لايختلف اثنان على ان السياحة الداخلية باتت تحتل حيزا كبيرا ومهما من اهتمام المواطن السعودي وان كانت حتي اليوم لم تصل الى حد القناعة التامة في الاكتفاء بها كسياحة حسب المفهوم المعاصر في البلدان الاخرى,, ومن المألوف لدى جميع الناس ان السياحة بشكلها ومفهومها هو/ السفر سواء داخلياً او خارجيا لقضاء فترة من الوقت في مكان مختلف غني بالاماكن السياحية التي تجعل من قضاء الاجازة امرا ممتعا.
ونلاحظ ان هناك نزوحا مرغوبا فيه اثناء العطلة الصيفية من بعض سكان المدن الكبيرة الى المدن الصغيرة وبالعكس,, فهناك المغترب الذي يقضي مهمة عمل ويجد في العطلة الصيفية فرصة سانحة للعودة لمسقط رأسه ورؤية اهله واقاربه، وهناك الراغب في السفر للمدن الكبيرة للاستمتاع مع عائلته بالامكانات الهائلة للمشاريع السياحية والترفيهية فيها, الا ان هذا الامر لاينطبق على مدينة بريدة بالذات فبالرغم من انها من المدن الكبيرة بل اجزم انها كذلك الا انه ينقصها الكثير والكثير من الاماكن الترفيهية والمشاريع السياحية التي تعج بها زميلاتها من مدن المملكة,, لقد قرأت مقالا للاستاذ عبدالرحمن السماري اثناء احدى زياراته لبريدة منذ عدة شهور والتي تحبه ويحبها حيث قال في معرض اشادته بماشاهده (انه لاينقص بريدة اي شيء سوى الاهتمام الجدي في بناء استثمارات سياحية فعالة) وناشد رجال الاعمال والاهالي تنفيذ مثل هذه المشاريع.
إن الحقيقة تقول ان بريدة من ضمن اقدم المدن السعودية ومن بين سلات الغذاء بالمملكة والغنية بأريافها الجميلة ومنتجاتها الزراعية المتنوعة وكذلك الصناعية وقبل كل شيء الغنية برجالها ونسائها,, الا ان بريدة حزينة فهي ترى وهي المدينة الجميلة التي بالفعل لاينقصها شيء من خدمات النظافة والسفلته والانارة والتشجير والخدمات الاخرى الا انها لاتتمتع البتة في اغراء المواطن غير المنتمي لها لشد الرحال اليها,, فلاحدائق مميزة ولا اماكن ترفيهية مقنعة ماعداماقام به احد رجال الاعمال من افتتاح مركز ترفيهي مقصور على النساء فقط وينقصه الكثير ومزيد من التطوير, اما الحدائق فهناك حديقة وحيده هي/ حديقة الملك خالد وهي بمثابة المتنفس الاوحد لكل سكان المدينة من مواطنين ومقيمين ويبذل رجال الامن والدوريات جهودا كبيرة يومي الخميس والجمعة من اجل تنظيم الداخل والخارج منها حتى ساعة متأخرة من الليل.
ان الملاحظ في مدينة كبيرة كبريدة انها تستقطب فقط اهل بريدة الاصليين كزائرين في الاجازات من المدن الكبيرة ومن انحاء المملكة وهم تحديدا الذين يسافرون لها في العطلات ليس من اجل السياحة بل لرؤية اهاليهم وذويهم,, فمتى يابريدة يشد اليك الرحال من اجلك ومن اجل قراك السياحية واماكن الترفيه فيك؟!.
ان مهمة رجال الاعمال بالمنطقة كبيرة بل وواجبة في الاستثمار في هذه المدينة الجميلة والتي يتوفر فيها المناخ الجيد لكل استثمار فالخدمات العامة والاماكن الجذابة والمساحات الزراعية الشاسعة والكثافة السكانية كلها متوفرة ببريدة,, وليس هناك من عذر لاي بريداوي حباه الله سعة في الرزق في الايشارك في الاستثمار بجزء ولو بسيط من ماله في تنشيط الحركة السياحية بمدينته، مسقط رأسه,, وسيجد ان جميع قطاعات الدولة المعنية بدعم مثل هذه الاستثمارات ستقوم دون تردد بتوفيركافة الخدمات المطلوبة لاي مشروع وستمد له يد العون والتشجيع من اجل ذلك,, ولا ادل على ذلك من ان سمو امير المنطقة يحفظه الله من الحريصين اشد الحرص على تشجيع اقامة اي مشروع سياحي او غيره في مختلف مدن القصيم بل انه يرعى وبكل عناية ومتابعة شخصية تنفيذ مثل هذه المشاريع، فلقد قام حفظه الله برعاية وافتتاح معظمها وكان آخرها افتتاح قرية الرس السياحية التراثية والتي اضفت على محافظة الرس جمالا وحركة غير اعتياديين لمرتاديها وزائريها.
هي دعوة صادقة مخلصة ارسلها بكل الود والمحبة لاهالي مدينة بريدة في ان يثقوا بمدينتهم ويجعلوا منها مركزاً سياحيا يجذب سكان المملكة من مختلف مناطقهم للسفر لبريدة ومشاهدة المدينة التي قال عنها احد رجال الاعمال العالمين اثناء زيارته لها في احد الايام (انها السوق الجديدة للمملكة العربية السعودية).