في ظل النظام العالمي الجديد نحتاج إلى تطوير مناهجنا التعليمية وأنظمتنا الإعلامية والثقافية، بحيث تواكب ما يشهده هذا العالم من نقلات سريعة في كل مجالات الحياة,
فلم يعد من المقبول أن يظل منهج التعليم قائماً على اختبارات أو أفكار لا ترتبط بمعطيات العصر، ولا تعكس صلة بين الحاضر والماضي يكون مدارها تحفيز الإنسان من خلال أمثلة ونماذج حضارية من الماضي تدفعه إلى العمل الجاد إلى مجاراة ما تشهده الحضارة المعاصرة من تطور مذهل، بحكم أنه ينتمي إلى أمة كانت هي محرك الحضارة طوال قرون مديدة,
نحتاج في مناهجنا إلى ما يحفز الفكر وينشط الإبداع ويغذي الخيال مع انفتاح على هذا العالم الذي لم يعد رغم مساحاته الشاسعة إلا قرية واحدة,
وأعرف أن الجهات التعليمية في المملكة تقوم بإعادة النظر في المناهج التعليمية، وأن مثل ما طرحته لن يفوت الخبراء والاستشاريين، إلا أنني وجدتها فرصة أدلي فيها بدلوي في هذه القضية الحيوية، يدفعني إلى ذلك ما أشهده وأسمع به عن اختراعات وتغيرات وتبدلات في كثير من الأمور التقنية، مما يجعل الإنسان يفكر أحيانا متى يمكننا أن نواكب مثل هذه التطورات، ثم هل نستطيع فعلاً أن نسهم في بناء هذه الحضارة العالمية؟
إن من أهم واجبات المخطط في ميدان التعليم والتربية والثقافة أن يتلمس تجارب الأمم الأخرى التي سبقتنا بأشواط كثيرة وأن يبحث عن مقومات نجاح أنظمتها التعليمية في بناء الإنسان المبدع الذي أوجد هذا الزخم الحضاري المبهر الذي تستفيد من ثماره كل أمم الأرض,
إننا نحتاج في منهاجنا الى استيعاب تطور العصر وانفتاحه بالاطلاع على كل جديد فيه، ومن ثم توجيه العقول نحو المستقبل بالاختراع والتطوير وتلمس حاجات المجتمع الفعلية، وهذا لا يكون الا بشحذ الأذهان وتفتيقها عن طريق الرغبة في عمل شيء ينتمي الينا ويخرج باسمنا، وهذا لا يتأتى الا بتوسيع دائرة المناهج وتطويرها حيث يكون ركيزتها تشجيع البحث العلمي وتنميته لاستثمار نتائج تلك البحوث في منفعة السياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاعلامية والتنموية، والكف عن تلقي السرديات كما هو حال بعض المناهج القائمة حالياً والتي تقدم بشكل رتيب يلفها الكسل ويخيم عليها التقليد,
إننا ان لم نفعل ذلك فاننا سنتخلف عما يشهده هذا العالم من قفزات هائلة في كل مجالاته,