Monday 12th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 28 ربيع الاول


في أول سابقة من نوعها يتعرض لها مرشد الجمهورية الإيرانية
طلبة إيران تظاهروا مطالبين خامنئي بتوضيحات وبرأس قائد الشرطة
استقالات جماعية لعمداء كليات جامعة طهران وإضراب للصحفيين غداً

* طهران - الوكالات
تظاهر حوالي عشرين الف طالب ايراني في طهران امس هاتفين الحرية او الموت وطالبوا برأس رئيس الشرطة المتهم بأنه اصدر الأمر لاقتحام الحرم الجامعي.
وقد تجمع الطلاب في مدينة أمير آباد الجامعية شمال غرب العاصمة الايرانية التي كانت مسرحاً لمواجهات عنيفة مع رجال الشرطة يومي الخميس والجمعة الماضيين اوقعت ثلاثة قتلى بحسب الصحف فيما لم تتوافر بعد اي حصيلة رسمية.
وقام الطلاب والطالبات الذين كان القسم الاكبر منهم ملثماً بسد المنافذ المؤدية الى جادة كبيرة مجاورة لكن لم يلاحظ اي وجود لقوات الامن بالقرب من المدينة الجامعية.
وكانت تظاهرة مماثلة شارك فيها حوالي عشرة الاف شخص سارت طوال امس الاول وقسطاً من الليل في وسط طهران احتجاجاً على اعمال العنف من قبل رجال الشرطة.
وفي اجواء من التوتر الشديد اعلن احد الخطباء امس الاحد ان الطلاب يمهلون الحكومة حتى الساعة 17,00 بالتوقيت المحلي امس لاقالة رئيس الشرطة الجنرال هدايات لطفيان الذي يعتبر مسؤولا عن الهجوم العنيف الذي تعرض له الحرم الجامعي في طهران ليل الخميس الجمعة.
وقد اعلن مجلس الأمن القومي اعلى هيئة ايرانية للأمن الداخلي والخارجي الذي يرأسه خاتمي امس الاول اقالة المسؤول عن الهجوم على مدينة امير آباد الجامعية واحالته الى القضاء لكن من دون ان يوضح اسمه او رتبته.
وطالب المسؤولون عن التظاهرة ايضا بتسليم جثث الطلاب الذين قتلوا في هذا الهجوم وتنظيم جنازة لهم والا فان التظاهرات ستتواصل.
وطالب الطلاب كذلك برفع قرار منع صحيفة سلام اليسارية من الصدور, وتعتبر هذه الصحيفة من اهم الصحف المؤيدة للرئيس الاصلاحي محمد خاتمي ولا تزال حتى أمس الاحد غائبة عن الاكشاك وكذلك منذ تعليق صدورها مساء الاربعاء بقرار من احدى المحاكم الثورية.
الى ذلك توجه رئيس المجلس البلدي في طهران المقرب من الرئيس خاتمي وزير الداخلية السابق عبد الله نوري الى حشد المتظاهرين منددا بالتيار المحافظ في النظام.
ومن ناحية اخرى طلب الطلاب الايرانيون اليوم الاحد توضيحات من المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي بعد اعمال العنف التي ارتكبتها الشرطة يومي الخميس والجمعة.
فقد طالب خطباء خامنئي القائد الاعلى لقوى الأمن بتوضيحات وهو حدث نادر في ايران حيث يمنع التشكيك بسلطة المسؤول الاول في النظام.
واطلق قسم من الجموع هتافات وكرروها مرات عدة تقول انصار حزب الله ارتكبوا جرائم، المرشد يؤيدهم في اشارة الى منظمة اصولية معروفة باعمالها العنيفة ضد المعتدلين والليبراليين في ايران .
وافاد المراسلون ان الخطباء لم يرددوا الشعار عبر مكبرات الصوت.
يشار الى ان سلطات مرشد الجمهورية الاسلامية خليفة الخميني تفوق صلاحيات الحكومة وهو يتولى الاشراف على الاجهزة الامنية التي يتم تعيين قيادتها بموجب تفويض لوزارة الداخلية.
والطلاب الذين طالبوا باقالة قائد الشرطة طالبوا ايضا بان توضع قوى الشرطة من الآن فصاعداً تحت امرة وزير الداخلية عبد الواحد موسوي لاري المقرب من خاتمي.
ولم يتخذ خامنئي حتى امس اي موقف مباشر من هذه الازمة الا انه استنكر امس الاول من خلال تصريح اعلنه ممثلوه في الجامعات اعمال العنف التي ارتكبها عناصر من قوى الامن وعناصر غير مسؤولة ضد الطلاب.
وفي المقابل شاركت اعداد كبيرة من الطلاب والطالبات في التجمع رافعين صوراً ويافطات انتخابية للرئيس الاصلاحي محمد خاتمي الذي يتمتع بشعبية كبيرة بين الشباب.
وخاتمي كان عملياً المسؤول الايراني الوحيد الذي رفعت صوره.
من جهة اخرى رفض الرئيس الايراني محمد خاتمي امس الاحد الاستقالة التي قدمها وزير التعليم العالي مصطفى معين امس الاول احتجاجاً على اعمال العنف التي مارستها الشرطة اثناء اقتحام الحرم الجامعي في طهران.
ووصف معين في رسالة الاستقالة الاحداث المأساوية التي اثارها دخول قوات الامن الحرم الجامعي واعمال العنف التي تعرض لها الطلاب الابرياء بانها غير مقبولة ، مضيفاً انه يعتبر هذا الحادث قضية مشبوهة ترمي الى اشاعة البلبلة في المجتمع وضرب التقدم السياسي والنظام الجمهوري الاسلامي .
وقد قدم مديرو 18 كلية في جامعة طهران استقالاتهم الجماعية كما اعلن خطيب من الطلاب امس الاحد القى كلمة خلال التظاهرة في العاصمة الايرانية.
وتلا الخطيب رسالة موقعة من مديري الكليات ال18 موجهة الى رئيس جامعة طهران يبلغونه فيها استقالتهم احتجاجاً على القمع الذي تعرض له الطلاب من قبل رجال الشرطة ليل الخميس الجمعة وقال المديرون في الرسالة نستقيل تعبيراً عن احتجاجنا على هذه الجريمة التي لا نظير لها في سجل الحياة الجامعية .
وفي رد فعل آخر لاغلاق صحيفة سلام ذكرت صحف الاحد ان صحفيين ايرانيين يعتزمون الاضراب عن العمل غداً الثلاثاء احتجاجاً على قرار اغلاق صحيفة سلام المؤيدة للاصلاح.
وجاء في بيان وقع عليه 583 صحفياً ونشرته الصحف الاصلاحية الكبرى سنلقي اقلامنا يوم غد الثلاثاء وندعو زملاءنا في انحاء البلاد كي يحذوا حذونا .
وكانت المحكمة الخاصة لرجال الدين التي تعمل تحت اشراف الزعيم الروحي اية الله علي خامنئي مستقلة تماماً عن الجهاز القضائي قد منعت صدور صحيفة سلام بعد شكوى من وزارة المخابرات ضد رئيس تحريرها.
وعلى الرغم من سحب الوزارة شكواها فقد امتنعت المحكمة الدينية عن الغاء قرار حظر الصحيفة.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved