هل يختلف ثمن الإنسان من بلد لآخر، فيكون سعره في امريكا قرابة المليار دولار، وفي الهند او الصومال لايتجاوز حفنة روبيات او فرنكات.
ام ان القوانين والمحاكم والمحامين في بعض الدول صارمة، المحامون يعرفون كيف يدفعون القضاة بالحكم للمتضرين وانتزاع الملايين بالمليارات من كبرى الشركات التي رغم جيوشها من المستشارين القانونيين والخاصين تضطر لدفع التعويضات.
آخر قصص التعويضات التي نقلتها الوكالات ما حكمت به هيئة محلفين في كاليفورنيا يوم الجمعة على شركة جنرال موتورز التي تعد اكبر الشركات المصنعة للسيارات في الولايات المتحدة، بدفع اربعة مليارات وتسعمائة الف دولار لضحايا حادث سير حصل في عام 1994م.
هذا المبلغ الضخم يتصور المرء انه تعويض لضحايا كتيبة أو فوج من البشر في الدول التي يسمونها بالنامية، ولكن الدهشة تجعل المرء يفتح فمه باتساع لتلك المليارات ، حين يعرف ان هيئة المحلفين في المحكمة العليا في كاليفورنيا أمرت شركة جنرال موتورز بان تدفع التعويضات التي هي قرابة خمسة مليارات دولار الى ستة اشخاص اصيبوا بحروق خطيرة في عام 1994م في سيارتهم المصنوعة في مصانع شركة جنرال موتورز التي اندلعت فيها النيران بعدما تلقت صدمة عنيفة من الخلف.
الأشخاص الستة الذين حكم لهم بالمليارات الخمسة لم يلقوا حتفهم، اي مازالوا على قيد الحياة، فقط اصيبوا بتشوهات دائمة بسبب الحريق.
والسؤال الذي يتبادر لذهن كل انسان يقرأ هذا الخبر في الدول الاخرى، كم انسان يتعرض للاصابة,, والحريق,, وحتى الموت في حوادث سيارات والكثير منها تحصل بسبب اخطاء ميكانيكية او تصنيعية ارتكبتها الشركات المصنعة، فهل فكر احد في رفع دعوى على شركات السيارات او وكالاتهم الذين يمثلونهم في البلدان النامية؟!
والسؤال الأكثر مباشرة، هل يمكن ان يصل الوعي لدى مستعملي السيارات وباقي الأجهزة الحديثة، ووسائل النقل وغيرها، في الدول النامية لطلب التعويض عند تضررهم نتيجة اخطاء التصنيع,؟
ثم هل يمكن لحكومات الدول النامية نفسها مقاضاة الدول الصناعية التي تبعث بكميات هائلة من الصادارت بمواصفات خاصة للدول النامية لاتجرؤ على طرح مثلها في دولها، او في الدول الاوروبية والامريكية.
اسئلة حائرة تظل بلا اجوبة حتى نجد حالة تعويض واحدة لضحية من ضحايا الدول النامية فضحايا التسمم الذي اصاب المدينة الهندية بوبال كانوا بالآلاف واكثرهم لقي حتفه في حين كان تعويض الشركة الغربية التي تسببت في تسمم الهنود وتدمير البيئة والاجواء في مقاطعة هندية كاملة لم يتعد حفنة ملايين لاتساوي شيئاً امام المليارات التي حصل عليها الامريكيون الستة,,!!
والآن هل لانزال نسأل عن اختلاف سعر الانسان من بلد لآخر,,!!