرابطة بين المشرف الاداري ومدير المدرسة تفوق ما تصوره حيث ان هذه الرابطة من اقوى اسباب النجاح في عمل مدير المدرسة ولا يعني التلطف وحسن الاستقبال خداعاً وانما ذلك من حسن الخلق والادب بالضيف خاصة اذا كان يفوق مدير المدرسة علماً وسناً فان ذلك من باب التوقير والاحترام الذي علمنا الاسلام وحثنا عليه , فاقول كلام مثالي وجميل ولكن هل هذه المعاملة مع كل ضيف ومع كل زائر ام انها مختصة بالمشرفين فقط؟؟!!
4- ذكر الاخ عبدالله اهمية دور المعلم في تقييم المدير فعارض الاخ يزيد بذكر سلبيات تنفيذ ذلك على المدير وسأذكرها واحدة واحدة واعلق عليها وهي:
أ- سعي مدير المدرسة الى ارضاء المعلمين على حساب مصلحة العمل والطالب,, فاقول ان كان عمل المدير لاجل التقدير فانه لن يخلص للعمل ومصلحة العمل بل همه وهاجسه الدرجات, اما ان كان عمله من اجل دفع عجلته الى الامام فلن يضره من يقيم عمله.
ب- ضعف شخصية المدير امام المعلمين مما يؤثر سلباً في العملية التعليمية,, واقول ان المدير الذي تضعف شخصيته امام المعلمين سواء كان مقيما لعمله ام لا فالاجدر به ان يترك الادارة لمن هو اقوى منه شخصية واجدر منه واقدر على ادارة العمل.
لان ضعف شخصيته امام المعلمين عند تقييمهم لعمله نابع من زعزعة في الاساس وضعف غطاه قوة النظام في الطريقة الحالية والتي هي عدم تقييم المعلم لاداء مديره الوظيفي.
ج- لو كان ذلك انتقاصاً لكان تقدير المدير لاداء المعلم انتقاصاً لمشرف المادة.
- ولان الامور الادارية والتي تخص تعامل المدير مع المعلمين لا تظهر جلية امام المشرف بقدر ما تظهر واضحة امام المعلمين.
د- ضعف عملية التقييم والارشاد من قبل مدير المدرسة تجاه المعلمين فاقول ان العلاقة بين مدير المدرسة والمعلمين لابد ان تنشأ تحت روح الالفة والمحبة والتعاون والقدوة فعندئذ سيسير العمل على اكمل وجه واتمه,, اما اذا كان العمل سيسير بروح تعالي المدير على المعلمين بالشدة وتنفيذ التعاميم والاوامر الشفهية التي ترد من الادارة بحذافيرها فان هذه المعاملة لن تجدي ولن تكون من صالح العمل وذلك لان العامل النفسي لدى الجميع له دور في سير العمل تقدماً وتراجعاً, وعلى هذا فان المدير الذي يعمل بروح الجماعة سيفرض احترام العاملين له وسيقدم الارشاد على اتم وجه وبقبول من العاملين, واما اذا كان الارشاد عن طريق القمع والقوة فلن يقبل وسيضعف عملية الارشاد حتى ولو لم يكن للمعلم دور في تقييم اداء المدير الوظيفي.
وحول تلك السلبيات التي ذكر ها الاخ يزيد مجملة اقول انه متى تحقق ان المدير يتصف بهذه الصفات فاولى له ان يترك الادارة لمن يستحقها، واذا كان الطريق لمعرفة ذلك هو ان يكون للمعلم دور في التقييم فمن المصلحة للعمل المدرسي البدار في تنفيذه كي تقصر المسافة لاصلاح الخلل في الادارة المدرسية ان وجد.
5- لقد اجاد الاخ يزيد في تبرئة المدير من تلك النقاط وذلك رأيه ومن حقه ان يطرح رأيه ولكن ان يبرىء ساحة المدير ويتهم المعلم فيحتاج الى ادلة اكثر وخبرة اكبر وتجربة طويلة لماذا لان المسؤول عن الضعف الاداري هو منفذه وليس المنفذ عليه والمنفذ هو المدير والمنفذ عليه هم المعلمون.
6- وقد ختم الاخ يزيد مقالته تلك بقوله وخلاصة القول يتبين عند التدقيق في مقال الاخ عبدالله عدة نقاط هامة جداً هي:
أ- ان الكاتب ليس له اي علاقة بالعملية التعليمية.
ب- يتبين ان الكاتب على ثقة زائدة في نفسه.
ج- ان الكاتب ليس لديه قناعة بعمل المشرفين التربويين ولا بالادارة التعليمية,.
والسؤال الذي يدعو للعجب ماهو مؤهل هذا الكاتب وماهي ثقافته؟
وكل هذه المقولة خوض في شخصية الكاتب لا بآرائه وهذا ليس من اخلاقيات المناقشة والطرح والتي تلزم ان تكون في آراء الكاتب لا بشخصه.
واخيراً فان رؤى الاخ عبدالله المشل جميلة وقابلة للدراسة لانه استقرأها من واقع مشاهد فتصدى الاخ يزيد المشل لتلك الآراء وكأنه المتهم فيها فتعدت المناقشة عن الرؤى الى شخصية الكاتب وهذا ما ظهر في عبارات الاخ يزيد في مقاله.
وحول هذا الامر اقول لانبه الى النقطة التي ركز عليها الاخ يزيد في مقاله في تفنيد اراء الاخ عبدالله وهي نقاطه الهامة جداً الآنفة الذكر وان تلك النقاط جاءت لتصرف العيون عن الرؤى الى اغراض اخرى ولكن لنعلم ان غير المتعلم قد يعطي رأياً يفوق غيره من المتعلمين,, وعليه فلنأخذ بالرؤى ونبحث عن الاصلاح والاصلح لان الحكمة ضالتنا ومتى وجدناها ومع من وجدناها اخذنا بها.
وانبه ايضاً الى ان الموظفين لديهم امية في معرفة ابجديات الانظمة والاجراءات الادارية الرسمية التي تجرى عليهم ومثلهم المعلمون فمنهم من يجهل الكثير من اللوائح النظامية وعليه فانه يعمل اموراً يلزم بها وهي مخالفة للانظمة ومن حقه رفضها ولكن منعه جهله بها وظنه ان الزامه بها من باب النظام,, وقد استغل كثير من المديرين هذه النقطة وتسلح بسلاح قوة النظام ليفرض سيطرته على مرؤوسيه فاذا ما ناقشه احدهم ممن يفقه بعض النظم زمجر ونفخ وتناسى ان القاعدة الشرعية في ذلك ان المشقة تجلب التيسير,, وقول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم من ولي من امر متى شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من امرا متى شيئاً فرفق بهم فارفق به رواه مسلم.
وفي الختام فعند الحديث عن مثل هذه القضايا فان المراد الاصلاح والعلاج وليس الاثارة فقط والسلام.
عبدالمحسن المنيع
الزلفي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved