تبدأ اليوم في العاصمة الجزائرية القمة الأفريقية الخامسة والثلاثون بحضور 40 رئيس دولة حاليين وأربعة رؤساء سابقين من الرواد الذين أسسوا منظمة الوحدة الأفريقية عام 1964م,
ويعكس هذا الحشد من الرؤساء ورؤساء الوفود الأقل مستوى في التمثيل، يعكس حقيقة التلاحم العرقي، والثقافي والحضاري والسياسي والاقتصادي والأمني حاضراً ومستقبلاً ومصيراً بين العرب والأفارقة,
وثلث عدد الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية هي أيضاً دول افريقية وتتمتع بعضويتي الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية,
ومن هنا تبرز القيمة الاستراتيجية للتعاون العربي/ الأفريقي خاصة في قضايا الحقوق الوطنية كالحرية والاستقلال، والسيادة الوطنية، وقضايا المصالح المشتركة كالاقتصاد والتجارة، وقضايا الأمن والدفاع ضد أي عدوان يستهدف الدول العربية أو الدول الأفريقية,
وهذا مايفسر تصريحات المتحدث الرسمي باسم منظمة الوحدة الأفريقية سوداني في مؤتمره الصحفي أول أمس عقب انتهاء مؤتمر وزراء الخارجية الذي وضع جدول اعمال القمة التي تعقد اليوم، عندما قال مجيباً عن سؤال حول التعاون العربي/ الأفريقي: إن منظمة الوحدة الأفريقية تنظر الى التعاون العربي/ الأفريقي كخيار استراتيجي يجب تعزيزه ودعمه,, ويجري كل عامين تنظيم المعرض العربي الأفريقي بالتناوب بين العواصم العربية والأفريقية لتعزيز التعاون بين الجانبين، وان هناك رغبة جادة لدفع هذا التعاون لخدمة المصالح العربية/ الأفريقية المشتركة,
ولعل مما يؤكد الوحدة العربية / الأفريقية التي تحتم تعاونهما في مختلف المجالات لمواجهة تحديات الواقع والمستقبل والمصير هو توصية وزراء الخارجية الأفارقة التي ضمنوها جدول اعمال القمة وتقضي بمساندة منظمة الوحدة الأفريقية لحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة على أرضه وعودة اللاجئين الى ديارهم طبقاً للأسس والقوانين الدولية ذات الصلة,
الجدير بالذكر في هذاالخصوص ان قرار الأمم المتحدة رقم 181 الذي تم بموجبه تقسيم فلسطين، يدعو لقيام دولة فلسطينية، كما ان القرار رقم 194 يقر حق الفلسطينيين الذين طردوا وشردوا من ديارهم في حرب فلسطين عام 1948، عند قيام اسرائيل يقر حقهم في العودة إلى ديارهم أو تعويض من يرغب في التعويض عن داره وممتلكاته التي استولى عليها اليهود,
وتضمنت توصية وزراء الخارجية الأفارقة للقمة اعتبار السلام في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية بنداً دائماً في اجندة مؤتمرات القمم الافريقية المقبلة حتى يتم تنفيذ كافة الاتفاقيات الموقعة بشأن السلام العادل والشامل وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة,
ولم يخل جدول اعمال القمة من توصيات تطرح عدة قضايا عربية أخرى كقضية لوكربي والدعوة إلى ضرورة رفع العقوبات المفروضة على ليبيا نهائياً، وكقضية الحرب الأهلية في الصومال التي تحولت الى حرب مصالح قبلية بين أمراء الحرب، وقضية ا لحرب الأهلية في جنوب السودان التي تتولاها منظمة ايجاد مع التوصية بمشروع قرار سياسي يؤيد السودان ويشجب قرار الكنغرس الأمريكي الأخير ضده والقاضي بفرض حظر جوي على الطيران السوداني في جنوبه وفي اجزاء من غربه منطقة جبال النوبة ,
وهكذا يترجم أشقاؤنا الأفارقة قيم الوحدة التضامنية والتعاون المصيري الى قرارات ومواقف تعزز الأدوار العربية في الدفاع عن حقوقنا ومصالحنا المشتركة، كما يعبرون -الأفارقة- بتلك القرارات والمواقف عن الوفاء للدعم العربي المالي والعيني لمشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في دول القارة خاصة عبر المصرف العربي للتنمية في أفريقيا,